خلف تتويج الإيطالية فلافيا بينيتا ببطولة أميركا المفتوحة للتنس (فلاشينغ ميدوز) وانتزاع أول ألقابها على صعيد البطولات الأربع الكبرى بتغلبها على مواطنتها وصديقة طفولتها روبرتا فينشي 7-6 و6-2، موجة من الاحتفالات في بلادها رغم إعلانها الاعتزال خلال حفل التتويج. ونجحت بينيتا (33 عاما) في دخول قائمة الكبار بانتزاعها لقب فردي السيدات في البطولة الأميركية، آخر البطولات الأربع الكبرى، قبل أن تضيف مفاجأة أخرى لأسبوعين حافلين بالأحداث بإعلانها اعتزال اللعبة. وباتت بينيتا أول إيطالية تفوز بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، وثاني لاعبة إيطالية تفوز بلقب كبير بعد مواطنتها فرانشيسكا سكيافوني الفائزة ببطولة رولان غاروس الفرنسية عام 2010. كما باتت بينيتا رابع أكبر لاعبة تفوز بإحدى البطولات الأربع الكبرى في عصر الاحتراف. وبعد أن عانقت فينشي صديقة طفولتها وزميلتها في الفريق الإيطالي بكأس الاتحاد لفرق السيدات عند الشبكة وقفت بينيتا في الملعب الرئيسي خلال تسليم جوائز البطولة، وأخبرت الحشد المجتمع في ملعب آرثر آش، والذي ضم رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، بأنها ستعتزل. وقالت بينيتا قبل أن ترفع كأس البطولة: «قبل أن أبدأ هذه البطولة منذ شهر واحد اتخذت قرارا مهما في حياتي.. هذه هي الطريقة التي أود توديع التنس بها. أنا سعيدة حقا. هذا ما يبدو أن كل اللاعبين يرغبون في فعله.. الاعتزال بعد الفوز بهذا اللقب الكبير». وأضافت بينيتا: «أنا سعيدة جدا، لم أفكر أبدا في الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة. إنه أمر لا يصدق. كل لاعبة تحلم بالعودة وفي جعبتها لقب كبير، وتنهي مسيرتها بإنجاز كهذا. إنها مباراتي الأخيرة في فلاشينغ ميدوز». وشكل إعلان بينيتا المفاجئ نهاية مثيرة للذهول للبطولة التي حفلت بالكثير من المفاجآت خاصة على صعيد منافسات السيدات. وكانت بينيتا تخطت في الدور نصف النهائي الرومانية سيمونا هاليب المصنفة ثانية بفوزها السهل عليها 6-1 و6-3. فيما أطاحت فينشي غير المصنفة بسيرينا ويليامز المصنفة الأولى على العالم من الدور قبل النهائي لتنهي مساعي اللاعبة الأميركية البالغة من العمر 33 عاما في حصد كل الألقاب الأربع الكبرى في عام واحد. وعقب مراسم التتويج وعد رئيس الوزراء الإيطالي، الذي توجه إلى نيويورك دون سابق إنذار ليحضر النهائي الذي كان إيطاليا خالصا، بإقامة احتفال كبير لبينيتا بمجرد عودتها للبلاد. وتحدث رينزي مع بينيتا عقب المباراة، وحول ذلك علقت اللاعبة: «لقد كان سعيدا للغاية بنا. وقال إنكم لا تدركون ماذا يحدث الآن في إيطاليا. إنه أمر رائع أن تكونا موجودتين هنا.. كان يتحدث معي أنا وروبرتا لأننا كنا مع بعضنا البعض. وكشف لنا عن حالة من الجنون في إيطاليا. من الجيد أن أظل هنا لأيام قليلة من أجل الاسترخاء شيئا ما وبعدها أعود إلى بلادي». وقالت فينشي إن رغبتها الأولى الآن هي أن تتناول آخر وجبة «برغر بالجبن» لها في الولايات المتحدة قبل أن تتوجه إلى تورنتو جنوب إيطاليا «وبعدها أتناول المعكرونة، فالمعكرونة الحقيقية في إيطاليا». ولا تزال بينيتا تجد صعوبة في استيعاب حجم الإنجاز بالفوز بأول نهائي إيطالي خالص في تاريخ بطولات غراند سلام، وقد جاء بعد خمسة أعوام من فوز مواطنتها سكيافوني بلقب رولان غاروس. وقالت بينيتا: «بهذا الفوز الذي حققته، أرى حياتي مثالية. لا يمكنني وصفها بشيء آخر غير أنها مثالية». وكشفت بينيتا: «سأواصل اللعب حتى نهاية العام (حيث ينتظر مشاركتها في بطولتي ووهان وبكين)، لكن النهائي كان آخر مباراة لي هنا في نيويورك». وأكدت بينيتا أن قرار الاعتزال كان صعبا بالنسبة لها ولكنها سعيدة به. وأضافت: «بات من الصعب علي خوض المنافسة في بعض الأحيان، وهذه نقطة مهمة. فعندما تكون مطالبا باللعب 24 أسبوعا في العام، يصبح عليك الكفاح في كل أسبوع». وأوضحت: «لكن إن لم تصارع في كل أسبوع بنفس الطريقة التي قدمتها الليلة، سيبدو الأمر سيئا. وأنا لا أشعر بأنني ما زلت أتمتع بهذه القدرة». وهذه هي المباراة الأولى بين الصديقتين الحميمتين والشريكتين السابقتين في منافسات الزوجي بعد أن سبق لهما مواجهة بعضهما البعض وهما في سن التاسعة. وأكدت فينشي أنها كانت مرهقة قليلا خصوصا في المجموعة الأولى، وقالت: «لقد خسرت في النهائي وأنا سعيدة وسعيدة جدا لفلافيا التي لعبت مباراة قوية». وكانت بداية اللقاء حذرة كما كان متوقعا في ظل خوض بينيتا وفينشي لأول نهائي لهما على صعيد البطولات الأربع الكبرى. وأظهرت اللاعبتان قدرا من التوتر إلا أنهما التزمتا باللعب من الخط الخلفي وتبادلتا كسر الإرسال مبكرا في المجموعة الأولى التي امتدت لشوط فاصل. وعقب فوزها بالشوط الفاصل بدا أن بينيتا الأقرب لحسم اللقاء، قبل أن تكسر إرسال فينشي في أول فرصة أتيحت لها لتتقدم 4-صفر، قبل أن تحسم اللقب بآخر كسر للإرسال.
مشاركة :