فشل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في رأب صدع العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، رغم تغير نبرته التصعيدية خلال الفترة الماضية فيما يخص العديد من القضايا، ليبين نوعا من حسن النية إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن.وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية أن محاولة أردوغان الواضحة لرأب الصدع في العلاقات المتوترة مع أميركا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قابلها حتى الآن الرئيس الأمريكي جو بايدن بالصمت التام، مشيرة إلى أن الأخير لم يتصل بأردوغان بعد مرور شهرين تقريبًا من توليه الرئاسة، وهو ما اعتبره مسؤولون أتراك أمرًا مثيرًا للقلق.وأتى هذا التدهور في العلاقات بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة، بحسب الوكالة، بعد أن كانت العلاقة تعتبر استراتيجية لكلا الطرفين، نتيجة الخلافات حول سوريا، والتعاون التركي مع روسيا، وأخيرا التدخلات البحرية التركية في شرق المتوسط، التي وصفها مسؤولون أمريكيون بأنها مزعزعة للاستقرار.وأمام هذا المشهد من العقبات و التوترات، لجأ العديد من المسؤولين الأتراك خلال الإدلاء ببيانات عامة، إلى الحد من أهمية عدم وجود اتصال هاتفي من البيت الأبيض حتى الآن، وأشاروا إلى أن المحادثات جارية على مستويات أخرى، لكن مسؤولا حكوميا تركيا بارزا، رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف، قال في تصريحات للوكالة إن أردوغان ليس سعيدا بهذا الأمر، في إشارة إلى صمت بايدن الذي طال.وفي حين يرى البعض أن بايدن، الذي تحدث عن استعادة التحالفات الدولية والعلاقات التقليدية بالإضافة إلى تعزيز حلف شمال الأطلسي، ستكون له مصلحة في إعادة بناء العلاقات مع تركيا ومحاولة سحبها بعيدًا عن دائرة نفوذ روسيا، إلا أن محللين يؤكدون أنه من الصعب للغاية إعادة ضبط العلاقة، بالنظر إلى مجموعة من القضايا الخلافية بين الدولتين، في مقدمتها قرار تركيا الحصول على منظومة الصواريخ الروسية المتقدمة "إس-400" المضاد للطائرات، والذي تقول واشنطن إنه يشكل تهديدًا لحلف الناتو وبرنامج الطائرات المقاتلة الأميركية إف-35.وفي السياق نقلت الوكالة عن ميرف طاهر أوغلو، من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، قولها "سيكون من الصعب على أردوغان التراجع عن نظام الدفاع الروسي، لأنه قام بصفقة كبيرة، وسوف يكون لذلك نتائج على استقلال القرار الجيوسياسي التركي".
مشاركة :