"أليس" كوميديا موسيقية تحوّل أبطال رواية عالمية إلى شخصيات حقيقية

  • 3/15/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - بحضور جمهور غفير من مختلف الأعمار متعطش للثقافة والفنون وراغب في مواكبة أولى العروض الفنية بعد استئناف الأنشطة الثقافية، وفي احترام تام لقواعد السلامة والبروتوكول الصحي من ارتداء الكمامة وتباعد للتوقي من انتشار فايروس كورونا، قدّم مسرح أوبرا تونس ضمن إنتاج مشترك مع شركة “بدعة” للإنتاج، العرض قبل الأول للكوميديا الموسيقية “أليس”، تأليف وتلحين أسامة المهيدي والمقتبس من رواية لويس كارول، نص لحسام الساحلي ومن إخراجه مع أسامة المهيدي، وذلك بتاريخ السبت 13 مارس 2021 بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي. في أجواء مليئة بالهزل والضحك، انطلق عرض الكوميديا الراقصة “أليس” في عالم ثلاثي الأبعاد بديكور ساحر زادته الإضاءة رونقا بالإضافة إلى الأزياء التي حملت الجمهور إلى عوالم عجيبة، علاوة على لوحات السيرك الدوارة المصحوبة بعروض جوية، مع موسيقى متنوعة متناغمة مع كل جزء من العرض من السيمفونية إلى العصرية وموسيقى الجاز والأغاني المستوحاة من التراث التونسي بتوزيع نفّذه الأوركستر السيمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمّد بوسلامة. “أليس” كوميديا موسيقية فنية، قدّمت بالعامية التونسية، جمعت على الركح أكثر من 72 فنانا من مغنين، موسيقيين، ممثلين، راقصين ولاعبي سيرك سافروا بالجمهور الحاضر في رحلة خيالية ساحرة في عالم أحلام “أليس”، حيث تميزت شخصيات العرض الرئيسية المستوحاة من عالم الخيال والفانتازيا بالخروج عن المألوف. ونلفت إلى أن الكوميديا الموسيقية، التي تتوفر كل عناصرها في هذا العرض، هي نوع من المسرحيات التي تحكي السيرة من خلال الجمع بين الحوار والأغنية والرقص، بدأ هذا النوع من الفن في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وظهرت من خلاله أفضل الأغاني الشعبية الشائعة. المسرحية تطرح قضايا الساعة وما يعيشه عالمنا العربي من تناقضات وتحولات بأسلوب هزلي ساخر وسلس وتختلف الكوميديا الموسيقية عن الأعمال المسرحية الأخرى إذ قد يتكون برنامج الترويح المسرحي من الأغاني، والرقصات والفكاهة دون أن يحكي أيّ سيرة محددة وهو يشبه في ذلك الأوبرا والتي تختلف عنه في بعض العناصر من بينها الأحداث. وقد عرضت معظم الكوميديا الموسيقية الأميركية المشهورة على مسرح برودواي، بمدينة نيويورك كما جاب بعضها أقطار العالم ومنه وصلت إلى مختلف الثقافات الأخرى بما تقدمه من عناصر فرجة ممتعة. ومن خلال العرض الكوميدي الشيق نجح حسام الساحلي وأسامة المهيدي في تحويل أبطال الرواية العالمية الخيالية إلى شخصيات حقيقية فوق خشبة المسرح كالأرنب صانع القبعات المجنون، الملكة البيضاء ملكة القلوب، القط الوزير، التوأم وغيرها من شخصيات محفورة في ذاكرة الأجيال، لتطل على الجمهور وتطرح قضايا الساعة وما يعيشه عالمنا العربي من تناقضات وتحولات ومشاكل بأسلوب هزلي ساخر وسلس زادته اللهجة الدارجة متعة خاصة، وهذا ما استحسنه الجمهور كبارا وصغارا والذي تابع العرض بكل تركيز واهتمام . إن “أليس في بلاد العجائب” التي اقتبس منها العرض، هي قصة للأطفال كتبها الكاتب وعالم الرياضيات الإنجليزي لويس كارول في سنة 1885، ترجمت إلى 71 لغة حول العالم؛ وهي تحكي عن فتاة اسمها أليس في العاشرة من عمرها سقطت في حجر أرنب لتنتقل إلى عالم خيالي يمتلئ بالشخصيات الغربية، مثل الأرنب الأبيض وقط الشيشاير وأرنب مارس الوحشي في جو من المغامرات لا يخلو من المتعة. إشراقات كثيرة لا تمّحى من ذاكرة كل من قرأ الرواية أو شاهد الفيلم الذي نقل عوالم أليس الساحرة بكل مهارة وإتقان، لكن المسرحية الجديدة تتماهى أكثر مع نهاية الرواية التي تتحدث عن روعة عالم الخيال، الذي يمكن اللجوء إليه دائما عندما يكون الواقع قاسيا ومملا. القصة الأصلية التي كتبها كارول، عن فتاة مشاكسة تتعرض للأتعاب بسبب فضولها وتمردها على الأنماط التقليدية المعتادة، لا تبتعد كثيرا عن أجواء فيلم الرسوم المتحركة الذي أخلص للرواية الأصلية، وأنتجته شركة والت ديزني عام 1951 وحظي، ولا يزال، بنسبة مشاهدة عالية ونال الكثير من الجوائز والتقديرات. لكن على الخشبة أضيفت إلى العمل روح أخرى، حيث العرض ليس موجها فقط للأطفال والناشئة، ومن جهة أخرى نجد التمازج الخلاق مع الموسيقى والرقص، وإحالة الخيالي العجائبي إلى عالم الركح والذي ملأه بإسقاطات فكرية وسياسية واجتماعية من خلال “تونسة” العمل العالمي الذي حقق نجاحات كبيرة سواء كرواية أو فيلم. وتمكنت كوميديا “أليس” الموسيقية من بث متعة الفرحة في قلوب الحاضرين بمسرح الأوبرا، حيث تميزت بالمواقف الطريفة والموسيقى الراقصة أحيانا في عرض عائلي بامتياز، قدّم بجودة عالية، وجمع العديد من الفنانين التونسيين.

مشاركة :