التونسيون يحتفلون بعيدهم الوطني للزي التقليدي

  • 3/16/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفل التونسيون في السادس عشر من مارس كل عام والذي يوافق، اليوم الثلاثاء، بالعيد الوطني للزي ‏التقليدي، حيث يرتدون في هذا اليوم ملابسهم التقليدية التونسية، وتقام العروض والاحتفالات الثقافية والفنية بهذه المناسبة . ‏واحتفالا بهذا العيد الوطني، تقام تجمعات تسمى "الخرجة التونسية" وهي موكب تقليدي يخرج فيه الناس بمصاحبة نغمات الموسيقى ‏والغناء الصوفي ورائحة البخور منذ أكثر من 300 عام ، كما تقام عدة عروض في هذا اليوم احتفالا بالتراث الوطني التونسي ‏في الأماكن والميادين الشهيرة.‏‏وخرجت تظاهرة فنية نظمتها جمعية "تراثنا" التونسية من ‏أمام جامع الزيتونة، مرورا بالسوق العربي وباب بحر، حيث قام مئات التونسيين، الذين ارتدوا أجمل وأبهى الملابس التقليدية ‏لبلادهم، بجولة على الأقدام وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة في قلب تونس العاصمة.وتهدف الاحتفالات، بجانب التباهي وجذب الانتباه للثقافة التونسية الأصيلة والاحتفاء بتراث الأجداد، إلى ترسيخ الهوية التونسية، ‏وحماية الأزياء الوطنية من الاندثار، ورد الاعتبار لها، والتأكيد على أهمية الإقبال على المنتجات المحلية الصنع والتسويق لها ، ‏وحماية الصناعات التقليدية في البلاد، وتشجيع الاستثمارات فيها، بالإضافة إلى الترويج للسياحة في تونس والتي ترتبط ارتباط وثيق ‏بتلك الصناعات‎. ‎ويرتدي الرجال "البرنس" التقليدي (معطف مفتوح طويل مصنوع من الصوف يوضع على الكتف ويقي من البرد)، أو الجبة (زي ‏فضفاض وطويل يتم ارتداؤه فوق الملابس)، ويضعون الشاشية (غطاء رأس أحمر اللون من الصوف)، في حين ترتدي النساء عدة ‏أزياء منها السفساري ( وهو زي أبيض يغطي كامل جسد المرأة ويكون عادة مصنوعا من الحرير ويلتف حولها) ، والخامة (غطاء لوجه المرأة مصنوع من الحلي)، والفوطة (تنورة طويلة )، والمريول (قميص بخطوط طولية ذهبية)، والفرملة (قميص للجنسين مطرز)‏.‎وخلال فترة الاحتفالات بالبلاد، يتم دعوة الموظفين والعاملين بالدولة إلى ارتداء الزي التونسي التقليدي في هذا اليوم، حيث يقوم ‏التونسيون بارتداء أبهى الأزياء التقليدية في الهيئات العامة، والمدارس، والجامعات، كما يتم تنظيم ورش عمل توعوية للتلاميذ، ‏وتقوم دور الحضانة بإقامة احتفالات للأطفال الصغار الذين يرتدون زيهم التقليدي ابتهاجا بهذا اليوم.ويقول رئيس جمعية "تراثنا" (التي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي من خلال التعريف به والسعي للحفاظ عليه وتثمينه) زين ‏العابدين بالحارث - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه بدأ الاحتفال بهذا اليوم في تونس لأول مرة في عام 1994، بهدف الوقوف في ‏وجه العولمة التي تقضي على خصائص الشعوب الثقافية، ولتشجيع الصناعة التقليدية التونسية والمحافظة عليها من الاندثار، ‏بالإضافة إلى توفير فرص عمل، وللترويج للسياحة التونسية وإحداث نقلة اجتماعية واقتصادية في المجتمع التونسي‎.‎‎وأشار بالحارث إلى أن الاحتفال بهذا اليوم كان قد انقطع لفترة مع قيام الثورة الشعبية في تونس عام 2011، إلا أنه تم استئناف إحياء هذا ‏اليوم في عام 2014، معتبرا أن يوم السادس عشر من مارس فرصة للشعب التونسي للإحساس بقيمة هويته، وبأصالة زييه الوطني، ‏وبأهمية الحفاظ على الموروث الحضاري الذي يملكه‎.