طلب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أمس، رسمياً من الأمم المتحدة والولايات المتحدة التوسط في الخلافات بين بلاده ومصر وإثيوبيا حول «سد النهضة»، الذي تشيّده أديس أبابا على نهر النيل. وكان السودان اقترح الشهر الماضي تشكيل وساطة رباعية تضم إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وهو ما وافقت عليه القاهرة ورفضته أديس أبابا. وأفاد فيصل محمد صالح المستشار الصحفي لحمدوك، بأن رئيس الوزراء طلب من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية التدخل والتوسط في خلافات سد النهضة، عبر رسالة بعث بها إلى المنظمة الدولية، وأخرى إلى الحكومة الأميركية». وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أنّ حمدوك بعث رسائل إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وأكد حمدوك، في رسالته لأطراف الرباعية، رغبته في أن تنحصر الوساطة حول النقاط الخلافية، خصوصاً إلزامية الاتفاق، وآلية حل النزاعات والقضايا الفنية الخاصة بالجفاف وتبادل المعلومات، وعدم الزج بتقسيم المياه في المحادثات. وتوقعت مصادر سودانية مطلعة في تصريحات لـ«الاتحاد» رد فعل إيجابياً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن طلب السودان، المدعوم من مصر بشأن الوساطة الرباعية. وأشارت المصادر إلى القلق الدولي بشأن تبعات الأزمة، وما نتج عنها من صراع حدودي بين السودان وإثيوبيا، واتهامات الخرطوم لأديس أبابا بالتورط في دعم متمردين في النيل الأزرق وتهريب السلاح للسودان. واتهم مصطفى الزبير، كبير مفاوضي الحكومة السودانية في ملف سد النهضة، إثيوبيا بسوء النية، وقال: إن لديها أهدافاً غير معلومة بتوسعة الخلاف، فضلاً عن سعيها لكسب الوقت. واستبعد الزبير في الوقت ذاته خيار اللجوء إلى الحرب، مؤكداً أن خيار الحرب غير وارد، وأن السودان يمكنه الحصول على حقوقه عبر القانون، ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي، وسيتدخل لجعل الأضرار في حدها الأدنى. وقال كبير المفاوضين السودانيين: إن للسودان كثيراً من نقاط القوة، التي يمكن أن يستخدمها في ملف سد النهضة، وأن لا حل إلا عبر التفاوض بين الأطراف الثلاثة، إذا توافرت الإرادة السياسية للجانب الإثيوبي. وشدد الزبير في حديث لإذاعة سودانية على أهمية دور الاتحاد الأفريقي بعد انتقال رئاسته إلى الكونجو الديمقراطية، وعبر الوساطة الرباعية في الدفع بالمفاوضات إلى الأمام. وأشار إلى أن الخلافات في ملف سد النهضة هي سياسية أكثر من كونها فنية.
مشاركة :