آلــة الزمن للروائي هربرت جورج

  • 3/16/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أخشى أنني لا أستطيع أن أعبر لكم عن المشاعر الغريبة التي انتابتني وأنا أسافر عبر الزمن. إنها مشاعر سيئة جدًّا. هناك ذلك الشعور الذي يساور المرء عندما يسير على طريق مليء بالتعرجات الحادة، شعور بالاندفاع السريع الذي لا سبيل إلى إيقافه! بل انتابني خوف رهيب من تهشم وشيك. بدا لي أن المختبر الذي أضحى غير متضح المعالم ينهار حولي. رأيت الشمس تثب سريعًا في السماء، تقفز إليها كل دقيقة لتؤذن بقدوم النهار. افترضت أن المختبر دُمِّرَ؛ كنت قد أصبحت في الهواء الطلق، هُيئ لي أنني لمحت سقالات بناء، لكنني كنت أمضي بسرعة هائلة تحول بين إدراك الأشياء المتحركة. كان أبطأ حلزون على وجه الأرض يندفع مارًّا بي بسرعة تفوق إدراكي. أرهق عينيَّ تعاقب الضوء والظلام بسرعة شديدة، ثم رأيت في الظلام المتقطع القمر يدور بخفة مارًّا بأطواره من هلال إلى بدر ولمحت بالكاد بعض النجوم تدور في السماء. بعد ذلك وبينما أنا مستمر في اندفاعي تحولت صورة تعاقب الليل والنهار المرتعشة مع ازدياد سرعتي إلى لون رمادي متصل؛ إذ اصطبغت السماء بلون أزرق داكن التمع فيه ضوء لونه كلون أول الشفق. بدت الشمس المتواثبة كأنها خيط من نار أو قوس مضيء في السماء، أما القمر فبدا وكأنه حزام ضوء ذو إضاءة أكثر خفوتًا، ولم أرَ شيئًا من النجوم إلا أنه بين حين وآخر كنت أرى حلقة أكثر تألقًا تتلألأ في السماء.

مشاركة :