انقسام في القيادة الجديدة لحزب العمال البريطاني بشأن السياسة الدفاعية

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال نائب رئيس حزب العمال البريطاني المعارض توم واتسون أمس الأحد (13 سبتمبر/ أيلول 2015) إن الحزب يجب أن يتحد خلف رئيسه الجديد جيريمي كوربين، فيما كشف عن اختلافه في الرأي مع كوربين في السياستين الدفاعية والخارجية. وفاز كوربين بنسبة 59.5 في المئة من أصوات أعضاء وأنصار حزب العمال لكن شعبيته بين أعضاء الحزب في البرلمان ضعيفة إذ يقول كثيرون إن الحزب لا يمكنه الفوز في الانتخابات المقبلة العام 2020 إذا مال ناحية اليسار. وقال واتسون، الذي انتخب أمس الأول (السبت) نائباً لكوربين- لهيئة الإذاعة البريطانية «أتفهم قلق زملائي في البرلمان. هذا تغيير كبير في الحزب وليست هناك جدوى من إنكار أن هذه إعادة ترتيب سياسية ضخمة أيضا ولكن جيريمي كوربين يتمتع بتفويض كبير من أعضاء حزبنا. «أقول لزملائي... احترموا التفويض الذي حصل عليه من أعضائنا وحاولوا التوحد». وتابع أنه ليست هناك فرصة مطلقاً للانقلاب على كوربين ولكنه اعترف بأنه ستكون هناك خلافات يجب تجاوزها بشأن السياسة والتي قال إنها ستطرح لكي يصوت عليها أعضاء الحزب. ويعارض كوربين اليساري المناهض للحروب تجديد برنامج الغواصات النووية البريطانية المزودة بصواريخ ترايدنت كما يدعو للانسحاب من حلف شمال الأطلسي. وقال واتسون «أريد أن أكون واضحا في موقفي بشأن هذه الأمور. أعتقد أن حلف شمال الأطلسي حافظ على السلام في أوروبا لنصف قرن». وأضاف «سأكون متفاجئاً للغاية إذا كان التفويض الذي منحه معظم أعضاء (الحزب) لكوربين هو ببساطة بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي»، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار بشأن مثل هذه السياسات يجب أن يوضع بيد أعضاء حزب العمال. وقال «سأقنعه بمزايا حلف شمال الأطلسي.. يجب حل هذه الأمور». وعبر واتسون الذي يدعم تجديد برنامج ترايدنت إنه يدعم أيضا بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي سيجري بهذا الشأن نهاية العام 2017. وسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سريعاً لاستغلال آراء كوربين المتعلقة بالسياسة الخارجية، قائلا إن كوربين يمثل خطراً على أمن بريطانيا مسلطاً الضوء على اجتماعاته في الماضي مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني وهي أمور دافع عنها كوربين، قائلا إنها ترمي إلى جمع عدد كبير من وجهات النظر. وكان كوربين انتخب (السبت) زعيماً لحزب العمال البريطاني المعارض في خطوة قد تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر ترجيحاً وقال عنها رئيس وزراء عمالي سابق إنها قد تنفر الناخبين من الحزب. وقوبل فوز كوربين المعجب بآراء كارل ماركس بالهتاف من مؤيديه داخل القاعة وأشاد به راديكاليون في مناطق مختلفة من أوروبا. وحصل كوربين على 251417 صوتا تمثل 59.5 في المئة من الأصوات من الجولة الأولى مسجلاً فوزاً أكبر مما تصوره أحد. وكوربين معارض قوي للضربات العسكرية في سورية، مما يعني أنه سيصعب على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كسب تأييد برلماني لقصف أهداف تابعة لتنظيم داعش هناك يعتبرها خطراً على الأمن البريطاني. ويعكس فوز كوربين تأييدا متناميا لحركات اليسار في أنحاء أوروبا إذ فاز ائتلاف اليسار الراديكالي (سيريزا) بانتخابات اليونان في يناير/ كانون الثاني ويبدي حزب بوديموس (قادرون) الأسباني المناهض لسياسات التقشف أداء جيدا في استطلاعات الرأي. وأشاد الحزبان بفوز كوربين. وفوز كوربين كان مستبعداً ولم ينل تأييد المشرعين من حزب العمال لدخول المنافسة على زعامة الحزب إلا لإثراء النقاش السياسي. وكوربين برلماني محنك أمضى أكثر من 30 عاما في مجلس العموم وله باع طويل من التصويت ضد مشروعات قوانين طرحها حزبه. وقد فاز بزعامة الحزب بناء على وعود بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال إعادة تأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد.

مشاركة :