خالد الطهمازي : كنت مجرد أحب الرسم لم أفكر وقتها بأني موهوب

  • 3/14/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعلقه وحبه الشديد للرسم الذي كان سبباً له بالبدأ والمحاولة من جديد بكل إندفاع وشغف مما ساعده في فتح عدة معارض في عدة دول مختلفة. خالد الطهمازي، فنان تشكيلي، عرفنا عن نفسك أكثر؟أنا خالد الطهمازي، فنان تشكيلي بحريني مواليد المحرق سنة 1970 وعضو في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ولي أكثر من 35 سنة تقريباً في مجال الفن، وحالياً فنان متفرغ.متى اكتشفت أنك تملك موهبة الرسم وكيف كانت في طفولتك؟من بداية الطفولة كنت أرسم وألون ولم أنتبه لموهبتي الا من خلال ملاحظات أساتذتي الرسم في مراحل الإبتدائي، وهم من قاموا بتوصيل هذا الكلام لوالدي، كنت مجرد أحب الرسم لم أفكر وقتها بأني موهوب.والدتي كانت تهتم في بعض الأعمال اليدوية الفنية وهذه كانت من الأمور التي لفتت نظري واهتمامي في سنواتي الأولى من عمري.في فترة السبعينات عندما كان عمري ثمان سنوات تقريباً انتقلت إلى القاهرة وعشت فيها سنة وبعدها سنة أخرى في بريطانيا، الانتقال هذا خلق عندي حس من النوع الثقافي في الحياة، سبب لي نوع من الانبهار، نوع من السحر، نوع من اكتشاف أشياء وتعلم أشياء والإطّلاع على أشياء أكثر. وهذا ما ساعدني في بناء مخيلتي الفنية وحفزني على الرسم والإبداع والإكتشاف.هل كانت عائلتك داعمة لك في المجال؟ ومن الذي شجعك أكثر على موهبتك؟في البداية طبعاً في مراحل سنواتي الأولى لم يكن هناك اهتمام كبير، كان تركيز والدي على دراستي أكثر لم يعطي اهتمام لموهبتي، أما والدتي فقد كانت تشتغل على أعمال يدوية فنية كما قلت سابقاً فكانت تساعدني، ومن بعدها بدأ والدي بتشجيعي والاهتمام بي أكثر عندما بدأت بالمشاركة في معارض فنية وأفوز وأتميز فيها، ونتيجة لذلك قام بشراء المواد اللازمة للرسم وكنت وقتها أبلغ 11 سنة تقريباً.من هو أكثر رسام مشهور تحب رسمه وأسلوبه؟ ولماذا؟أول فنان عرفته وأثر فيني في طفولتي كان الأستاذ القديرعبدالله المحرقي، هو من الفنانين البحرينيين المحليين وطبعاّ كانت له بصمة معروفة في الخليج والوطن العربي، تعرفت عليه بالفترة التي كنت لازلت طفل فيها، كنت مع العائلة نزور المعارض وكانت أعماله أكثر الأعمال لفتت نظري وأثارتني. من بعدها في مرحلة الإعدادي أو الثانوي تعرفت على الفنان سيلفادور دالي وكانت أعماله تثيرني.كيف بدأت مشوارك الفني؟ في سنة 1987 عندما انتهيت من مرحلة الثانوية العامة ذهبت إلى الأردن لأكمل دراستي هناك وكان قراري أن أدرس مجالاً مختلفاً تماماً عن مجال الفن وهو تقنية المعلومات، وقتها أقنعت نفسي أن الفن أو الرسم مجرد هواية، انما تركيزي سوف يكون على تقنية المعلومات.