تزامناً مع عام الخمسين، وتماشياً مع أهدافه، إذ ترسم خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة، يكون محورها الرئيس الإنسان والارتقاء بجودة الحياة في إمارة دبي، وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للسكان والزوار خلال العشرين عاماً القادمة، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارت العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله "بأن تكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة عبر توفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم" تم إطلاق خطة دبي الحضرية 2040. وأهم ملامح الخطة وأهدافها الرامية رفع كفاءة استغلال الموارد، وتطوير مجتمعات حيوية وصحية، ومضاعفة المساحات الخضراء الترفيهية والحدائق لتوفير بيئة صحية للسكان والزوار، وتوفير خيارات تنقل مستدامة ومرنة، ورفع كفاءة استخدام الأراضي لدعم الأنشطة الاقتصادية وتعزيز استقطاب الاستثمارات الخارجية في القطاعات الجديدة، وتحسين الاستدامة البيئية والمحافظة على المميزات الطبيعية والمبنية، وحماية التراث الثقافي والعمراني، إلى جانب تطبيق التشريعات والحوكمة التخطيطية. وتتضمن الخطة الحضرية مخططاً هيكلياً استراتيجياً لإمارة دبي للعشرين عاماً القادمة، ينظم قطاع التخطيط الحضري ومساحات واستعمالات الأراضي، بهدف تكامل كافة الخطط الرئيسة للتنمية الحضرية بالإمارة، والموائمة مع التوجهات الاقتصادية والاستراتيجية، والاستغلال الأمثل للبنية التحتية، ودعم النمو والتطوير المستقبلي. وتركز الخطة الجديدة، على التنمية والاستثمار في 5 مراكز حضرية تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية وتنويع فرص العمل وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات. وتضم المراكز الحضرية القائمة: مركزاً تاريخياً وثقافياً بمنطقتي ديرة وبردبي، بما تحويه من متاحف وأسواق تقليدية وشعبية ومناطق سكنية تاريخية ارتبطت في ذاكرة سكان وزوار إمارة دبي، أما المركز الاقتصادي والتجاري العالمي فيضم مركز دبي المالي العالمي، وشارع الشيخ زايد، والخليج التجاري، ووسط المدينة، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والمالية، فيما يشمل المركز السياحي والترفيهي منطقة المارينا وأبراج بحيرات جميرا، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والسياحية. أما المركزان الجديدان فهما مركز إكسبو 2020، ويسهم في تطوير قطاع المعارض والسياحة والخدمات اللوجستية، ومركز واحة دبي للسيليكون، ويعد بمثابة حاضنة للابتكار والمعرفة ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي والتقني واستقطاب الموهوبين والمبتكرين. وحددت خطة دبي الحضرية، 6 مستويات للتمدن تتبع هيكل متدرج لمراكز عمرانية متعددة الاستعمالات والكثافات تؤدي وظيفة معنية ودوراً خاصاً للتجمعات السكانية والوظيفية ضمن نطاق صلاحيات الخدمة الخاصة بها. وتشمل المستويات الستة المندرجة تحت الإمارة التي تغطي جميع مدنها: المدينة ويتراوح تعداد سكانها بين مليون ومليون ونصف المليون نسمة، ثم القطاع ويتراوح عدد سكانه من 300 ألف إلى 400 ألف نسمة، بعد ذلك يأتي مستوى المنطقة وحُدِّد عدد سكانه من 70 ألف إلى 125 ألف نسمة، يليه المجمع ويتراوح عدد سكانه من 20 ألف إلى 30 ألف نسمة، ثم الحي ويتراوح عدد سكانه من 6000 إلى 12000 نسمة، واخيراً الحي المحلي وهو أصغر المستويات ويكون عدد سكانه بين 2000 إلى 4000 نسمة. وبناءً على هذه المستويات الستة، يتم تحديد مستوى البنية التحتية لمنظومة الطرق والنقل، والطاقة والخدمات الحكومية من مستشفيات ومدارس ومراكز خدمة وغيرها، وكذلك المرافق الخدمات والترفيهية لتوفير مراكز خدمية متكاملة بكافة مناطق دبي مع التوسع في استخدام وسائل التنقل المرنة والمستدامة. ووفقاً للدراسات، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المقيمين في دبي من 3.3 مليون نسمة