تقع قلعة صلاح الدين في جزيرة فرعون وهى جزيرة مرجانية تقع بخليج العقبة، وتبعد عن طابا في اتجاه الجنوب نحو ٨ كيلومترات وعلى بعد نحو ٦٠ كيلومتر من مدينة نويبع وتتوسط القمة الشمالية لخليج العقبة، وتعد من أهم الآثار الإسلامية في سيناء حيث تمثل قيمة تاريخية وأثرية كبيرة حيث لعبت تلك القلعة الشامخة دور الحارس الأمين للشواطئ العربية في مصر والحجاز والأردن وفلسطين على حد السواء وأسهمت مساهمة كبيرة في درء ودفع الإخطار العسكرية والغزو الخارجى أثناء فترة الصراع العربى الصليبى خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر الميلاديين حيث كانت مصر دائما وأبدا وطوال تاريخها وستظل بمشيئة الله تعالى إلى آخر الزمان تمثل الدرع الواقية وحائط الصد المنيع ضد أى خطر أو غزو خارجى يتعرض له العالم الإسلامى أو العربي.وأنشأت هذه القلعة على يد السلطان صلاح الدين الأيوبى مؤسس الدولة الأيوبية في مصر في أواخر القرن الثانى عشر الميلادى وبالتحديد في عام ١١٧٠ م وكان الغرض من بنائها تأمين البلاد من إخطار الغزو الخارجى ومراقبة ورصد أى محاولة لغزو البلاد وأيضا تأمين طريق الحج البرى وطرق التجارة بين مصر والحجاز وفلسطين وخاصة بعد محاولة ريجينالد وكان يسمى أيضا أرناط أمير الكرك وهى أحد الإمارات الصليبية جنوبى الشام وكان يعد ألد أعداء صلاح الدين بمحاولة فتح بلاد الحجاز والاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة بل أنه والعياذ بالله وقبح الله وجهه هدد بنبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.واستطاع أن يسطو على قافلة تجارية وأن ينهب ماتحمله من بضائع وأموال كانت في الطريق التجارى مابين المدينة المنورة ودمشق علما بأنه كانت هناك اتفاقية هدنة بين صلاح الدين وملك الصليبيين في بيت المقدس بلدوين الرابع وكان من شروطها حرية التجارة للمسلمين والمسيحيين وحرية إجتياز أى من الطرفين البلاد الواقعة ضمن أملاك الطرف الآخر فكلف السلطان صلاح الدين أخاه الملك العادل بالتصدى له ودحض محاولاته فتوقفت تلك المحاولات إلا أن ريجينالد لم يرتدع ومع أن صلاح الدين أرسل إلى ملك الصليبيين في بيت المقدس يذكره بأمر الاتفاق بينهما بعدم تعرض الصليبيين لقوافل التجار والحجاج وطالبه بضرورة رد ماسلبه ونهبه ريجينالد إلا أن ريجينالد كابر وعاند ورفض ردها وقام بعد ذلك بالتعدى على قافلة من الحجاج كانت في طريقها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وكانت أم صلاح الدين ضمن تلك القافلة وقتل الكثير من الرجال والنساء العزل من السلاح واستولى على ما بالقافلة من زاد وأموال ثم رفض مقابلة سفراء صلاح الدين الذين أرسلهم لكى يطالبوه بضرورة إحترام اتفاقية الهدنة بين الطرفين ورد ماقام بنهبه وسلبه من قافلة الحجاج ولم يستمع أيضا إلى نصيحة ملك الصليبيين في ذلك الوقت جى دى لوزيجينيان الذى خلف الملك بلدوين الخامس الذى كان قد خلف الملك بلدوين الرابع وكان لريجينالد الفضل في وصوله إلى الحكم وهنا قرر صلاح الدين الخروج إليه بجيشه من أجل تأديبه والقضاء عليه نهائيا وكانت معركة حطين الشهيرة عام ١١٨٧م التى وضع صلاح الدين لها خطة بارعة اعتمدت في المقام الأول على استغلال غرور وتهور واندفاع ريجينالد فقامت مجموعة من جنوده تحت جنح الظلام بتدمير صهاريج المياه التى يشرب منها الصليبيون فأصابهم العطش ونصب صلاح الدين كمينا للجيش الصليبى وأغلق عليه كافة المنافذ والطرق إلا ممر ضيق وتوقع أن ريجينالد بغروره وصلفه سوف يدفع بجنوده نحو هذا الممر محاولا اقتحامه فيضربهم الضربة القاضية وجرى تنفيذ تلك الخطة بحذافيرها وجرى قتل وأسر أعداد كبيرة من جنود الصليبيين كما جرى أسر ملكهم وقتل ريجينالد جزاء غدره وخيانته وتم فتح بيت المقدس بعد نحو ٩٠ سنة من احتلاله وبذلك تخلص صلاح الدين من ألد أعدائه.وكشفت الحفائر الأثرية أن جزيرة فرعون التى جرى بناء قلعة صلاح الدين عليها قد جرى استخدامها في نفس الغرض الذى بنيت من أجله في العصور القديمة منذ أيام الفراعنة مرورا بالعصر الرومانى وهو حراسة بوابة مصر الشرقية ولكن المتواجد حاليا بالجزيرة هو ماجرى بناؤه في عهد صلاح الدين الأيوبى وقد جرى بناء قلعة صلاح الدين على نتوءين أو تلين بارزين على هيئة مجموعتين من التحصينات مجموعة شمالية ومجموعة جنوبية ويمكن اعتبار كل منهما قلعة مستقلة وروعى الاستفادة الكاملة من تضاريس أرض الجزيرة بشكل مثالى والمنطقة الوسطى بين هاتين المجموعتين من التحصينات جرى استغلالها في إقامة ثكنات الجنود وغرف لمعيشتهم ومخازن للذخائر والأسلحة ومخازن للحبوب والطعام وخزان مياه وحمام ومسجد ويحيط بالمجموعتين وبالمنطقة الوسطى بينهما سور خارجى يوازى شاطئ خليج العقبة وفى ضلعيه الشرقى والغربى عدد ٦ أبراج تطل على مياه الخليج مباشرةوكذلك يوجد ٣ أبراج بأعلى نهايات مجموعة التحصينات الشمالية وهى الجهة الأكثر خطورة التى يكون دائما من المتوقع وقوع الغزو الخارجى من اتجاهها وتلك الأبراج توجد بها فتحات لرمى السهام من ٣ اتجاهات أما الأسوار السميكة شرقا وغربا ففيها طرقات كانت تستخدم لوقوف الجنود خلفها لرمى السهام أيضا.
مشاركة :