ماجد بوشليبي حسب مؤشرات التنمية تأتي الإمارات في قمة اللائحة ولو جمعت مؤشراتها لما اجتمع لغيرها الامتياز، حيث تتصدر قائمة الدول التي يفضل الشباب العربي الهجرة إليها، واحتفلت مرتين كعاصمة للثقافة العربية ومرة كعاصمة للسياحة، وتستضيف إكسبو 2020، وتمنح جوائز في الثقافة على مستوى عالمي مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة الشارقة في اليونسكو وجائزة البوكر للرواية العربية، لا أعلم دولة فيها من المتاحف والمراكز الثقافية والمكتبات والبرامج والمهرجانات الثقافية العالمية والعربية والمحلية مما يدعى إليه المثقفون من كل أنحاء الأرض كالإمارات، بها العديد من المقار الدولية والإقليمية لمنظمات معنية بالشأن الإنساني، وتعد من أعلى الدول مساهمة في المساعدات الإنسانية، في مدنها من البنى التحتية والمطارات وطرق المواصلات ما لا يدانيها مستوى في الشرق وربما في الغرب، وأنظمتها التشريعية مستكملة وبها من التفوق التنظيمي والإداري ما يضرب به المثل، كل هذا وغيره في الإمارات نموذجاً حياً لحضارة نوعية تأسست على نمط من الأنسنة التي صنعت وشائج قوية بين الإنسان والأرض والقائد والشعب، لكني ما عنيت بالمقدمة تلك أمراً من هذا وليس هذا المقصد، وإنما أردت أن أقول إن لهذه الشجرة المزهرة ذات الفرع الممتد في السماء، وطن النجوم ذو الجذور الضاربة في أعماق الأرض، أردت أن أقول إن لهذه الشجرة أشواك مؤلمة، ألمها أشبه بخرط القتاد، من مسها ندم، من مسها ندم. ذاك الحمى الذي عنينا، لا يقف عند أفق بل يمتد إلى حيث الثريا، فكل ثريا في السماء هي دون الطموح، والجار والصديق والأخ نحن منه وهو منا، نضام إن ضيم ونتألم إن تألم، تلك هي البذرة التي غرست في قلب كل إماراتي، بل وفي قلب كل محب للإمارات، لذا فالامتياز في الحياة يتطلب امتيازاً في مغالبة ظروفها، وتلك هي الاستجابة التي قدمتها الإمارات لشعب اليمن وهي لم تقدم الكلمات والرخيص من الفعل، وإنما جادت بأرواح هي السبيل إلى المجد والامتياز فوق العطاء، لأن الإمارات وطن النجوم كلما ارتفعت نجمة أضاءت سماء، فالشهداء قدموا لأنفسهم خيراً وصدقاً، فالشهادة وعد تم الوفاء به للوطن، لذا فالمواطنة أن تملك لوطنك وعداً تلتزم بالوفاء به، تلك هي ثقافة المواطنة ولا أقل من ذلك، ولا يكفي أنك تعرف ذلك ولكن عليك أن تعد أن الإمارات أولاً، وذاك وعد عظيم فالوفاء ديِن وديْن، وذاك ليس أمراً سهلاً إلا من نذر النفس، وصدق بالوعد ليفضي إلى المجد، فلا تحسبن المجد تمر أنت آكله، لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر. ثم تدرك أن أولئك الذين سبقوا بالحسنى، قد سبقوا آنفاً ويسبقون حاضراً، بإثارة لحمة وطنية لا مثيل لها، صنعت الفخر وألبست الشعب حاكماً ومحكوماً ثوب العزة، ولا تكاد ترى هذا النموذج، إلا في أرض من بعد فضل الله أرسى فيها زايد رحمه الله مقدمات الإجابة عن السؤال العصي في كل مكان، زايد الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أثناء تكريمه الشخصية الثقافية لجائزة زايد للكتاب، أنه نجم لاح من الأفق فصنع أمة، نعم هذا السؤال صعب إلا على أهل الإمارات: أين هو الطريق إلى وطن في سمائه نجوم وعلى أرضه وفي باطن أرضه نجوم؟. سأل صحفي أجنبي زايد رحمه الله عن سبب توفير وسائل الحياة من سكن وعلم وصحة ورفاه لشعب الإمارات من دون مقابل، فرد زايد رحمه الله على الصحفي بسؤال عما إذا كان عنده أولاد، فأجاب الصحفي نعم فسأله إن كان أنفق عليهم حتى كبروا، فأجاب الصحفي بنعم، فرد عليه زايد رحمه الله وهؤلاء هم أولادي. نعم شعب الإمارات هم أولاد زايد، ولا تستغرب أن تجد أن أولاد زايد يرتفعون في مقامات الشرف والسؤدد من تضحية وبذل، وذاك هو الطريق إلى وطن النجوم، عندما يصبح الشعب أولاد الحاكم يحنو عليهم ويجمعهم في ظل رداءه، هذا شعب لن يعقّ والده أبداً، هم الجند أولو العزيمة الذين قال عنهم زايد إن الوطن يحتاج إليهم، ولا خوف على وطن هم رجاله، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مخاطباً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: ولي بديتهْ يا محمدْ كمّله، وكِلِّنا ويَّاك يا صَقْر الصِّقورْ. majedbushlaibi@gmail.com
مشاركة :