قال زير الداخلية الألماني توماس دو مازيير أمس الأحد، إن ألمانيا فرضت إجراءات مؤقتة على الحدود مع النمسا في محاولة لخفض عدد طالبي اللجوء إلى البلاد، واكد في الوقت نفسه رفض بلاده منح اللاجئين الحق في اختيار مكان اقامتهم، في وقت استمر تدفق اللاجئين إلى المجر بمعدل قياسي، واعلنت اليونان غرق 34 مهاجرا في البحر قبالة سواحلها، وقال الوزير الالماني في هذه اللحظة تعيد ألمانيا مؤقتا فرض إجراءات ضبط الحدود على الحدود الداخلية (للاتحاد الأوروبي). التركيز سيكون أولا على الحدود مع النمسا. ومضى يقول الهدف من هذه الإجراءات هو الحد من التدفقات الحالية إلى ألمانيا والعودة إلى الإجراءات المعتادة التي تنظم دخول الأشخاص إلى البلاد. وقال دو مازيير إن هذا الأمر ضروري ايضا لاعتبارات أمنية. وفي وقت سابق قال الوزير توماس دو مازيير إنه لا يجب أن يختار اللاجئون الذين يتدفقون على أوروبا بأنفسهم مكان إقامتهم. وقال في مقابلة صحفية إن اللاجئين الذين منحوا الحماية في أوروبا يجب أن يقبلوا إعادة توزيعهم في أنحاء الاتحاد. وأضاف لا يمكن أن نسمح للاجئين بأن يختاروا بحرية أين يريدون الإقامة.. هذا لا يحدث في أي مكان في العالم. وأضاف ليس من الواجب علينا أيضا أن ندفع المزايا التي يمنحها القانون الألماني للاجئين لأولئك الذين أعيد توطينهم في دولة أوروبية أخرى ثم يعودون إلى ألمانيا بطريقة أو بأخرى. ومع تصاعد شكوى الولايات الالمانية من العبء المتنامي لاستيعاب أكبر أزمة لاجئين تواجهها أوروبا منذ عقود، قال المفوض الألماني بالاتحاد الأوروبي جونتر أوتنجر لصحيفة فيلت إم زونتاج إن على ألمانيا أن تخفض المزايا لطالبي اللجوء لخفض الأعداد التي تتدفق عبر حدودها. وأضاف يجب تعديل المبالغ التي تقدم لطالبي اللجوء إلى ألمانيا حتى تتقارب مع ما يقدم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وفي الوقت نفسه اعلنت ميونيخ الاحد انها وصلت إلى الحد الاقصى من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة إطلاقها نداء لطلب المساعدة لايوائهم مؤكدة انها لا تستطيع هي ومقاطعة بافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما. وقالت الشرطة المحلية الأحد ان المدينة وصلت إلى الحد الاقصى من قدراتها على استقبال اللاجئين، موضحة أن حوالي 13 ألف شخص وصلوا نهار السبت وحده. وصرح ناطق باسم قيادة شرطة ميونيخ نظرا للارقام التي سجلت (السبت) من الواضح اننا بلغنا الحد الأقصى من قدراتنا على استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون من دول البلقان عن طريق المجر ثم النمسا. من جانبها، اعلنت شركة السكك الحديد النمساوية الاحد، تعليق حركة القطارات مع المانيا التي دخلها الاف المهاجرين مرورا بالنمسا. وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ونظيرها النمساوي فيرنر فايمان تطرقا الاحد إلى احتمال العودة إلى الوضع الطبيعي بخصوص الضوابط على حدودهما المشتركة والتي خففت في 4 ايلول/سبتمبر امام تدفق المهاجرين، بحسب ما قال ناطق باسم المستشارية النمساوية. ويلتقي وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (28 دولة) اليوم، في بروكسل لمناقشة اقتراحات المفوضية الأوروبية لإعادة توطين نحو 160 ألف طالب لجوء في أرجاء القارة. وقالت السلطات في النمسا المجاورة إنها تتوقع وصول آلاف الوافدين. وكان كثير منهم في السابق قد توجهوا مباشرة إلى ألمانيا. وأجرى جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية اتصالات مع زعماء دول الاتحاد الأوروبي الواقعة وسط وشرق أوروبا للتشاور حول خطته الخاصة بتوزيع 120 ألف لاجئ. وقال مارتين زيلماير كبير مستشاري يونكر عان الاخير سعى من خلال هذه الاتصالات إلى بناء الجسور والتوصل إلى توافق بين دول الاتحاد الأوروبي (28 دولة). في غضون ذلك، استمر اللاجئون في التدفق إلى المجر بمعدل قياسي قبل أيام من سريان ضوابط أكثر صرامة على الحدود. وذكرت الشرطة المجرية أن 4330 ممن يطلق عليهم مهاجرون غير منتظمين تم تسجيلهم السبت ليسجلوا رقماً كبيراً جديداً لعدد المهاجرين في يوم واحد، بعد الرقم المسجل يوم الخميس الماضي الذي بلغ 3601 مهاجر. وبموجب قانون جديد سيتم تطبيقه اعتبارا من غد الثلاثاء، سوف يعتبر عبور الحدود بطريقة غير قانونية بمثابة جريمة تصل عقوبتها إلى السجن لثلاث سنوات. وقالت اليونان انها عثرت على جثث 34 شخصاً من بينهم عدة أطفال قبالة ساحل جزيرة فارماكونيسي اليونانية أمس الأحد في آخر حلقة مأساوية من مسلسل غرق اللاجئين المتواصل. وقال ضابط بقوات خفر السواحل ما زال زملائي يعثرون على المزيد والمزيد من الغرقى ،مشيرا إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى جراء انقلاب قارب صيد. وأنقذت فرق الانقاذ التابعة لخفر السواحل 68 راكبا من الغرق بينما استطاع 28 شخصا السباحة إلى فارماكونيسي بمفردهم. ووقع الحادث بعد استجابة خفر السواحل السبت لبلاغ عن انقلاب قاربين. وظل أربعة أطفال في عداد المفقودين من جراء حادث انقلاب أحد القوارب في جزيرة ساموس ببحر إيجة. واستطاع خفر السواحل انتشال 34 مهاجرا من البحر في هذه العملية. وانقذت قوات خفر السواحل 32 شخصاً بعد غرق قاربهم قرب جزيرة ليسبوس. وهناك أحد اللاجئين (20 عاماً) من ركاب هذا القارب في عداد المفقودين، بحسب الإذاعة الرسمية. (وكالات)
مشاركة :