في 2020 إلى 5.8 ملايين نسمة في 2040، وسيرتفع عدد السكان خلال ساعات النهار من 4.5 ملايين نسمة في 2020 إلى 7.8 ملايين نسمة في 2040، حيث سيتم استغلال المسـاحات المتوفرة ضمن حدود خط التنمية العمرانية الحـالي، وستتركز التنمية العمرانية في نطاق المنطقة الحضرية القائمة، وسيتم توفير كافة احتياجات السكان من خلال تطوير مراكز خدمية متكاملة بكافة مناطق دبي سيراً على الاقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية أو وسائل التنقل المستدام، والتركيز على رفع مستوى جودة الحياة، ورفع الكثافة السكانية ضمن المناطق القريبة من محطات النقل الجماعي الرئيسية. يتضمن المخطط الحضري 2040، توفير الاحتياجات الإسكانية المستقبلية للمواطنين في مجتمعات متكاملة وفق أفضل المعايير التخطيطية تشمل المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية بما يعزز من جودة ورفاهية حياة المواطن لأكثر من 20 عاماً، حيث ستصل مساحة أراضي المخصصة لإسكان المواطنين الى 157 كيلومترا مربعا في 2040، وتتضمن الخطة إعادة إسكان المواطنين في المناطق القديمة لتعزيز ارتباطهم بتلك المناطق. ووفقاً للخطة ستتضاعف المساحات الخضراء والترفيهية والحدائق العامة، يتم توزيعها لخدمة أكبر عدد من السكان، وسيتم إنشاء شبكة من المسارات الخضراء Green Corridors تربط مناطق الخدمات والمناطق السكنية وأماكن العمل، لتسهيل حركة المشاة والدراجات ووسائل التنقل المستدام عبر أنحاء المدينة، وذلك بالتنسيق مع المطورين والجهات الحكومية المعنية، وستتضاعف مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%، وسترتفع مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كيلومترا مربعا لتعزيز مكانة دبي كمركز اقتصادي ولوجستي عالمي، وزيادة مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25%، كما ستزيد أطوال الشواطئ المفتوحة للجمهور بنسبة 400% في عام 2040. وتتضمن خطة دبي الحضرية 2040 إصدار قانون متكامل ومرن للتخطيط الحضري يدعم استدامة التنمية والتطوير، ويراعي التوجهات المستقبلية للإمارة، وسيتضمن حوكمة التخطيط الحضري من خلال تطوير نظام متكامل لحوكمة التخطيط الحضري يضمن تنظيم العلاقة والمسؤوليات بين كافة الأطراف المعنية، وكذلك رفع كفاءة التنمية والاستغلال الأمثل للبنية التحتية، وذلك بتعزيز التنمية ضمن الفراغات الموجودة داخل المنطقة الحضرية، والتركيز على التنمية الموجهة لتشجيع النقل الجماعي والمشي واستخدام الدراجات الهوائية ووسائل التنقل المرنة، وإنشاء قاعدة بيانات تخطيطية موحدة، تدعم عملية اتخاذ القرار وتعزز الشفافية. وتشمل خطة دبي الحضرية 2040، استكمال خطة التنمية والتطوير لمنطقة حتَّا خلال العشرين عاماً القادمة، وتتضمن تطوير خطة تنمية متكاملة للمنطقة تتماشى مع توجه الدولة نحو تشجيع السياحة الداخلية والعمل على استقطاب المزيد من السياحة الخارجية، وذلك من خلال تعزيز جاذبية منطقة حتّا ومقوماتها الطبيعية والتراثية والحفاظ على استدامة بيئتها. ووفقاً للخطة سيتم الحفاظ على طبيعة منطقة حتّا، وتنميتها وإعمارها بمشاركة القطاع الخاص وتوفير الفرص لتشجيع ودعم المشاريع الوطنية المحلية لأهالي المنطقة، بما يدعم تنشيط السياحة وتشجيع رواد الأعمال وفق ضوابط للحفاظ على طبيعتها وهويتها المميزة، بالإضافة الى تطوير مجمعات سكنية متكاملة للمواطنين تلبي احتياجاتهم الحالية والمستقبلية. يشار إلى أن الخطة الأولى كانت في عهد مؤسس دبي الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه عام 1960، حيث شهدت دبي خلال الفترة من عام 1960 إلى 2020، زيادة سكانها بنحو 80 مرة، إذ ارتفع عددهم من 40 ألف نسمة في عام 1960 إلى حوالي 3.3 ملايين نسمة في نهاية عام 2020. فيما تضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية بنحو 170 مرة، وزادت من 3.2 كيلومتر مربع إلى 1,490 كيلومترا مربعا في الفترة ذاتها.
مشاركة :