يستقبل ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب 13 مرة، أتالانتا الإيطالي اليوم في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، متكئاً على فوزه ذهاباً بهدف، فيما تبدو مهمة مانشستر سيتي الإنجليزي أكثر سهولة بعد تفوّقه على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني بثنائية.وكان الريال قد تفوّق على أتالانتا في عقر داره بهدف متأخر من ظهيره الفرنسي فيرلان مندي، وذلك بعد خوض الفريق الإيطالي معظم مباراته منقوصاً عددياً إثر طرد السويسري ريمو فرويلر بعد ربع ساعة.ويخوض الريال مباراة اليوم في غياب مدافعيه ألفارو أودريوزولا وداني كارفاخال بسبب الإصابة وبدون لاعب وسطه البرازيلي كاسيميرو للإيقاف.ولكن ما يطمئن المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان أن مدافعه العملاق سيرجيو راموس قائد الفريق أصبح جاهزاً مجدداً للمشاركة في المباريات، بينما خرج النجم البلجيكي إيدن هازارد من حسابات زيدان بشكل مفاجئ ما يثير الشكوك حول تجدد إصابته.وبعد العودة من مشكلة في العضلات ومشاركته في آخر 15 دقيقة خلال فوز الريال 2 - 1 السبت على إلتشي عاد زيدان ليؤكد أن هازارد (30 عاماً) أصبح خارج التشكيلة أمام ضيفه أتلانتا. وقال زيدان عشية المواجهة: «لا أستطيع شرح تفاصيل الانتكاسة التي تعرض لها هازارد، لن يكون لائقاً للمشاركة أمام أتالانتا. سنصدر بياناً لكني لا أستطيع أن أقول أكثر من هذا».وأضاف المدرب الفرنسي: «هذه أمور لا أستطيع شرحها. أود أن أكون إيجابياً وأتمنى ألا تكون هذه مشكلة كبيرة جداً، هناك أمر ما. لأنه لم يسبق له أن تعرض لإصابة طوال مسيرته (قبل الانضمام إلى ريال مدريد) أو أن الإصابات كانت قليلة للغاية، هذه أمور جديدة. ولا يمكنني أن أضيف المزيد من التوضيح والشرح. نحن نريد مساعدته ونأمل أن يعود للتشكيلة بأسرع ما يمكن».وأضاف زيدان: «سنحاول التوصل لأسباب حدوث هذه الأمور (الإصابات في صفوف الفريق) لكننا لا نستطيع تقديم تفسير الآن، تحدثنا عن أمور مثل قلة الاستعداد للموسم وكثرة المباريات والجوانب الذهنية».وكان هازارد انضم إلى ريال مدريد مقابل 150 مليون يورو (178.83 مليون دولار) في 2019 لكنه ابتلي بالإصابات بعد ذلك وشارك فقط في 25 مباراة بالدوري الإسباني طوال هذه الفترة. وبينما يتوقع مشاركة راموس أساسياً من البداية بعد استعادة لياقته ومشاركته لمدة ساعة ضد إلتشي للمرة الأولى منذ إصابته في ركبته قبل شهرين، ما زال مستقبل قائد الريال مع فريقه الملكي محل شك.ولا شك بأن وجود راموس في الخط الخلفي لريال مدريد يمنح الفريق جرعة معنوية هائلة، لكن ذلك لا يحجب الشكوك حول مستقبل النجم المخضرم (34 عاماً) في صفوف النادي الملكي وسط أنباء عن أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز عرض عليه تجديد العقد لسنتين على أن يخصم منه 10 في المائة من أجره السنوي، أو تجديد العقد لعام واحد مع الأجر الذي يتقاضاه حالياً، في حين يطالب راموس بعقد لمدة سنتين مع أجره الحالي.وعلق راموس الفائز مع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا 4 مرات على ما يدور قائلاً: «ثمة الكثير من الشكوك. أود أن ألقي الضوء على هذه المسألة لكن لا شيء جديدا في الوقت الحالي. كل ما أفكر به هو العودة من إصابتي وإنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة. لا شيء جديداً فيما يتعلق بمسألة تجديد العقد».وأكد زيدان بدوره على أهمية راموس بقوله: «آمل أن يحسم النادي مصير راموس في أسرع وقت ممكن».وتريد إدارة الريال إيجاد التوازن بين تطوير مستوى الفريق من خلال الاحتفاظ بأبرز نجومه وإتاحة المجال أمام التعاقد مع دماء جديدة، ويجد راموس نفسه في صلب هذه المعادلة، فهو يعتبر أيقونة داخل النادي لكن راتبه الكبير مع تقدمه في العمر جعل التجديد له بشروط معضلة كبيرة، خاصة في حال أراد الريال التعاقد مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان أو النرويجي إرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني. ويشير راموس إلى التخلي عن زميله السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو لصالح يوفنتوس الإيطالي قبل ثلاثة مواسم بقوله: «كريستيانو وريال مدريد كلاهما خسر. لم أكن لأسمح له بالرحيل لأنه أحد أفضل اللاعبين في العالم وكان بإمكانه مساعدتنا للفوز، ثمة علاقات يجب أن تبقى مدى الحياة». في المقابل يسعى أتالانتا، بقيادة مدرّبه الفذ جان بييرو غاسبريني، إلى تعويض خيبة الذهاب والثأر لإكماله معظم المباراة بعشرة لاعبين. وقال غاسبريني بعد خسارة الذهاب: «يكفي أن نفوز في مدريد، يجب أن نفوز... نحن في أفضل وضعية ممكنة، لأننا أمام احتمال وحيد، الفوز». ويؤمن غاسبريني بقدرات فريقه على قلب الأمور والتأهل، وأوضح أمس: «نرغب بالفعل في اختبار أنفسنا من خلال اللعب بشكل جيد وقوي، سنرى ما إذا كنا نستطيع فعل شيء جيد».