تقدمت شركة “بيتروفاكس” الروسية وشريكتها الصينية CanSinoBiologics، بطلب إلى السلطات الصحية الروسية لتسجيل لقاحهما المشترك الجديد، المعروف باسم ” Ad5-nCov” أو “كونفيديتسيا”، والذي بلغت نسبة فاعلية في أولى التجارب السريرية، 92.5 في المئة، وفق الشركة الروسية. وقال المكتب الإعلامي لشركة “بيتروفاكس” الروسية المطورة للقاح، وفقا لـ”الشرق”، بخصوص كيفية عمل اللقاح المشترك الجديد، إن “هذا اللقاح يعمل على أساس ناقلات الفيروسات الغدية البشرية من النوع الخامس، كما أنه يحمل البروتين S لفيروس SARS-CoV-2، ويتم حقن اللقاح مرة واحدة، بالإضافة إلى إمكانية تخزينه بدرجة حرارة تتراوح من 2-8 درجات مئوية”. وأضافت الشركة الروسية أنها “أطلقت مع الشريك الصيني مرحلة التجارب السريرية المشتركة في روسيا، وعلى مستوى دولي، من أجل إجراء تجارب اللقاح المشترك الجديد”. ولفتت إلى أنه “في إطار التجارب السريرية المحلية، التي شارك فيها 5 آلاف شخص، أظهر اللقاح فعالية بنسبة 92.5 في المئة، إذ ظهرت أجسام مضادة عالية لدى المتطوعين الذين تلقوا اللقاح”. وأضافت الشركة أنها “لم تلاحظ خلال التجارب السريرية للقاح كونفيديتسيا، أي أعراض سلبية، في حين شهد 34.2 في المئة من المشاركين المتطوعين، أعراض بعد التطعيم، مثل ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، والصداع البسيط، والآلام العضلية، وغيرها من الأعراض المرافقة، التي تزول في غضون يوم أو يومين”.تواصل التجارب وتواصل الشركة الروسية بالتعاون مع الجانب الصيني، تنفيذ مرحلة التجارب السريرية للقاح الجديد، التي تشمل في روسيا الآن، أكثر من 5 آلاف شخص، و40 ألف شخص حول العالم. وتقول الشركة إن “التجارب السريرية الأولية، أظهرت فاعلية اللقاح الجديد على الحالات الخطرة لكورونا، بنسبة 95 في المئة”، وتتوقع الشركة ظهور النتائج النهائية للتجارب السريرية في غضون 12 شهراً، أي في النصف الأول من عام 2022. وقالت “بيتورفاكس” لـ”الشرق”، رداً على سؤال حول الموعد المتوقع لاستكمال عملية التسجيل للقاح الجديد في روسيا، إنها “قدمت الطلب لسجيل اللقاح في نوفمبر 2020 إلى وزارة الصحة الروسية”، وإنها “في الفترة الحالية على اتصال مع الشركاء في الوزارة”، وتأمل أن “يتم إكمال الإجراءات بهذا الشأن في فترة قريبة، والحصول على شهادة تسجيل اللقاح الجديد، كونفيديتسيا”. وتتوقع الشركة الروسية أن تقوم مستقبلاً، بصناعة اللقاح من خلال مصانعها الخاصة، حيث ستقوم الشركة الصينية بتوفير الأرضية المناسبة لإنتاج اللقاح الجديد، في حين ستقوم الشركة الروسية بإنتاج اللقاح بشكل متكامل بكل مراحله، بما في ذلك التعبئة والمراقبة على الجودة. وأكدت “بيتروفاكس” أن حجم إنتاج اللقاح الجديد، سيعتمد على “حجم الطلب في السوق”، مضيفة أنها “تخطط للقيام بتصدير هذه اللقاح إلى الخارج”، إذ يوجد لديها الآن “طلبات عدة”، ولكنها شددت على أن تركيزها سيكون على “السوق الروسية”.الجائحة غيرت آلية تطوير اللقاحات وفي السياق، قالت سفيتلانا زافيدوفا، المديرة العامة لـ”رابطة منظمات التجارب السريرية” الروسية، لـ”الشرق”، إنه “من أجل التقييم الموضوعي للقاح الجديد، يجب الاطلاع على ملف التسجيل، ونتائج جميع الدراسات، وهذا متاح فقط لوزارة الصحة الروسية”. وأضافت زافيدوفا أنه “بشكل عام، يمكننا القول إن هذا اللقاح، تمت دراسته بالفعل لفترة طويلة (مع الأخذ في الاعتبار تسريع جميع العمليات أثناء الجائحة) في روسيا”. ورداً على سؤال حول الوقت المطلوب للتجارب السريرية، كي يثبت اللقاح الجديد مدى أمنه، قالت زافيدوفا إنه “في زمن السلم، يستغرق تطوير منتج جديد سنوات، سواء كان دواءً علاجياً أو لقاحاً”، مضيفة: “إذا تحدثنا عن عدد المشاركين، فهذا اعتماداً على مرحلة الدراسة، من عشرات إلى آلاف الأشخاص، واللقاحات عادة ما تكون بعشرات الآلاف”. وأكدت زافيدوفا أن “الوباء غيّر كل شيء، فنحن نرى أن الجداول الزمنية لتطوير اللقاحات تتقلص في جميع أنحاء العالم”، مضيفة أن “إطلاق منتج جديد في أقل من عام هو أمر غير مسبوق، وبالطبع هذه مخاطرة، الجميع في خطر، يسمح المطورون والهيئات التنظيمية الوطنية على حد سواء، بإطلاق هذا المسار السريع في السوق، ولكن الشيء الرئيسي هو أن هذا الخطر يكمن في أن لا يتجاوز اللقاح الفائدة المرجوة، وهذه هي المعضلة الرئيسية الآن لجميع الدول”. وتعتمد السلطات الروسية بشكل أساسي على أول لقاح مسجل في روسيا، وهو لقاح “سبوتنيك في”، الذي تم اعتماده في 50 دولة حتى الآن، بحسب بيان صندوق الاستثمارات الروسية.
مشاركة :