اندلعت أمس أولى العمليات العسكرية البرية المشتركة لقوات دول التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مأرب، وحققت تقدما نوعيا بالسيطرة على مواقع كانت تحت أيدي مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وتزامن ذلك مع استمرار الضربات الجوية لطيران التحالف على معسكرات وتحركات الميليشيات في عدة محافظات، فيما سجلت المقاومة في محافظتي تعز وإب تقدما في جبهات عدة على حساب الميليشيات التي خسرت العشرات من القتلى والجرحى. وأعلن مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري، أمس الأحد، أن العملية العسكرية الواسعة لقوات التحالف في محافظة مأرب لا تزال في بدايتها، معبراً عن توقعه أن تحقق أهدافها قريباً. وقال عسيري في اتصال هاتفي مع قناة سكاي نيوز عربية نحن نعتبر هذه العملية في بدايتها، ونأمل أن تحقق أهدافها في المستقبل القريب، موضحاً أنها تشمل عمليات برية وجوية. ووفقاً لمصادر في مأرب فان قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، المدعومة بقوات التحالف العربي، أحرزت، أمس، تقدماً كبيراً في مختلف جبهات وسيطرت على مواقع كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. واعتبرت مواجهات أمس بداية معركة تحرير محافظة مأرب، وتكبدت خلالها الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وحررت مواقع استراتيجية، منها تبة المصارية، ما يعني قطع خط الإمداد للميليشيات الانقلابية شمال المحافظة. وأضافت أن الجيش الوطني والمقاومة، باسناد قوات التحالف، تقدمت في اتجاه المشجح من جهة العطيف، كما تقدمت في اتجاه الزور والطلعة الحمراء شمالاً مع خط الانبوب وجهة العطيف وسيطرت على مواقع في جبهة الجفينة ومواقع أخرى باتجاه منطقة الزور من الجهة الغربية لمدينة مأرب وعلى تبة ماهر، حسب مصادر في المقاومة. وفي تعز أفاد مصدر في المقاومة عن مصرع 25 من عناصر الميليشيات، التي حاولت التوغل نحو مواقع المقاومة شمال مدينة تعز، في سوق عُصيفرة، ظهر أمس. وأِشار المصدر إلى مقتل 3 من عناصر المقاومة وإصابة 8 آخرين اثناء صد الميليشيات، فيما استمرت المواجهات العنيفة في جبهات البعرارة والزنقل والكمب، في حين قام عدد من رجال المقاومة بمهاجمة موقع تتمركز فيه الميليشيات جوار المركز التدريبي بالحوبان ما أسفر عن تدمير عربة عسكرية تحمل مدفع 23 وسقوط عدد من القتلى. في الأثناء، قالت مصادر للمقاومة في الحديدة على البحر الأحمر، إن البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف اقتربت من ميناء الحديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيداً لإنزال بحري لجنود وآليات والبدء بعملية عسكرية واسعة لتطهير محافظة الحديدة من الميليشيات. وفي السياق، أعلن يحيى منصر شيخ قبائل الزرانيق بالمحافظة عن تجهيز ثلاثة آلاف مقاتل من أبناء القبيلة للمشاركة ضمن ثمانية آلاف مقاتل من جميع أنحاء إقليم تهامة، لتحريره من الميليشيات، بالتنسيق مع دول التحالف العربي. وتجددت، أمس، المواجهات العنيفة بين رجال المقاومة الشعبية وميلشيا الحوثي وصالح في محافظة البيضاء، في منطقة الهجر بمديرية مكيراس، بعد شن مقاتلات التحالف غارات جوية، استهدفت مواقع وآليات الميليشيات في المنطقة. وفي محافظة إب قُتل 20 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، إثر اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية. وقالت المقاومة في بيان مقتضب لها صدر أمس إن عناصرها قتلوا خلال الساعات القليلة الماضية 20 مسلحاً حوثياً في اشتباكات، بمديرية حزم العدين بمحافظة إب، وأن جرحى آخرين من ميليشيات الحوثي أصيبوا جراء الاشتباكات. وفي العاصمة صنعاء تعرضت مواقع عسكرية، تسيطر عليها الميليشيات، لغارات شنتها مقاتلات طيران التحالف، فجر أمس، منها موقع للدفاع الجوي التابع للواء 110 دفاع جوي، الكائن في منطقة شملان وموقع آخر للدفاع الجوي بمنطقة جدر. ولم تشهد العاصمة، أمس، غارات او تحليقا مستمرا ومكثفا لطيران التحالف كما في الأيام الماضية.