كان أحد زملائي بالأردن بالصدفة أنس الشيخ فنان تشكيلي بحريني، كان يدرس ويشتغل ويرسم في الوقت نفسه، وكنا في فترات معينة نتشارك نفس الغرفة السكنية. وجود أنس معي بنفس الغرفة حفزني أن أرجع إلى الفن مرة أخرى، وبالفعل ذهبت وأحضرت لوحات وبدأت بالشغل عليها. قمنا بعمل عدة معارض مشتركة سواءً في الكلية أو غيرها، وعندما انتهيت قمت بعمل معرض مشترك في جاليري في الشميساني في الأردن مع مجموعة أخرى من الفنانين، كانوا فنان سوري وفنان أردني، كان هذا بسنة 1989. وغيرها من مشاركات أخرى ومعارض أخرى في المركز الثقافي الإسباني في عمّان. في سنة 1989 في جمعية البحرين للفنون التشكيلية تعرفت على مجموعة من الفنانين التشكيليين، حفزوني وشجعوني وقتها للانضمام إلى الجمعية، وبدأت أشارك في المشاركات الفنية، وكان هذا انعطافاً مهماً في حياتي الفنية. هذه المجموعة من الفنانين كانوا متخرجين من مدارس مختلفة، فرنسا، العراق، مصر، بريطانيا، امريكا، وروسيا أيضاً باتجاهات مختلفة، كانت هذه المجموعة تمثل العائلة وكنت أنا كالأخ الصغير لهم، في ذاك الوقت، هذه المجموعة من الفنانين احتضنتني وساعدتني كثيراً، وخاصةً تنوع مدارسهم وتنوع خلفياتهم كانت بالنسبة لي فرصةً كبيرة. شجعوني بفتح معرض شخصي لي وكان في سنة 1991، وكان عبارة عن مجموعة من الأعمال التي رسمتها على مدى سنتين قبل انضمامي للجمعية. كان هذا المعرض بالنسبة لي هو النقلة الحقيقية في تجربتي الفنية.وكان لي بعده العديد من المشاركات والمعارض الفرقية، والشيء الذي أسعدني أكثر في فترة التسعينات الانطباع الجيد والتجاوب الجميل وعدد المهتمين الكبير، شعرت وقتها بسرعة التقبل الايجابي نتيجة ما حمسني أكثر أن أشتغل وأعيش التجربة أكثر.حدثنا عن معرضك في مصر؟يعتبر تاسع معرض، فاشتغلت على مجموعة معارض فردية قبلها. كان هذا المعرض تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، وتم احتضان المعرض في متحف محمود مختار وهو واحد من أهم المتاحف في مصر.هذا المعرض كان له أهمية كبيرة لأن مصر أو القاهرة تعتبر مركز ثقافي عربي مهم في الساحة العربية في مختلف أنواع الفنون من فن تشكيلي، أدب، وموسيقى أيضاً، بالطبع مصر غنية جداً في كل هذه المجالات بالفنانين النقاد. فيها تاريخ طويل من الحركة التشكيلية، فالفنانين التشكيليين أساتذة من بداية القرن العشرين، فليس من السهل افتتاح معرضاً في بلد أو مدينة كالقاهرة، إنما شيء كبيرأن تحظى بهذا التقدير والاهتمام من الفنانين والجمهور.ماهو السبب الذي دفعك بأن تفتح معرضاً في مصر وليس في البحرين؟بالطبع افتتحت عدد أكثر من المعارض في البحرين. شاركت بالخارج في عدة معارض شخصية، في الكويت وكندا، وشاركت أيضاً في معارض أخرى من مجموعة دول أخرى، أوروبا، آسيا، الخليج، الوطن العربي، وفي معهد العالم العربي في باريس أيضاً، لكن الفنان دائماً يحتاج إلى مساحة أكبر ونطاق أكبر ومن أهم المراكز أو الدول التي فكرت بها كانت مصر. كان لي مسابقة فيها بسنة 2020 وحتى في سنوات سابقة، فكانت لي أكثر من مشاركة في مصر، فهذه كانت من أكبر الفرص التى أحظى بها بأن أشارك أو أقيم معرضاً فردياً تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وهذا شيء جداً كبير وأفتخر فيه وأقدره وأكن لهم كل الشكر.ماهي أصعب سنة كانت بالنسبة لك؟ ولماذا؟خلال التجربة، هناك سنوات تكون حلوة وسنوات تكون صعبة فيها تحديات، كانت الحركة تتحول مابين النجاح أحياناً أو الإخفاق. أصعب سنة مررت بها هي ما بعد المعرض الفردي الأول سنة 1991، كانت مرحلة صعبة قليلاً لأنها كانت تعتبر كالدخول الحقيقي للفن، كنت أعمل على اكتشاف نفسي وتأسيس نفسي، فهذه كانت من أصعب الفترات التي مررت بها.الأعمال تعكس وجهة نظر أصحابها، هل عبرت عنك أعمالك؟الفنان دائماً يتعاطى مع العمل، بغض النظر عن الموضوع لكن احساس الفنان وروحه دائماً يجب أن تكون موجودة في العمل، فشغله يعكس إحساسه وروحه وأفكاره وشخصيته.كيف تبدأ تنفيذ فكرتك؟ وهل تأتي فكرة تلقائياً؟ لقد مررت بمراحل معينة، فأحياناً تبدأ اللوحة بشكل تلقائي دون تحضير للفكرة فتكون مجرد نوع من الإنفعال التعبيري على المساحة البيضاء في اللوحة، أحياناً أخرى أقوم بإختيار موضوع معين وابدأ بالعمل عليه وفي هذه الأثناء قد تستجد لي أفكاراً جديدة فاللون والمساحة تفرض علي أموراً معينة.ماهو هدفك الرئيسي في الحياة؟يعتمد، فالإنسان في كل مرحلة يكون له هدف معين، ولكني حالياً كوني متفرغ للفن أحب أن يكون لدي الوقت والحرية لأنتج وأصل لمرحلة مرضية في العمل أو التجربة.ماهي أكثر ألوان تحب أن تستخدمها في الرسم؟ في مرحلة معينة، كنت أميل إلى الألوان الترابية ولكني الآن أميل إلى الألوان الأقرب للطبيعة، ألوان تكون غير مجردة أو ليست قوية ومباشرة، يكون فيها نغمة معينة، فتناغم الألوان مع بعض له تأثير ودور كبير جداً.هل يعد الرسم تحرراً للرسام أم سجن داخل لوحة؟الرسم أو الفن هو بالأصل ممارسة، فالفن بحد ذاته فيه نوع من التحرر، نوع من الإنطلاق، لايكون سجن بالعكس فالفنان عندما يرسم يعبر عن ذاته وينطلق ويسافر، يستخدم الفن أيضاً كنوع من العلاج النفسي يعطي الفنان راحة نفسية.من ضمن لوحاتك هل أهديت أحدهم؟ من أول من أهديته؟ وما اللوحة المهداة؟حصلت في حالات نادرة وقليلة. أهديت بعض اللوحات ولكن كان لها مناسبات معينة وكانت لأشخاص معينين.ماهي آخر انجازاتك؟إن شاء الله معرض سيكون في الشهر الحالي في الغردقة في مصر.لو لم تكن رساماً ماذا ستكون؟ ممكن شاعر أو مؤلف موسيقي أو طيار، ففي الطفولة كان لدي عدة أحلام مختلفة.كلمة أخيرة تود قولها: أو نصيحة للمبتدئين في مجال الفن؟الفن شيء جميل وأتمنى أن الكل يهتم فيه وخاصةً المبتدئين وأهم نقطة تكون هي الاستمتاع بالفن، أي يحاول المبتدئ بأن يكتشف أو يطّلع على أساليب مختلفة، على أعمال من الفنانين المختلفين، أن يتعلم أصول الفن، وعدم الاستعجال، فبعض المبتدئين يرى أساليب معينة لفنانين ويقوم بتقليدهم بحجة أن يبني أسلوبه الخاص، الأسلوب الخاص لا يُبنى بهذه الطريقة إنما يُخلق بشكل تلقائي مع الوقت والاستمرارية، المشاركة في المعارض الجماعية والتعرف بشكل مباشر على الفنانين والمهتمين والاستماع الى انطباعاتهم عن أعماله والأهم أن يتقبل المبتدئ النقد ويأخذه كنقطة ايجابية تساعده على تطوير نفسه، فالمشاركات هذه قد تتيح للمبتدئين فرص كبيرة.

مشاركة :