أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.سعود الشريم، أن الأخلاق عماد الأمم، وركيزة من ركائز ازدهارها وحضارتها، وهي حلقة وصل بين تراثها العريق ومخرجاتها الحديثة، وإنه متى تسلل إلى مجموعها ما يثلم تلكم الأخلاق أو يكدر الصفو فإنها بذلكم تؤخر يوم الرقي ولا تقدمه، وتفرقه ولا تجمعه.وبين د.الشريم في خطبة الجمعة أمس، أن التحرش الذي هو الاعتداء على الطرف الآخر رجلاً كان أو امرأة بالإشارة أو الإيماء بغمز أو نظرة فاحصة لجسم المتحرش به، أو ملامسته أو التلفظ عليه صراحة أو كناية بما يدل على الرغبة في ارتكاب ما يهتك عرضه وشرفه بإشباع المعتدي عواطفه وغرائزه تجاه المتحرش به، يعد جريمة خبيثة وظاهرة عالمية ماثلة يوليها كل مجتمع اهتمامًا بالغًا ودراسة فاحصة لإيجاد العلاج الناجع لها والنظام الرادع. وأكد أن التحرش ليس مختصًا بالمرأة وحسب. مضيفا إن التحرش رقية الزنا، وهو صيال غريزي وتخمة شهوانية في المتحرش ناتجة عن خطأ الجنسين كليهما حين يكون أحدهما في الأماكن العامة لا يبالي بحقوق الآخرين.وأشار إلى أنه يجب التصدي للتحرش ودفعه قبل أن يقع، من خلال إذكاء حرمة العرض وأثر العفاف على دين المسلم ودنياه وسلامة مجتمعه لئلا يبغي أحد على أحد، وكذلكم رفعه بعد حدوثه بإنزال العقوبة الرادعة على مرتكبه. وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د.عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس، إنه حين نتأمل الدعاء القرآني «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، وما حواه من فصاحة وبلاغة تتجلى لك علاقة التكامل بين الدنيا والآخرة في منظور الإسلام وأنه لا تعارض بينهما فالدنيا طريق والآخرة الغاية.وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: أما من تضاءل استحضار الآخرة في قلبه وغفل عن ماله ومصيره فإنه يجعل زينة الدنيا الفانية منتهى رغباته وأسمى تطلعاته في همه وهمته ودعائه، مؤكداً أن على المسلم العاقل يؤمن رحلته من الدنيا إلى الآخرة بالجمع بين الرجاء والخوف.
مشاركة :