أجاز الاتحاد الأوروبي استخدام لقاح كوفيد-19 الذي طورته شركة "جونسون أند جونسون" بعد ظهر يوم الخميس، بعد ساعات فقط من توصل وكالة الأدوية الأوروبية إلى نتيجة إيجابية بشأن سلامته وفعاليته. وتم تطويره بواسطة "جانسين"، الذراع الصيدلانية لشركة "جونسون أند جونسون"، وهو اللقاح الرابع الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي ترخيص التسويق المشروط، بعد تلك الخاصة بشركات "بيونتيك-فايز" و"موديرنا" و"أسترازينيكا". وقال إيمير كوك، المدير التنفيذي لوكالة الأدوية الأوروبية، إن الوكالة أوصت باستخدام لقاح "جانسين" بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، موضحا أيضا أنه أول لقاح لكوفيد-19 يمكن استخدامه بجرعة واحدة. وأظهرت نتائج تجربة سريرية شملت 44 ألف شخص في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية أن اللقاح كان فعالا بنسبة 67 بالمائة، وفقا للوكالة الأوروبية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على موقع التدوين المصغر (تويتر) إنه "يتم طرح لقاحات أكثر أمانا وفعالية في السوق"، مضيفة أنه "مع عدد الجرعات التي طلبناها، يمكننا تطعيم ما يصل إلى 200 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي". وضخّت مجموعة اللقاحات المعززة الأمل في تنفيذ برامج التطعيم في الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى تلقيح 70 في المائة من سكانه البالغين بحلول 21 سبتمبر. غير أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف الطموح لا يخلو من العقبات. وتتمثل إحدى هذه العقبات في الإنتاج المحدود للقاح الذي أدى إلى نقص الإمدادات وإلى الحمائية في مجال اللقاحات. ومدد الاتحاد الأوروبي يوم الخميس آليته الخاصة بالشفافية والترخيص فيما يخص صادرات اللقاحات حتى نهاية يونيو. وذكرت المفوضية أنه تم الإعلان عن التمديد في أعقاب "تأخيرات مستمرة في بعض عمليات تسليم اللقاحات إلى الاتحاد الأوروبي". وكان من المقرر في الأصل توقف عمل الآلية، التي بدأ سريانها في 30 يناير، يوم الجمعة. وتم إطلاقها عندما تصاعد الجدل داخل الاتحاد الأوروبي بأن بعض شركات الأدوية فشلت في الوفاء بالتزاماتها بتقديم الكمية الموعودة من الجرعات لدول الاتحاد الأوروبي في حين ما تزال قادرة على القيام بالتصدير من منشآت موجودة في الاتحاد الأوروبي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ميريام غارسيا فيرير إن "آلية ترخيص التصدير هذه لا تزال تطبق فقط على الصادرات من الشركات التي أبرم معها الاتحاد الأوروبي اتفاقيات شراء مسبقة. وتُلزم اتفاقيات الشراء المسبق هذه منتجي اللقاحات بتسليم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عددا متفقا عليه مسبقا من اللقاحات". وبدعم من المفوضية، حظرت إيطاليا تصدير 250 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا المتجهة إلى أستراليا في أوائل مارس. وكانت هذه هي الحالة الوحيدة حتى الآن التي تم فيها رفض طلب التصدير. وأفادت فيرير أنه منذ إنشاء الآلية، تمت الموافقة على 249 طلب تصدير إلى 31 دولة ومنطقة مختلفة. وفي المجموع، تم تصدير أكثر من 34 مليون جرعة "لأنها لم تهدد الارتباطات التعاقدية بين الاتحاد الأوروبي ومنتجي اللقاحات". ما يزيد الطين بلة هو تعليق السلطات الدنماركية عمليات التطعيم بلقاح أسترازينيكا يوم الخميس بعد تقارير عن معاناة أشخاص تم تطعيمهم مؤخرا من جلطات في الدم. وقد أوقفت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دفعة معينة من اللقاح بعد أن أبلغت النمسا في البداية عن حالات جلطات دموية بعد التطعيم باستخدام جرعات من الدفعة. وقالت المفوضية الأوروبية يوم الخميس إن لقاحات أسترازينيكا لا تزال آمنة للاستخدام، مضيفة أن وكالة الأدوية الأوروبية اعتمدت مراجعة أولية للحالة في النمسا "حيث قالت إنه لا يوجد مؤشر محدد على أن التطعيم أدى إلى هذه الظروف".
مشاركة :