وصف فريق من علماء جامعة سامارا الروسية، لأول مرة، عملية ظهور جزيء عضوي في الفضاء، يلعب دورا مهما في التطور الكيميائي للكون. وتشير مجلة Science Advances، إلى أنه وفقا للعلماء، توسّع البيانات التي حصلوا عليها التصورات الخاصة بظهور الحياة، وتفسر آلية عمل "المصانع بين النجوم" في تركيب المواد العضوية. ووفقا لتقديرات المختصين، يسقط على الأرض سنويا حوالي ثلاثة ملايين طن من الغبار بين النجوم، المتكون من المواد المعدنية والمواد العضوية المعقدة، أي الكربوهيدرات ومشتقاتها. ويشير العلماء، إلى أن العمليات المؤدية إلى تشكيل المركبات العضوية في الفضاء لم تدرس بما فيه الكفاية حتى الان. وتتميز هذه العمليات بعدم وجود مصادر طاقة خارجية مؤثرة، ما يجعلها نادرة جدا وتتطلب مكونات خاصة. أما على الأرض فتحدث هذه العمليات ببساطة بفضل وجود مركبات كيميائية مختلفة وإمكانية الحصول على الطاقة في الوسط المحيط. وتبين الدراسة الجديدة التي أجراها علماء جامعة سامارا، بالتعاون مع متخصصين من جامعة هاواي في مانوا، وجامعة فلوريدا الدولية، وكلية بنديكتين في أتشيسون (الولايات المتحدة)، لأول مرة كيف يمكن لأبسط هيدروكربون عطري متعدد الحلقات (PAH) إندين، أن يتشكل دون أي عائق في درجات حرارة تتوافق وظروف الفضاء. وتقول الباحثة غاليا غاليموفا من الجامعة، "تسمى جزيئات الهيدروكربونات الصلبة المحتوية على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، عادةً حبيبات ما بين النجوم، التي تعمل في الواقع  كمصنع لتركيب المواد العضوية، مثل الأحماض الأمينية أو السكريات. والخطوات الأولية، التي حددناها المؤدية إلى تكوين الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الفضاء، أساسية لفهم كيمياء المادة الكربونية في مجرتنا ". ويشير الباحثون، إلى أن الجزيئات غير العضوية الصغيرة  الموجودة على سطح حبيبات ما بين النجوم، يمكن أن تتفاعل مع بعضها، مكونة "تجمعا" كيميائيا لجزيئات بيولوجية أكثر تعقيدا. وهذه الحبيبات تتحرك في الفضاء بين النجوم إلى أن تظهر ظروف ملائمة لولادة الحياة. بحسب الخبراء. وتقول غاليموفا، "تجري العملية التي وصفناها بين جزيئات ستيرول وجذر  ميثيليدين، حيث تنتج عنها حالة وسطية، التي بدورها تتحول إلى الإندين العطري والهيدروجين الذري". وقد أعلن الباحثون عن نيتهم مواصلة البحث في هذا المجال مستقبلا. المصدر: نوفوستيتابعوا RT على