أكد المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا محمد حمودة أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ خريطة الطريق التي تقضي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد ديسمبر المقبل، لافتا إلى أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يتولى حقيبة وزارة الدفاع لأنه منصب يحتاج لشخصية توافقية. وأشار إلى أنهم لن يقبلوا بوجود القوات الأجنبية على الأراضي الليبية بشكل غير شرعي، وأن الملف يتطلب العمل بحكمة ورويَّة والتنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» والأجسام الأمنية لمعالجة الملف بشكل نهائي، لافتاً إلى أن جائحة كورونا هي الأخرى تعد من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة التي وعدت بالتصدي لها، وتقديم الرعاية اللازمة للمواطنين الليبيين. إلى ذلك، أكد رئيس «كتلة الوسط النيابية» في البرلمان الليبي ميلود الأسود أن أبرز الملفات التي يجب أن تعمل عليها حكومة الوحدة الوطنية إيقاف الحرب ودعم الوصول لحل نهائي لتوحيد المؤسسة العسكرية، إضافة إلى المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات جميعها مع الالتزام بموعد الانتخابات في ديسمبر المقبل. فيما شددت «كتلة ليبيون» بالمجلس الأعلى للدولة على أن توحيد السلطة التنفيذية يعد أحد الأهداف السامية التي يسعى إليها الجميع، داعية إلى ضرورة مساعدة السلطة التنفيذية الجديدة في الإيفاء بالتزاماتها بما يحقق استقرار ووحدة ليبيا. على جانب آخر، أكد عبدالله الثني، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، أن حكومته على استعداد تام لتسليم المهام وكافة وزاراتها وهيئاتها ومصالحها ومؤسساتها لحكومة الوحدة الوطنية متى شكلت اللجان المختصة. شهدت العاصمة طرابلس، أمس، توترا أمنيا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين ميليشيا «أسود تاجوراء» وميليشيا «الضمان»، وكلتاهما تتبعان حكومة الوفاق، في مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجه السلطة الجديدة بعد استلام مهامها. تأتي هذه التطورات الميدانية، بالتزامن مع وصول رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إلى العاصمة طرابلس التي ستحتضن المقرّ الرسمي للحكومة، بعد يوم على تثبيته من البرلمان ومنح الثقة لتشكيلته الوزارية. وتحدّث ناشطون عن سماع أصوات رماية بالأسلحة في محيط منطقة تاجوراء الواقعة شرق العاصمة طرابلس، وإغلاق عدد من الطرقات، وذلك على خلفية اختطاف ميليشيا «الضمان» عناصر تابعين لميليشيات «أسود تاجوراء»، لمقايضتهم بسجناء تابعين لها محتجزين لدى ميليشيا «أسود تاجوراء»، وقالوا إن الوضع لا يزال محتقنا، وسط مخاوف من التصعيد. وتحتضن مدينة تاجوراء عدة ميليشيات موالية لحكومة الوفاق، أكبرها ميليشيات «الضمان» التي تعد أقوى ميليشيات طرابلس وأعنفها، إذ تضم أغلب مسلحي تاجوراء، إلى جانب ميليشيات «باب تاجوراء» و«أسود تاجوراء». وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي لـ «الاتحاد» إن الاشتباكات تهدف إلى حيازة المحيط والسيطرة، مؤكداً أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية سيكون أقل فاعلية من السراج داخل العاصمة. ويأتي الصراع المسلح بين الميليشيات في تاجوراء بالتزامن مع وصول رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، أمس، إلى مطار معيتيقة الدولي قادمًا من مدينة سرت.
مشاركة :