قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن المسلمين يعظمون من عالم الأشياء كتب السنة التي ضمت أحاديث المصطفى ﷺ، ويعلمون أنها تحوي الوحي الثاني والمصدر الثاني للتشريع، فيتعلمون منها ويتعبدون بها ويتبركون بها لأنها كلام خير البشر.وأضاف جمعة عبر صفحته على "فيس بوك"، أن المسلمين بذلوا جهدا مبدعا وغير مكرر في توثيق كلام النبي ﷺ، فأنشئوا علوما كثيرة، ولم يحدث مثل ذلك أبدا لأي نبي أو مفكر أو عالم أو شاعر أو أديب في تاريخ البشرية فهو أمر فريد اختص بكلام النبي محمد ﷺ، ويحسن بنا أن نفصل كيفية التوثيق في عهد الصحابة والتابعين دلالة على ما حدث بعد ذلك في العصور التالية وإلى يومنا هذا، حتى يعلم الناس بعض الذي حدث، ودقته، وكيف اتبع المسلمون المنهج العلمي بما لا مزيد بعده من الدقة.وأكد أن الصحابة –رضوان الله عليهم- كان لديهم عناية شديدة في رواية الحديث ونقله، فرحل جابر بن عبد الله الأنصاري مسيرة شهر إلي عبد الله بن أُنَيْس في حديث واحد [ذكره البخاري في صحيحه]. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : «إني كنت وجارٌ لي من الأنصار في بنى أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول علي رسول الله ﷺ، فينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلتُ جئتُه بخبر ذلك اليوم من الأمر وغيره، وإذا نزل فعل مثله » [رواه البخاري]. ذلك من قبيل اعتناءهم بكتب السنة التي تضم أحاديث المصطفى.
مشاركة :