الاهتمام بالأمور،وترتيب أولوياتها يخضع لقانون المصالح؛فكل يتعامل وفق مصلحته،ولكن الأقوى دائماً يفرض رأيه،ويقدم مصلحته على مصالح الجميع فتصبح هي الأولوية؛لأنه هو المسيطر على العالم،وهو الذي يدير دفة القرار فيه..! ولا يخفى على أحد أن السيطرة في هذا الزمان للمال فلا لغة فوق لغته،ولا قرار يفوق قرار أصحابه..!! فهم الذين يسيّرون العالم كيفما أرادوا،ووفق ما يخدم مصالحهم،ويُرْبِي أموالهم..!! ولذلك تجد أن كل ما يخدم هذا الأمر مقدم على أي أمر في العالم بأسره؛وخير دليل على ذلك ما يمر به العالم في هذه الأيام فانظر إلى الأمور “من خارج الصندوق” وراقب كيف انتفض العالم،وكيف هبّ بقضه وقضيضه لمحاربة ” فايروس كورونا الجديد”..!! وكيف جُندت كل طاقات الأرض لمحاربته،ومحاولة الخلاص منه أو على الأقل التخفيف من أضراره،وكيف تتسابق مختبرات العالم لمحاولة البحث عن علاج له أو إيجاد مصل يكافحه،وكم لهم الآن وهم يبحثون؟!! وما زال علاجه مجهولاً .. ومصل مكافحته في طور التجريب ..!! وانظر إلى مستوى الاهتمام به،وكيف أنه أصبح الشاغل لصناع القرار في كل مكان على وجه البسيطة؛فأصبح حديث الشارع،وهاجس ردهات اتخاذ القرارات فلا صوت يعلو على صوت “كورونا”..!!ونداء “كورونا”فوق كل نداء..!! والسؤال هنا:لماذا كل هذا ؟!! هل لأنه يهدد حياة الناس ؟!! أم هناك أسباب أخرى؟!! وهذا السؤال يمكن توجيهه للمنظمات العالمية التي تضع شعارها “الإنسان أولاً”..!! التي ترفع راية “الإنسانية”..!! وتقيم الدنيا ولا تقعدها بدعوى “الإنسانية”..!! إذا كان بالفعل همكم”الإنسان”..!!وهدفكم”الإنسانية”..!! وتخافون على حياة الناس..!!وتحرصون على صحتهم..!! لماذا تتركون الجوع يفتك بالإنسانية؟!!؛فهو يقتل مئات الفقراء يومياً،ويشرد آلاف البشر،ويهدد شعوباً كاملة بالفناء..!! فأين أنتم عنه؟!! وأنتم تعرفون علاجه،وتستطيعون توفيره..!! فعلاجه”الطعام”..!! فلماذا لا تعالجونه؟!! وتنقذون حياة الملايين من البشر الذين يفتك بهم هذا الداء منذ مئات السنين..!! فكل الاحصاءات تثبت أن”الجوع”أشد فتكاً بالبشر من “كورونا”..!! وضحاياه يومياً يفوقون مصابي “كورونا”بكثير..!! ولماذا تصرفون كل هذا الاهتمام لمرض يجهل علاجه؟!! وتتركون وباءً فتَّاكاً وأنتم تعلمون علاجه؟!! هل لأن الأول يمس الأغنياء والثاني يفتك بالفقراء؟!! أم لأن”كورونا” مس الاقتصاد، و”الجوع” جمّد عروق البشر وأنهى حياتهم..!! وهل يُعقل أن المال أصبح أهم من حياة الناس؟!! وهل الاهتمام ب”كورونا” لأنه هدد حياة الناس أم لأنه مس الاقتصاد ؟!! فثارت حمية أربابه فوجهوا بوصلة الاهتمام له، وجندوا الدنيا كلها في سبيله؟!! ومضة .. المبادئ لا تتجزأ . ساير بن عوض المنيعيمارس 12th, 202129