لاجئو سوريا بالأردن.. ما زال الحل بعيد المنال

  • 3/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمضي الأيام والأعوام، وما زال اللاجئون السوريون بالأردن ينتظرون زوال غمامة سوداء من الظلم والظلام، تغطي سماء حريتهم، وتنهي عمر حكم سلطوي أرهق البلاد والعباد. في كل ذكرى على انطلاق ثورتهم، يؤكد هؤلاء التمسك بمبادئهم وأهدافهم، إلا أنهم مع دخول العام الحادي عشر، باتت نبرات أصواتهم تختلف عن الأعوام السابقة، يغلفها فقدان الأمل من حل قريب. مراسل الأناضول، التقى عددا من اللاجئين السوريين في محافظتي إربد (شمال) والمفرق (شمال شرق)، حيث رفض جلهم الحديث أمام عدسة الكاميرا، خوفا على أقاربهم وذويهم داخل سوريا، وسط استمرار لأسباب الخطر من قصف واعتقالات، لا تميز بين صغير ولا كبير. ** "خيراتنا" هي ما تريد الدول الكبرى رغم بساطة الكلام واستخدام أسهل المفردات والتعابير، أفاد محمد الحريري (33 عاما) قائلا: "تكالبت علينا الدول الكبرى، وهي لا تأبه لقتل وسفك دماء السوريين، فكل ما تريده هو خيرات بلادنا، دون أدنى نظر لما حل بنا". وتابع: "كل عام ننتظر يوما يعلن فيه انتهاء ما يجري، إلا نتفاجأ بسرعة مرور الأيام دون تحقيق أي شيء، وأصبحنا نعد أعوام على انطلاقة ثورة أفشلها الظلم والطغيان". ولم يكن حديث خالد العودة (46 عاما) يختلف كثيرا عما قاله الحريري، فقد بدأ الحديث بتنهيدة عميقة لا يعرف معناها إلا من ذاق مرارة الألم، متبعا إياها بالتساؤل:"أي ثورة؟ سرقوها". وأضاف: "منهم لله، تاجروا بدمائنا وكأننا بهائم، وأضاعوا علينا كل أمل (...) يجلسون بأرقى الفنادق ويأكلون ما لذ وطاب ويفاوضون باسمنا دون وجه حق، فمصالحهم تسمو على كل شيء". ** "فلتستمر المقاومة" خالد الريفي وهو اسم مستعار لشاب عشريني، فضل أن يعرف به عن نفسه؛ خوفا على والده وشقيقه المتواجدين في الداخل السوري، شدد على أهمية ما أسماه "استمرار المقاومة". ومضى قائلا: "خسرنا بلادنا ومنازلنا وأصبحنا مهجرين ولاجئين في كل العالم، ولا شيء أكبر من ذلك، وتحقيق الهدف قادم مهما طال الزمان". واستدرك: "سلبوا الحرية والكرامة، وهي أهم ما نملكه، لن نتخلى عن ثورتنا، وهي مستمرة إن شاء الله، وستنتصر بهمة الأبطال والأحرار من أبناء سوريا". ووجه الشاب الريفي رسالة لمن وصفهم بـ "حماة الحرية"، دعاهم فيها إلى الصمود، مردفا "بسالتكم هزمت جبنهم، والنصر حليفكم". أما سراب عياش، والتي تعيش مع أبنائها الثلاثة، كانت أكثر حدة وأشد صلابة في تأييدها لاستمرار الثورة، فقلبها لم يبرأ بعد من جرح فقدها لزوجها على يد عصابات سفك الدماء. وأضافت: "ما نحتاجه وقفة حقيقية إنسانية من دول العالم، تزيح عنا ظلم النظام وأعوانه، وتعيدنا إلى بلادنا سالمين غانمين". وزادت: "لم يشبعوا من خيرات سوريا، ويريدون بنا العودة إلى مئات السنين، لكن الله أكبر منهم". ** لا سكوت على الظلم يعيش السبعيني أبو خالد مع أسرته الممتدة، من أبناء وبنات وأحفاد، مستذكرا وإياهم أياما لن تعود، فقد ألغت حرب بلادهم الطاحنة مفاهيم الفرح من قاموس حياتهم. يقول أبو خالد: "نحن نعلم أنهم لا يريدون لشلال الدماء أن يتوقف في سوريا، فهذا يسهل عليهم أمورا كثيرة". وأردف: "الكل يعلم بأن دول كثيرة تحاول أن تعمق الأزمة، وتدفع باتجاه ذلك، بل إن بعضهم يمارسون ضغوطات كبيرة على المقاتلين الأحرار". وتابع: "كثير من الدول كانت تتغنى بما قام به ثوار سوريا الشرفاء، واعتبرت ما قاموا به أرقى أنواع التصرفات، مطالبات سلمية بلا تخريب ولا دماء". واستدرك: "أنا اعترف بحكم عمري وما شهدته أنه تم الضغط لتغيير مسار الثورة، وقد نجح ذلك على بعض ضعاف النفوس، لكن الثوار الحقيقيين لم يتغيروا وسيواصلون، فالتاريخ شاهد بأن السوريين لم ولن يسكتوا يوما على الظلم". ** 10 سنوات من الثورة بدوره، أكد محمد الحواري، متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، استمرار العمل على تقديم الخدمات اللازمة للسوريين داخل أراضي المملكة الأردنية، وفي كل مكان. وذكر في حديثه للأناضول: "نتمنى أن تحل الأزمة في سوريا خصوصا وقد أتمت عامها العاشر، ليعود كل أولئك اللاجئين إلى وطنهم وينعموا بحياة كريمة وآمنة، بعيدا عن أي مخاطر قد تطال حياتهم". وتابع: "نحاول من خلال متابعاتنا المستمرة تمكين السوريين بالأردن من نيل أساسيات العيش الكريم، من خلال إيجاد فرص عمل مناسبة من شأنها دعم الفئات الأشد احتياجا". وأردف: "هناك دعم دولي وإن كان خجول في بعض الأحيان للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فالكل يعلم اليوم بأن ما يجري في سوريا أزمة رئيسية على مستوى العالم". واستدرك: "مهما طال النزاع هناك، إلا أننا سنحرص على خدمتهم وعونهم بكل الوسائل المتاحة لدينا بالرغم من الصعوبات". ويصادف الإثنين 15 مارس/آذار الجاري، الذكرى السنوية العاشرة للحراك الشعبي في سوريا ضد نظام بشار الأسد. والثلاثاء، تدخل الثورة السورية عامها الحادي عشر، مثقلة بالكثير من الأزمات السياسية والانتكاسات العسكرية، فضلا عن أزمة اللاجئين، ومئات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام. ويعتبر الأردن المجاور لحدود سوريا الجنوبية بطول 375 كلم، من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين الهاربين من الحرب. ويوجد في الأردن نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلين بصفة "لاجئ" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم يقيمون في البلاد قبل عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية. ومنذ منتصف مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 49 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. لكن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، جسّدتها معارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم وسقط خلالها آلاف القتلى، بحسب إحصائيات أممية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :