سلطان الجابر: الشــهداء زادوا شــعورنا بالعـزة والكـرامة والفخـــر

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، أن استشهاد عدد من جنود دولة الإمارات البواسل، قد أعطى للعالم الخارجي صورة جديدة عن العلاقة المميّزة والخاصة بين القيادة والشعب. جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني جرى مساء 12 سبتمبر، في استوديوهات تلفزيون أبوظبي، خلال التغطية الخاصة لاستشهاد الجنود البواسل. وبدأ الجابر حديثه بتوجيه أصدق التعازي للقيادة الرشيدة والقوات المسلحة الباسلة، وأهالي الشهداء الأبرار، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، والنصر والتوفيق للقوات الباسلة للتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة. وأكد أن شهداءنا يستحقون كل التقدير والعرفان، وأن أبناء دولة الإمارات يقدمون تحية إكبار وإجلال للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حتى يستمرّ الأمن والأمان في حياتنا. لافتاً إلى أن الشهداء زادوا شعورنا بالعزة والكرامة والفخر، لأنهم النموذج للشجاعة والبطولة والتفاني والإقدام. وقال إن ما ينطبق على شهداء الإمارات ينطبق على كل شهداء قوات التحالف أيضاً من السعودية والبحرين واليمن، وأن استشهاد إخواننا وأبنائنا زاد من العزيمة والمثابرة والتصميم على بذل مزيد من الجهود، لتحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها. وأعرب عن الاعتزاز بما شهدناه وسمعناه من أهالي الشهداء الذين كانت كلماتهم نموذجاً للثبات والعزم المنقطع النظير، مؤكداً أن هذه المواقف تزيد من عزم القوات المسلحة على استمرارها في العمل، لتحقيق الأهداف المرجوّة التي وضعتها القيادة، وتصبّ في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي إجابة عن سؤال عن المبادرة التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتأسيس مكتب لشؤون أسر الشهداء في ديوان سموّه، قال إن هذا ليس بجديد على قيادة دولة الإمارات المستمرة بالسير على نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ظل توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والمتابعة الدقيقة والدعم اللامحدود من صقر الصقور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وأوضح أن هذا المكتب تمّ تأسيسه في ديوان صاحب السموّ ولي عهد أبوظبي، بهدف متابعة الشؤون الحياتية لأسر الشهداء ورعاية أحوالهم وتقديم كل أوجه الدعم والرعاية والاهتمام لهم، وأنه ليس غريباً أن تأتي هذه المبادرة من شيوخنا الكرام، مذكراً بزيارات أصحاب السموّ الشيوخ إلى خيم العزاء، معرباً عن قناعته بأنها خيام عزّ وكبرياء، وزياراتهم للجرحى في المستشفيات أيضاً. كما لفت إلى المبادرات المجتمعية العفوية مثل الإقبال الهائل من المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم، حيث تعكس هذه المبادرات روح الأسرة الواحدة في مجتمع دولة الإمارات. وفي إجابة عن سؤال بشأن الجنود الذين تقلدوا أوسمة الشجاعة من خلال جراحهم ودمائهم، وهم الآن يتلقون العلاج في المستشفيات، قال إن هذا السؤال يعيد مشاهد صادقة وعفوية وأبوية ومؤثرة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زياراته لأبنائه جرحى القوات المسلحة التي فاضت بالمشاعر الصادقة والمتبادلة بين أب وأبنائه. منوهاً بهذه الزيارات التي كان لها الأثر الكبير في تحفيز الجرحى وإبراز شجاعتهم. وأشار إلى طفل اتصل بإذاعة محلية وألقى قصيدة مؤثرة عن الوطن والبطولة والشهداء، مؤكداً أن هذا المثال البسيط يعطي نموذجاً واحداً من آلاف النماذج التي تعبّر عن حب الوطن والافتخار بالقوات المسلحة، وتفاعل المجتمع بكل ألوان طيفه، وشرائحه مع الحدث. وأكد أن تضافر جميع أفراد المجتمع أعطى للعالم صورة جديدة عن دولة الإمارات، لأن الدولة في الماضي، كانت معروفة