مقال: حسن الخلق قيمة مفقودة لدى البعض بقلم : عبد العزيز بن محمد ابو عباة

  • 3/14/2021
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لاشك ان البشر يتفاوتون في سلوكياتهم وتعاملاتهم فهناك الهين اللين الذي يمكن التعامل معه بسهولة ويسر وهناك الصعب المراس الذي يغلبك بسرعة غضبة وسوء خلقه ولكن في الجملة يمكن للمرء التعامل مع الفريقين بحسن الخلق وصدق النية وتفسير اي تصرفات غير لائقة بايجابية بعيدا عن اي تراكمات وخلفيات سابقة فحسن الخلق من اسباب تعزيز الإخوة وإزالة العداوة والبغضاء بين افراد المجتمع وهو سببا من اسباب دخول الجنة ولهذا علينا ان ننتهج هذا السلوك القويم وفي الحديث النبوي سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج). إن هناك مظاهر وسلوكيات تحدد معادن الرجل واوزانهم القيمية فمثلا الرجل الذي يظهر عليه علامات الصدق وقول الحق والعمل بمقتضى الشريعة الإسلامية وفضائل الاخلاق والإحسان إلى الخلق وسمح في تعامله مع اهله وجيرانه واهل حيه فإن ذلك دليل على طيب معدنه وحسن خلقه وامثال هؤلاء الرجال هم الذين يجب مصاحبتهم ومعاشرته بالمعروف. وفي المقابل هناك رجال لهم مواقف تتسم بالطيش وسوء الخلق وكثرة الجدل و المراء والخوض في اعراض المسلمين والاساءة إليهم والشماته فيهم عند البلاء والكذب عليهم والنميمة تجده في المجالس يغمز هذا ويسب هذا ويشعل نار الفتن والحقد والعداوة بين الافراد والجماعات و التندر و التفكه بزملائهم او اصدقائهم بنسج القصص والحكايات التي لا اساس لها من الصحة بالإصافة إلى التعامل السيء مع اهله وجيرانه فمثل هؤلاء يجب على المرء تجنبهم بقدر الامكان ولا يعني ذلك الانعزال عنهم فهؤلاء يحتاجون لمن يبصرهم ويرشدهم إلى طريق الصواب والعمل على معالجة سلوكياتهم وإرشادهم إلى التمسك بقيم الاخلاق التي يفتقدونها لانهم إذا تركوا من غير توجيه وإصلاح فإن ذلك سيقود المجتمع إلى هاوية سحيقة فينتشر فيه الفوضى وسوء الخلق فمخالطتهم والصبر على اذاهم من اعظم القربات التي تسهم في اصلاحهم وفي الحديث النبوي (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ويصبح علينا انطلاقا من الواجب الاخلاقي والمجتمعي معالجة هذه السلوكيات الخاطئة حتى نبني مجتمع يسوده المحبة والتعاون والرفاهية.

مشاركة :