‎وأضاف بالحارث أن الاحتفالات في هذا اليوم تحظى بتغطية إعلامية واسعة، مؤكدا أن تونس كانت سباقة في استحداث يوم وطني للزي ‏التقليدي، تبعتها بعد ذلك عدة دول مثل الجزائر والمغرب، معربا عن أمله في أن تطبق هذه التجربة في جميع دول العالم، مشيرا إلى ‏وجود رغبة للتقدم إلى منظمة اليونسكو باقتراح لجعل 16 مارس يوما عالميا للزي التقليدي، مثله مثل اليوم العالمي للمرأة، واليوم ‏العالمي للبيئة، واليوم العالمي للإبداع، وغيرها من المناسبات العالمية‎.‎من جهتها، تقول مصممة الأزياء التقليدية التونسية سامية الصكلي – لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن أغلب الشعب التونسي يقبل على تفصيل أو شراء الملابس ‏التونسية التقليدية لارتدائها في جميع مناسبتهم باختلافها على مدار العام، مؤكدة أن صناعة تلك الأزياء يكون يدويا، وأن الزي ‏التونسي يرجع إلى مئات السنين، وهو مستوحى من التراث والثقافة التونسية القديمة‎.‎وأشارت صكلي إلى أن الزي التقليدي يختلف من ولاية لأخرى، قائلة أن هناك 24 ولاية في تونس مما يعني أن هناك 24 زيا تقليديا ‏في البلاد، موضحة أن لكل ولاية خصائص ومميزات تميزها عن المناطق الأخرى من حيث التصميم، ونوع التطريز، والخيوط، ‏والألوان‎ .‎‎ ‎وبالنسبة للألوان، قالت إن أهم ما يميز الزي التونسي هو الألوان الزاهية، حيث تحرص العروس مثلا على ارتداء اللون الأصفر ‏الذهبي، كما أن اللون الأخضر مفضل لدى التونسيين تيمنا بتونس الخضراء، بجانب اللون الأحمر نسبة إلى علم تونس.وأكدت صكلي حرصها على تعليم بناتها والأجيال الشابة عامة، كيفية تصميم وتصنيع الزي التقليدي اليدوي حفاظا عليه من الاندثار، مشيرة إلى أهميته في الحفاظ على الهوية التونسية وضمانا لاستمرار هذه المهنة. أما فيما يتعلق بالأسواق، فالمحال التي تقوم بصناعة و بيع الأزياء التقليدية متعددة ، ويتخصص كل سوق في بيع جزء من أجزاء الزي التقليدي، مثل سوق "الشواشين" الذي يبيع شاشية الرأس، وسوق "الحرائرية" حيث تباع أنواع من الأقمشة والملابس الحريرية النسائية مثل السفساري، وسوق "القماش" المتخصصة في بيع منتجات الصناعات القديمة والملابس التقليدية مثل الجبة، والصدرية والسروال، وسوق "البرانسية" المخصص لبيع البرنس التونسي التقليدي، وسوق الكبابجية لصنع الكبائب (الخيوط وكل ما هو نسيج) المختصة بتجارة الزي التقليدي، وسوق البلاغجية لبيع البلغة (الحذاء التونسي التقليدي الذي يصنع يدويا).ويحرص التونسيون على ارتداء زيهم الوطني في عدة مناسبات أخرى على مدار العام مثل الأعياد الدينية والقومية، وحفلات الزفاف، وأثناء الاحتفال بقدوم المولود الجديد، وفي السهرات العائلية.وكان الديوان الوطني للصناعات التقليدية في تونس قد أعلن أنه بداية من الجمعة الماضية ينطلق الاحتفال بيوم الصناعات التقليدية والزي الوطني، وذلك حتى السبت القادم، مشيرا إلى أن الاحتفالات تتضمن تنظيم عدة أنشطة على مستوى كل ولاية، يشرف عليها المسؤولون المحليون ويتم خلالها تكريم الحرفيين والمبتكرين ، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والتظاهرات الأخرى.

مشاركة :