خطيب المسجد النبوي: السائر إلى ربه يعرف قدر الدنيا والآخرة

  • 3/12/2021
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي،  إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من حسنات الدنيا حفظ الله سبحانه وتعالى لعباده حال الجوائح والأوبئة بتهيئة الأدوية واللقاحات.اقرأ أيضًا..يفعله الكثيرون.. خطيب المسجد النبوي يحذر من داء خطير وشر مستطيرودعا «الثبيتي» «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، إلى المبادرة بالتحصين من وباء كورونا حماية للأنفس والأسر والمجتمعات، فقد بذلت الجهود للتحصين من هذا الوباء الذي عم الأرض في عصرنا وأضر بصحة الإنسان وشؤونه الدينية والدنيوية وهذه اللقاحات المجازة من الجهات المختصة نافعة بإذن الله حافظة بحفظ الله.وتابع: والمبادرة إلى التحصين بها والأخذ بالأسباب وسيلة للوقاية وتخفيف آثار الوباء وحماية لك ولأسرتك ولمجتمعك ولأمتك، وتوفير اللقاح وكل الإجراءات الوقائية التي واكبت الوباء تجسد جهود ولاة أمرنا قادة هذه البلاد المباركة وفقهم الله لكل خير بالحرص على صحة الإنسان.وأوضح أن السائر إلى ربه يعرف قدر الدنيا والآخرة، وينزلهما في قلبه منزلتهما اللائقة بهما، فهو يسأل ربه حسنة الدنيا أحسن ما فيها لكن قلبه ممتلئ باستحضار الآخرة التي هي مقصده ومآله وموجه أفعاله وأقواله وفيه الفوز العظيم، قال تعالى : « قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ»، وقال تعالى : « مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ».وأضاف: أما من تضاءل استحضار الآخرة في قلبه وغفل عن مآله ومصيره فإنه يجعل زينة الدنيا الفانية منتهى رغباته وأسمى تطلعاته في همه وهمته، قال تعالى: «أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له».وأفاد أنه قد ذم الله من لم يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه، وحسنة الدنيا النجاح والسعادة والرزق والقناعة والرضا والدار الرحبة والزوج الصالح والزوجة الصالحة، وقال العارفون : حسنة الدنيا هي حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة.ونبه إلى أن من نعم الدنيا إبصارك لنعم الله وفضله عليك وإقرارك بها والشكر لمسديها، يعرف حسنات الدنيا ويقدرها قدرها ويتذوق أثرها من نظر إلى ما فضله الله به من نعم وعطايا على من سواه، قال صلى الله عليه وسلم : «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» ، من حسنات الدنيا التي هي من أسمى المقاصد حلول البركة في الذرية وهدايتهم وصلاحهم، ومن حسنات الدنيا التي لا يكاد يغفل عنها كل مبصر ويراها كل ذي عين نعمة الأمن والعافية وقوة اليوم، والأخلاق زينة حسنات الدنيا ومن أجل مراتب الارتقاء في الجنة.

مشاركة :