تحت شعار "وي ويل بي باك!" "سنعود!"، عبّر عشرات الفنانين الجمعة وسط ميدان تايمز سكوير في نيويورك عن أملهم بإعادة افتتاح برودواي قريباً، وأشاعوا جواً من التفاؤل على الرغم من استمرار إقفال المسارح المحيطة. وبدأت نيويورك تستعيد حياتها بفعل نجاحها في احتواء الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19، وحملة اللقاحات المكثفة التي تشهدها، وشروعها في السماح لقاعات العروض الفنية الحية بمعاودة نشاطها جزئياً. لكن "إعادة فتح برودواي ستعني عودة الحياة بالكامل"، على ما رأت راين ريدموند التي أدت دوراً في مسرحية "فروزن" الغنائية قبل إقفال برودواي في 12/مارس. أما شارلوت سينت مارتن، رئيسة رابطة برودواي للمنتجين وأصحاب المسارح، فرأت أن إعلان حاكم نيويورك السماح للمسارح وقاعات العروض الفنية الحية بمعاودة نشاطها في الثاني من إبريل المقبل شرط الاكتفاء بنسبة 33 في المئة من سعتها أو 100 شخص على الأكثر، يشكّل خطوة رمزية ليس إلاّ. وسارع مسرحا "ذي آرموري" و"ذي شيد" العملاقان اللذان يتيحان تطبيق التباعد الاجتماعي المطلوب، إلى الإعلان عن معاودة العروض فيهما بعد أيام قليلة، لكن برودواي، بمسارحها ذات المقاعد المتقاربة، وتكاليف الإنتاج الباهظة جداً لأعمالها، لن تتمكن من الاستفادة من القرار. وقالت سينت مارتن "لا نزال نضع نصب أعيننا معاودة نشاطنا في الخريف"، مشيرة إلى أن السلطات المحلية لم توضح حتى الآن أي تفاصيل عن موعد فتح الصالات أو شروطه. ورأت شارلوت سينت مارتن إن المسارح يجب أن تكون ممتلئة بنسبة 75 في المئة على الأقل لكي تكون إعادة فتحها ملائمة مالياً، بحسب معادلة برودواي الاقتصادية. وبالتالي، على السلطات "أن تضع خطة"، في رأي عازف الطبول كلايتون كرادوك الذي شارك في مسرحية "إينت تو براود" الغنائية قبل تفشي الوباء. بالإضافة إلى بعض الإنتاجات الجديدة، ومنها "ميوزيك مان" و"أم جيه ذا ميوزيكل". ووُضع الموسيقيون والممثلون والفنيون العاملون في هذه الأعمال في حال بطالة فنية، ويعيش معظمهم من دون تغطية صحية، ولو أن استعادة هذه الأخيرة بسرعة ستكون ممكنة بفضل الخطة الجديدة لتحفيز الاقتصاد التي أقرها الكونغرس. وكان المشهد "رائعاً"، على ما علّقت بيبرمنيت التي أصبحت العام 2018 أول ممثلة متحولة جنسياً تؤدي دور البطولة في مسرحية غنائية هي "هيد أوفر هيلز". وقالت "يمكنني الغناء أثناء الاستحمام بقدر ما أريد، ولكن عندما ترى الناس يتفاعلون، وتلمس مدى تأثرهم، فترد بدورك، يشكّل ذلك تبادلاً للعواطف". وعلى الرغم من أن الممثلين والراقصين الأربعين الذين كانوا موجودين في تايمز سكوير الجمعة بدوا مستعدين للعودة إلى المسرح بين ليلة وضحاها، أشارت شارلوت سينت مارتن إلى أن "معظم" إنتاجات برودواي تحتاج إلى "ما بين ثلاثة وأربعة أشهر" ليصبح في الإمكان عرضها.
مشاركة :