زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مخيما للاجئين السوريين في لبنان والتقى رئيس الحكومة تمام سلام حيث أعلن عن تقديم مزيد من الدعم للتخفيف من وتيرة الهجرة نحو أوروبا. ثم انتقل كاميرون إلى الأردن خيث زار مخيم الزعتري قبل أن يلتقي الملك عبد الله الثاني لبحث الأوضاع "الإقليمية والدولية". قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيارة غير معلنة الإثنين إلى لبنان حيث تفقد مخيما للاجئين السوريين في شرق البلاد، معلنا عن تقديم بلاده مساعدات جديدة، في سعي للحد من أزمة الهجرة المتفاقمة إلى أوروبا. وتخللت زيارة كاميرون إلى بيروت محادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، كما تزامنت مع إعلان الحكومة البريطانية تعيين النائب ريتشارد هارينغتون في منصب مساعد لوزير الخارجية لشؤون اللاجئين لمتابعة وصول عدد إضافي من اللاجئين متوقع خلال السنوات الخمس المقبلة. ووصل كاميرون صباحا إلى بيروت قبل أن ينتقل على متن مروحية عسكرية إلى مطار رياق العسكري في منطقة البقاع (شرق) حيث زار مخيما للاجئين السوريين في بلدة تربل واطلع على ظروف إقامة اللاجئين فيه. ومن البقاع، كتب رئيس الوزراء البريطاني في تغريدة على موقع تويتر أنا في مخيم للاجئين في لبنان، أستمع إلى بعض القصص المؤلمة. وأفاد مسؤولون في السفارة البريطانية في بيروت أن كاميرون التقى أفراد عائلة سورية في المخيم من المقرر أن تمنح حق اللجوء إلى بريطانيا. وتفقد كاميرون خلال زيارته القصيرة إلى بيروت إحدى المدارس الرسمية في منطقة برج حمود (شمال بيروت)، والتي تستفيد من الدعم الذي تقدمه بلاده لتوفير التعليم للتلاميذ السوريين. مئة مليون جنيه إسترليني لمساعدة السوريين داخل وخارج البلاد وأعلن كاميرون في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نية حكومته مضاعفة الدعم التربوي المقدم إلى اللاجئين السوريين في لبنان حتى 60 مليون جنيه إسترليني (نحو 90 مليون دولار) في السنوات الثلاث المقبلة. وقال كاميرون أردت أن أحضر إلى هنا كي أرى بنفسي التحديات التي تواجه لبنان الذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سوريا، مضيفا أنا مدرك أن الأزمة الإنسانية في سوريا تلقي بثقلها الكبير على لبنان وخدماته العامة ومدارسه ومساكنه. وأكدت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي أنها ستنفق مبلغا إضافيا بقيمة مئة مليون جنيه إسترليني (153 مليون دولار اميركي) لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا. وأورد مكتب كاميرون تفاصيل خطة تقضي منح مبلغ أربعين مليون جنيه إسترليني للأمم المتحدة ومنظمات أخرى غير حكومية تعمل على إغاثة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، على أن يتم إنفاق 29 مليون من أصل هذا المبلغ في لبنان فقط. وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام إنه أطلع نظيره البريطاني على العبء الذي تخلفه أزمة اللاجئين السوريين على عاتق السلطات خصوصا في ظل تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبدا إلى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة. وأعرب عن اعتقاده أن مشكلة النزوح التي وصلت إلى قلب أوروبا هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب في سوريا. زيادة المساعدات قد تسهم بالحد من أعداد طالبي اللجوء في أوروبا ويرى كاميرون أن من شأن مضاعفة المساعدات المقدمة إلى اللاجئين السوريين وتحسين ظروف معيشتهم في الدول المجاورة لسوريا أن يحد من تدفق المهاجرين بطرق غير شرعية إلى أوروبا طلبا للجوء. وقال كاميرون في بيروت سعى نحو ثلاثة في المئة من إجمالي 11 مليون سوري اضطروا إلى ترك منازلهم للحصول على اللجوء في أوروبا، وتابع من دون المساعدات البريطانية، فإن مئات الآلاف قد يخاطرون بحياتهم سعيا للجوء إلى أوروبا، وبالتالي فإن هذا الدعم هو جزء من مقاربتنا الشاملة لمعالجة أزمة الهجرة من جذورها. ويخضع كاميرون لضغوط شديدة من الداخل والخارج حول طريقة تعامله مع أزمة اللاجئين السوريين. وترفض الحكومة البريطانية المحافظة الالتزام بنظام حصص لتوزيع اللاجئين على أوروبا لكنها أعلنت الأسبوع الفائت نيتها استقبال عشرين ألف لاجئ سوري في بريطانيا خلال السنوات الخمس المقبلة. من لبنان إلى الأردن وانتقل كاميرون ظهرا من بيروت إلى عمان، حيث من المقرر أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث العلاقات الثنائية إضافة إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا). وزار كاميرون مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يقع في محافظة المفرق شمال الأردن على مقربة من الحدود السورية (85 كلم شمال). مسؤول خاص لمتابعة ملف اللاجئين وتزامنت زيارة كاميرون إلى بيروت، مع إعلان مكتبه تعيين ريتشارد هارينغتون مسؤولا عن تنسيق العمل داخل الحكومة لإعادة إيواء ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري في المملكة المتحدة وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة. واستقبلت بريطانيا 216 لاجئا سوريا العام الماضي ومنحت حق اللجوء إلى قرابة خمسة آلاف آخرين منذ بدء النزاع في 2011، وهو عدد أقل بكثير مقارنة مع دول أوروبية أخرى على غرار فرنسا وألمانيا والسويد. وفر أكثر من أربعة ملايين سوري من بلادهم هربا من النزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات والذي تسبب بمقتل أكثر من 240 ألف شخص. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 14/09/2015
مشاركة :