تعد «المراويح»، أو «السرايات»، مسميات لموسمٍ من مواسم الخيرات، الممتد بين منتصف مارس إلى منتصف مايو، وهي تسميات لفترة زمنية تعرف بقوة سحبها الرعدية، وكثرة أيامها الممطرة وغزارتها، إضافة لما يرافقها من عواصف ترابية. وقال إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: إن تلك الفترة تعرف لدى أهل الجزيرة العربية بموسم «السرايات»، و«المراويح»، وتشهد اضطرابات جوية مفاجئة، أو اضطرابات ربيعية تنشط عادة بين 20 مارس إلى 10 مايو، وقد تبدأ قبل ذلك بعشرة أيام، عندئذ يطلق عليها «سبق السرايات». ويضيف: مع موسم «السرايات» تنشط الرياح الشمالية الجافة ومعتدلة الحرارة وتصل سرعتها إلى 50 كم/الساعة، أو أعلى، وقد تعمل على إثارة كميات كبيرة من الغبار والعواصف الرملية، خاصة في المناطق الصحراوية والمكشوفة، وتتسم الفترة الانتقالية الربيعية بالتقلبات الجوية السريعة والمستمرة وتعدد اتجاهات الرياح، وما يميز هذه الفترة أيضاً التكونات السريعة للغيوم الركامية خلال فترة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة، وتهطل بعدها الأمطار الرعدية الغزيرة خلال فترة قصيرة، وتصاحبها رياح عنيفة، لا تستقر في اتجاه معين. وأوضح أن تشكل حالات «السرايات» يرجع إلى التسخين الحاصل لسطح الأرض، وذلك بارتفاع درجات الحرارة، فخلال الربيع، ومع وجود هواء بارد في الطبقات العليا من الجو، حيث يكون هناك تبريد مناسب لتكاثف أي كتل هوائية رطبة، ومع توغل كتل هوائية دافئة ورطبة من وسط وشرق أفريقيا، تنشأ كتل كثيفة من السحب الركامية الرعدية. ولفت الجروان إلى أن سحب «السرايات» قد تتشكل على نحو إقليمي ممتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من الجزيرة العربية أو من غربها إلى شرقها، وقد يكون تشكلها محلياً، أي في بقعة دون أخرى وحسب العوامل الجوية الملائمة، وقد يصاحب «السرايات»، موجات غبارية، الأمر الذي يجعل المصابين بحساسية الصدر يعانون خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى انتشار الجراد وسوسة النخيل في بعض المناطق.
مشاركة :