خارجياً بجهودها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، ودورها المهم في قطاع الطاقة وتقديم المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين، لكننا أظهرنا للعالم أن هناك شيئاً مهماً لا يعرفوه عن مجتمع الإمارات، وهو العلاقة الخاصة والمميّزة جداً بين القيادة والشعب. موضحاً أن هذه العلاقة متجذرة وأنها إحدى ثمار الغرس الطيب الذي زرعه الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان يركز دوماً على بناء الإنسان. وأكد استمرارية هذا النهج من خلال التخطيط البعيد المدى والاعتماد على الإنسان الإماراتي الذي يشكل أهم ثروة تمتلكها الدولة التي ركزت قيادتها على الاستثمار في التعليم والتدريب والتطوير، ما أدى إلى زيادة الوعي الفكري والثقافي والسياسي لشعب دولة الإمارات. وفي إجابة عن سؤال حيال أسلوب أداء الإعلام الوطني في إدارة الأزمات بصفة عامة، وخصوصاً في الرابع من سبتمبر، قال الجابر إن الاستجابة السريعة والعالية الكفاءة للإعلام الإماراتي، أكدت أنه مرآة تعكس بكل شفافية نبض المجتمع الإماراتي، وأن الإعلام الإماراتي رمز للصدق والموضوعية في تناول الأخبار، وهو جزء من النسيج الوطني للمجتمع، وأن الجميع يشهدون بأنه تعامل بمنتهى الشفافية والصراحة والصدق مع موضوع استشهاد الجنود. وتقدم الجابر بالشكر إلى المؤسسات الإعلامية الإماراتية وشركائها الاستراتيجيين، وخاصة مديرية التوجيه المعنوي في القوات المسلحة التي كان لها الدور الكبير في إنجاح مهمة الإعلام، خلال الأسبوع الماضي، وأشاد بالتزام الإعلام الإماراتي أفضل المعايير المهنية والاحترافية وأرقاها. كما أشاد بجهود الناشطين في وسائل الإعلام الاجتماعي الذين أسهموا في تعزيز روح التضامن الوطني، من خلال الوقوف مع الشهداء والجرحى وذويهم والمجتمع كله. وعن التجارب التنموية الناجحة لدولة الإمارات في الدول الشقيقة والصديقة، واحتمال تطبيق نموذج مشابه في اليمن، قال الجابر إن المبادرات التنموية وتوفير المساعدات ودعم الدول الشقيقة والصديقة، هي سمة خاصة بدولة الإمارات، من أيام الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأوضح أن دولة الإمارات تقوم منذ مدة بتقديم المساعدات في اليمن عن طريق الجهات والمؤسسات الإنسانية المعنية، مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة التنمية والتعاون الدولي. وأوضح أن الوضع في اليمن يمرّ بمراحل عدة، وأن المرحلة الحالية تتطلب جهوداً إغاثية عاجلة، وأنه ستكون هناك مرحلة مقبلة تركز على تثبيت الاستقرار والبدء بجهود التنمية. وفي ختام اللقاء قال الجابر، إن الإمارات مرّت خلال الأيام الماضية بتجربة نوعية أثبتت أن الشعب الإماراتي لديه أعلى مستويات الوعي والإدراك، وأننا متمسكون بثوابتنا الوطنية وبالقيم السمحاء لديننا الإسلامي. كما أكدت هذه التجربة تمسكنا بثوابت الأمن الوطني الخليجي العربي، والانسجام التام والتكاتف ووحدة الهدف والمصير مع أشقائنا الخليجيين. وأضاف أن هذه التجربة أكدت كذلك شجاعة قواتنا المسلحة وجسارتها وكفاءتها، وأنها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، حيث أثبتت شجاعتها من خلال أدائها المشرف وبطولاتها التي أكدت للعالم، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وطن يستحق التضحية من أجله. كما رسخت الأيام الماضية إدراكنا للمشاعر العفوية الصادقة لأصحاب السموّ الشيوخ النابعة من حبهم للشعب وحرصهم على أبنائهم. كما رسخت الإحساس بالولاء والوفاء من قبل الشعب تجاه الوطن والقيادة. وأعرب عن قناعته بأنه من الضروري أن يستمرّ أبناء الوطن بأداء واجباتهم وأعمالهم اليومية على أحسن وجه، لخدمة هذه الأرض الطيبة، لأن هذا هو الأسلوب الأمثل لردّ الجميل للوطن والقيادة، وتحصين الوطن وتعزيز منعته وضمان مستقبلنا. (وام)

مشاركة :