أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف أن الفيلسوف المسلم أبو نصر الفارابي ترك ذخيرةً علميةً مهمةً شكلت كثيرًا من آراء الفلاسفة المسلمين الذين جاؤوا من بعدِه، بل وغير المسلمين حتى إن الأعاجم كتبوا عنه أكثر مما كتب عنه العرب، مشيرًا إلى أنه لازالت بصمات الفارابي في العلوم العقلية والفلسفة الإسلامية باقيةً حتى اليوم، ويشهد بهذا القاصي والداني من مسلمين وغير مسلمين.وقال خلال كلمته بمؤتمر الأزهر المنعقد الآن حول إسهامات المعلم الثاني والفيلسوف المسلم الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية: لقد كان الفارابيُّ فيلسوفًا كاملًا، وإمامًا فاضلًا، وعالمًا موسوعيَّا، توفر على مؤلفات أرسطو المعلم الأول فشرحها وقرب معانيها فعرف بـ«المعلمِ الثَّاني»، وساعدته معرفتُه الواسعةُ بالمنطق والفلسفة وعلم الاجتماع والطب، وغيرها، ولغاته المتعددة من فارسيةِ ويونانية وتركية ساعده كل هذا على تثقيف نفسِه ثقافةً كبيرةً.وأضاف: لقدْ أثمرت هذه الثقافةُ الواسعةُ أكثرَ من مائة مؤلف في فنون العلم المختلفة، ومن أهمها: «إحصاء العلوم» و«السياسات المدنية» و«معاني العقل»، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يكشف عن جهود علم من أعلام الحضارة الإسلامية وإسهاماته الفلسفية التي تمسُّ كثيرًا من مجالات الحياة، لكنه سيبقى خطوةً واحدةً ينبغي أن تعقبها خطوات لإظهار ما تناولَه هذا العالمُ الفذ بشكل تفصيلي ودقيقٍ من علاقة واجبة بين العقل والوحي، وبين الحكمة والشريعة، وبين الدين والفلسفة.
مشاركة :