قال الشيخ الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العفة خلق منشود، حض عليه رب العباد في محكم تنزيله، فقال «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ».اقرأ أيضًا.. خطيب المسجد الحرام يصف 30 مشهدا من أهوال يوم القيامة بالتفصيلوأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن ذلك يعني أن يطلب العفة عن الحرام حتى يغنيه الله والعفة خلق رفيع ينبغي أن يتحلى به كل من أراد أن يخطم شهواته ورغباته عن أن تخبط خبط العشراء حتى لا يقع المرء فيما لا تحمد عقباه، فإن العفة خير كلها حتى للزاهد في الشهوات والغرائز.واستشهد بما قال تعالى: «وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ»، منوهًا بأن من تكامل شريعة الإسلام عدم معارضتها عقلًا صحيحًا، بل إنها تلجأ إلى المحاورة العقلية إذا لزم الأمر، وكان الإقناع من خلالها أمضى من مجرد إملاء النص على المتلقي دون استيعاب حكمه ودلالته.وحذر: ألا فليتأمل كل من تنساق نفسه إلى زوابع التحرش لو أن ملك الموت أتاه ليقبض روحه أكان يسره أنه قضى حاجته من التحرش؟ ولو أدخل قبره فأجلس للمساءلة أكان يسره أنه قضى تلك الحاجة؟ ولو أن الناس أعطوا كتبهم فلا يدري أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، أكان يسره أنه قضى حاجته تلك؟.وتابع: ولو أراد المرور على الصراط فلا يدري أينجو أم لا، أكان يسره أنه قضى تلك الحاجة؟ ولو جيء بالموازين وجيء به لا يدري يخف ميزانه أم يثقل، أيسره أنه قضى تلكم الحاجة ولو وقف بين يدي الله تعالى للمساءلة، أكان يسره أنه قضى حاجته تلك ألا فليتق الله كل مسلم ومسلمة وليستحضروا في نفوسهم حدود الله لئلا يعتدوها.وشدد أن على كل مسلم ومسلمة أن يعظما عرض كل واحد منهما، وأن يحترما الذوق العام ومشاعر الآخرين المبنية على الانضباط في مجامع الناس التي تشترك في الحقوق العامة والخاصة ، فقال تعالى: « وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ».