يواجه الاقتصاد الألماني، الذي يعد الأكبر في أوروبا، توقعات نمو منخفضة لعام 2021، بلغت 3.7 في المائة، من 4.4 في المائة، وفقا لـ"رويترز". وخفض معهد آي.دبليو.إتش الألماني للأبحاث الاقتصادية أمس، توقعاته، التي أعلنها في كانون الأول (ديسمبر) مع مواجهة البلاد لخطر موجة ثالثة من جائحة فيروس كورونا. وقال المعهد، ومقره في مدينة هاله، "بالنسبة لألمانيا على وجه الخصوص، ثمة خطر من أن الخطوات، التي تقررت في بداية آذار (مارس) لفتح الاقتصاد ستتسبب في موجة ثالثة من حالات الإصابة"، وفقا لـ"رويترز". لكن توقعات المعهد أكثر تفاؤلا من الحكومة، التي تنبأت أن يكون النمو هذا العام عند 3 في المائة، بعد تراجع 4.9 في المائة، العام الماضي. وحذر معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية من خطر تفشي موجة ثالثة من المرض في ألمانيا. وفي سياق متصل، أعلن معهد "إيفو" الألماني لأبحاث الاقتصاد تراجع إنفاق الشركات الألمانية على البحث العلمي والتطوير بشكل واضح خلال العام الماضي في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد. وأوضح المعهد أمس، أن نسبة هذا الإنفاق في حجم المعاملات التجارية للشركات انخفضت في مختلف القطاعات إلى 3.2 في المائة، وتراجعت بذلك 0.3 نقطة عن المتوسط، الذي كانت عليه في الفترة بين عامي 2016 و2019. وقال المعهد إن التراجع كان ملحوظا بقوة في قطاع صناعة السيارات، الذي يتطلب أبحاثا مكثفة للغاية، حيث تراجعت نسبة الإنفاق على الأبحاث من 6.9 في المائة، إلى 4.8 في المائة. وأضاف أن صناعة الأدوية نفسها سجلت تراجعا في الإنفاق على البحث والتطوير، ولكن بنسبة ضئيلة من 7.2 في المائة، إلى 7.0 في المائة. وفي حديثه عن الأرقام الإجمالية في الصناعات المختلفة، قال كلاوس فولرابه، رئيس استطلاعات الرأي في المعهد، "تفاقم الانخفاض بسبب حقيقة أن المبيعات تراجعت في عديد من القطاعات في الوقت ذاته"، واستدرك قائلا: "مع ذلك استمر كثير من الشركات في الاعتماد على البحث والتطوير حتى أثناء الأزمة". وأوضح أن قطاع صناعة الآلات المهم بالنسبة لألمانيا من ناحية التصدير، وكذلك قطاع الصناعات الكهربائية استطاعا إبقاء نسبة مبيعاتهما مستقرة تقريبا بحد أدنى من الانخفاض تبلغ نسبته 0.1 نقطة مئوية لكل منهما. وفي فرادى القطاعات، زادت نسبة المبيعات- وشهد قطاع المنسوجات زيادة قوية بصفة خاصة بأكثر من الضعف من 2.1 في المائة، إلى 4.8 في المائة. وأشار المعهد إلى أن انخفاض معدلات الإنفاق على البحث والتطوير انعكس أيضا على عدد الأفراد، الذين يعملون في المجال، حيث انخفضت نسبة العاملين في قطاع البحث والتطوير من 4.9 في المائة إلى 4.2 في المائة. وعلى الرغم من حالات التراجع هذه، فإن فولرابه قال إن الشركات بشكل إجمالي لا تزال تعول على البحث والتطوير، ولا يمكن إهمالها، لافتا إلى أنه يتوقع على الأقل استقرارا للاستثمارات في هذا الاتجاه بالنسبة للمستقبل. بدوره، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني أمس، أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 14356 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في غضون 24 ساعة، فضلا عن 321 حالة وفاة إثر الإصابة بالفيروس- ويزيد عدد الإصابات الجديدة على ما تم تسجيله قبل أسبوع بـ 2444 حالة إصابة. يذكر أنه تم تسجيل 11912 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة الخميس قبل الماضي، فضلا على 359 حالة وفاة جديدة إثر الإصابة بالفيروس. وأضاف المعهد أن عدد حالات الإصابة الجديدة التي تم تسجيلها في غضون سبعة أيام لكل 100 ألف مواطن (وهو ما يسمى بمعدل حدوث العدوى لكل سبعة أيام) ارتفع إلى 69.1، وذلك مقارنة بأمس الأول عندما بلغ 65.4. وبتسجيل معدل إصابة بواقع 69.1 أمس، يكون قد ارتفع معدل حدوث الإصابة في ألمانيا على ما كان عليه أيضا قبل أربعة أسابيع، حيث كان يبلغ في 11 شباط (فبراير) الماضي 46.2 ويشار إلى أن أعداد الإصابة بالجديدة بالعدوى تراجعت في ألمانيا خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) بشكل واضح على مدار أسابيع. ولكن هذا التراجع لم يستمر، الأمر الذي يمكن أن يرجع إلى انتشار تحورات الفيروس المعدية. وتم تسجيل أعلى مستوى للوفيات بسبب كورونا في ألمانيا خلال يوم واحد في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي، بواقع 1244 حالة، وتم تسجيل أعلى مستوى لحالات الإصابة الجديدة خلال يوم واحد في 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بواقع 33 ألفا و777 حالة، ولكن العدد كان يشمل أيضا 3500 حالة تسجيل متأخر. وتابع المعهد الألماني أن إجمالي عدد حالات الإصابة بالفيروس منذ بدء تفشي الوباء في ربيع العام الماضي وصل إلى مليوني و532 ألفا و947 حالة إصابة جديدة، لافتا إلى أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك كثيرا، نظرا لأنه لم يتم اكتشاف كثير من الإصابات. وأضاف المعهد أن عدد المتعافين من الإصابة بالفيروس بلغ نحو مليوني و337 ألف شخص، لافتا إلى أن إجمالي عدد حالات الوفاة ارتفع إلى 72 ألفا و810 حالات. وجاء في تقرير الوضع الخاص بالمعهد مساء الأربعاء أن عدد إعادة إنتاج الإصابة بالفيروس لكل سبعة أيام بلغ 0.96 فيما كان يبلغ الثلاثاء 0.97، ويعني ذلك أن كل 100 مصاب بالفيروس يمكنهم نقل العدوى لـ 96 شخصا آخرين.
مشاركة :