كتبت - زينب إسماعيل قال الباحث الآثاري، د. سلمان المحاري أن الأفاعي كانت قرابينا للدلمونيين في معبد قلعة البحرين، في الوقت الذي تحدث عن أن القرابين في دلمون كانت عبارة عن ذبائح وأطعمة كالشعير والأسماك والتمور، مبينا أنها محض افتراضات لكون أن هذا هو طعام الدلمونيين. وأشار د. المحاري إلى تشابه ما بين معبد الدراز ومعبد باربار من حيث طريقة البناء المستطيل والأعمدة الأسطوانية. ولفت إلى أن معبد الدراز عمره يقارب 4 آلاف عام ويقع وسط قرية دلمونية تبعد عن العاصمة (موقع قلعة البحرين) 5 كيلومترات، ويفترض أن الإله شمش - إله الشمس- هو من كان يعبد هنا لتواجد المذبح، فيما كان إله باربار هو الإله إنكي - إله المياه العذبة والحكمة- لتوفر بئر ماء هناك. ويقع معبد الدراز إلى الجنوب الشرقي من المستوطنة. فيما أسفرت التنقيبات عن وجود بقايا معمارية عبارة عن 5 منازل، مبنية بأحجار غير مشكلة مشابهة لأسلوب بناء منازل مستوطنة سار الدلمونية. عثر أثناء التنقيب على العديد من اللقى والمواد الأثرية الدلمونية من فخار وأختام ورؤوس سهام ورماح برونزية نحاسية وقطع من أواني حجرية. والكميات الضخمة من الأصداف وعظام الأسماك تدل أن السكان اعتمدوا بشكل أساسي على صيد الأسماك. يضم المعبد مذبحا محطما جزئيا، وبني على شكل مستطيل يبلغ طول قاعته الرئيسية 20 م وعرضها حوالي 12م. يتوسط القاعة صفان من الأعمدة الأسطوانية الكبيرة من الحجر الجيري، يبتعدان عن بعضهما بــ 3م، ويمتدان طولا من الشمال إلى الجنوب، يضم كل صف منهما 4 أعمدة بالإضافة إلى عمود واحد في الجزء الشمالي الشرقي، وبذلك يصبح مجموعها 9 أعمدة اسطوانية، جميعها تحمل سقف المعبد. فيما يتوسط صف الأعمدة الشرقي قاعدة أو منصة مربعة الشكل لربما استخدمت كمذبح أو قاعدة لتمثال. يوجد على جانبي القاعة الرئيسية غرفتان مستطيلتان في الجهة الشرقية والغربية، لكل منهما مدخل يطل مباشرة على القاعة الرئيسية للمعبد. قد يكون المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشرقية. الدخول للغرفة الشرقية يتم عبر مدخل مرتفع بعتب مكون من كتلة حجرية كبيرة في جدارها الغربي، ويتوسطها بقايا منصة مستطيلة باتجاه شمال جنوب. يُعتقد أن الغرفة استخدمت لتقديم القرابين. وعثر في المنطقة الواقعة إلى الشرق من غرفة القرابين على مدفن يعود للألفية الأولى قبل الميلاد. وعثر في المنطقة على إناء فخاري فارغ من نفس نوع الأواني التي توضع فيها الأفاعي التي عثر عليها في المدينة الرابعة بموقع قلعة البحرين. وكانت هذه المنطقة المحيطة بالمدفن غنية بالمكتشفات الأثرية حيث عثر على مجموعة كبيرة من الخرز المصنوع من الأحجار والزجاج، وحُلي من النحاس، بالإضافة إلى ختمين دلمونيين، شكلهما يعودان إلى الألفية الأولى قبل الميلاد «العصر البابلي الحديث أو الفترة الأخمينية». وفي الجانب الغربي للقاعة الرئيسية تقع غرفة أخرى مستطيلة الشكل وتمتد طولا من الشمال إلى الجنوب. يوجد بها مدخل في الناحية الشرقية يقابل مدخل الغرفة الغربية، وأرضية هذه الغرفة منخفضة عن أرضية القاعة الرئيسية. أثناء التنقيب فيها عثر في أرضيتها على بقايا عظام وفخار وقار، بعكس باقي أرضيات الغرف الأخرى التي كانت تتسم بالنظافة. وفي خارج الزاوية الشمالية الشرقية لهذه الغرفة عثر على جدار متأخر مبني باتجاه الشمال إلى الجنوب، وعند قاعدته عثر على ختم دلموني. وإلى الغرب من هذه الغرفة الطويلة توجد غرفتان تم تنقيبهما بشكل جزئي، ويبدو في الأصل أن هناك 3 غرف في هذا الجانب. وفي الجهة الجنوبية، عثر على ما يُعتقد بأنه جزء من جدار اسنادي لمنصة يقف عليها المعبد، وهذا يقودنا لفرضية أن هذا المعبد بُني بطريقة مشابهة لمعبد باربار. كان فخار باربار هو الأكثر انتشارا ويشابه المواد المكتشفة في المدينة الثانية بموقع قلعة البحرين. أما الكسر الفخارية ذات الحزوز المتسلسلة فهي غالبا من بقايا استيطان مبكر.
مشاركة :