وكان أتالانتا قد حقق نتيجة تاريخية الموسم الماضي، ببلوغه ربع نهائي دوري الأبطال، وكان قريباً جداً من نصف النهائي. ويعول رابع الدوري الإيطالي على نتائجه المميزة خارج أرضه، بفوزه على ميدتيلاند الدنماركي (4 - صفر)، ليفربول الإنجليزي (2 - صفر) وأياكس أمستردام الهولندي (2 - صفر)، دون أن تهتز شباكه. لكن المهمة ستكون صعبة لإيقاف مهاجم ريال الفرنسي كريم بنزيمة المتميز والعائد بعد غيابه عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة.وفي المباراة الثانية، يأمل بوروسيا مونشنغلادباخ في إيقاف سلسلة سيئة خسر فيها ست مرات توالياً، عندما يواجه مانشستر سيتي اليوم في بودابست بعد خسارته ذهاباً صفر - 2.وجاءت هذه السلسلة بعد إعلان مدربه ماركو روزه أنه سينتقل لتدريب بوروسيا دورتموند الموسم المقبل.في المقابل، يحلّق سيتي مغرداً في القمة الإنجليزية، إذ أصبح لقب الدوري الممتاز للمرة الثالثة في أربعة أعوام في متناوله، لكن شبح إحراز لقب دوري الأبطال يخيّم على المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الذي تعاقدت معه إدارة سيتي الإماراتية لهذا الغرض.ولم تهتز شباك سيتي في آخر ست مباريات في دوري الأبطال، لكن مواسمه الماضية شهدت خروجاً دراماتيكياً وهو ما يجعل الفريق مطالباً بالتركيز الكبير رغم انتصاره المريح ذهاباً.ويجسّد الفوز الثالث والعشرون في 24 مباراة في مختلف المسابقات الذي حققه مانشستر سيتي على فولهام 3 - صفر السبت مبدأ المداورة الذي اعتمده غوارديولا هذا الموسم من أجل إراحة لاعبيه في موسم مزدحم وجعله يحارب على أربع جهات بنجاح. قام المدرب الإسباني بإجراء سبعة تغييرات على تشكيلته التي خسرت مباراة الديربي على ملعبه أمام يونايتد الأسبوع الماضي، في المباراة ضد فولهام وأراح ثلاث ركائز في الفريق وهم البلجيكي كيفن دي بروين، والجناح الجزائري رياض محرز ولاعب الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان ووضعهم على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، في حين لم يوجد المهاجم رحيم سترلينغ في التشكيلة على الإطلاق.ويلخّص غوارديولا فلسفته بقوله: «ما قمنا به في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، بأننا منحنا الفرصة للجميع لكي يساهم، في بعض الأحيان تبدو الأمور صعبة لكن على جميع اللاعبين المساهمة في الفوز في المباريات والوصول إلى نهاية الموسم ونحن في أفضل وضعية ممكنة للمنافسة على الألقاب».ورغم الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها معظم الأندية حتى الغنية منها في ظل عدم وجود متفرجين في المدرجات بسبب تداعيات فيروس كورونا، فإن مسؤولي سيتي لم يترددوا في استثمار مبلغ مقداره 86 مليون دولار للحصول على خدمات قطب الدفاع البرتغالي روبن دياز من بنفيكا، لا سيما بعد خسارة الفريق الفادحة على أرضه أمام ليستر سيتي 2 - 5 في مباراته الثالثة في الموسم الحالي.ويعتبر دياز أحد القلائل في صفوف الفريق الذي لم يشملهم مبدأ المداورة، حيث خاض جميع مباريات فريقه منذ سبتمبر (أيلول) الماضي باستثناء واحدة فقط. وشكّل دياز إلى جانب ستونز المتجدّد وأحد نجوم منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 ثنائيا متفاهماً. ويقول ستونز: «الجميع يعرف دوره ومسؤولياته. جميعنا خاض مباريات عدة. نعرف بأن المدرب يعتمد مبدأ المداورة بسبب البرنامج المكثف للمباريات».ويبقى الفوز بدوري أبطال أوروبا أولوية بالنسبة إلى غوارديولا، حيث فشل في ذلك منذ تسلم منصبه قبل خمس سنوات علماً بأن مالكي النادي تعاقدوا معه من أجل الظفر بالكأس الأوروبية المرموقة.
مشاركة :