مرض السكري هو حالة مزمنة تتميز بارتفاع مستويات الجلوكوز في الجسم، بينما الصداع النصفي هو حالة مزمنة وعرضية من صداع شديد في منطقة واحدة من الدماغ يليها شعور بالغثيان والحساسية للضوء. وفقاًَ لما نشره موقع "بولدسكاي"، المعني بالشؤون الصحية، يمكن أن يسبب مرض السكري العديد من المضاعفات، بما في ذلك الصداع النصفي. تنتشر تلك الحالة بين حوالي 6% من الرجال و18% من النساء. ولكن يظل الارتباط بينهما مثيراً للجدل، حيث تلعب العوامل الوراثية والبيئية، بالإضافة إلى مسببات أخرى، مثل نقص السكر في الدم والصيام، دوراً حيوياً في الإصابة بالصداع النصفي. أظهرت دراسة علمية أن النساء المصابات بالصداع النصفي النشط يتعرضن لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 30% مقارنة بالنساء اللائي ليس لديهن تاريخ من الصداع النصفي. ويرجح الخبراء أن يكون السبب هو المستويات المرتفعة من بلازما الأحماض الدهنية وأجسام الكيتون، والتي تم رصدها قبل نوبة الصداع النصفي. ويتسبب الصيام في انخفاض نسبة السكر في الدم في الجسم ويزيد من إنتاج الكيتونات، وهي عبارة عن مواد كيميائية يفرزها الكبد في جسم الإنسان، ويتم إفرازها كمصدر بديل لإنتاج الطاقة، فعند نقص كميّة الأنسولين اللازم لتحويل الغلوكوز إلى طاقة في الجسم، يقوم الكبد بتحويل الدهون إلى الكيتونات التي تستخدمها خلايا وأنسجة الجسم المختلفة للتزّود بالطاقة. وبالتالي، فإن الزيادة في أجسام الكيتون ربما تعمل كعامل محفز في ظهور الصداع النصفي. وتفسر هذه العوامل الارتباط العكسي بين الصداع النصفي وخطر الإصابة بمرض السكري. فبينما تكون مستويات الغلوكوز مرتفعة أثناء الإصابة بمرض السكري أو خلال فترة ما قبل الإصابة به، فإنه يمكن أن ينخفض خطر الإصابة بالصداع النصفي مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات السكر في الدم. كما أن هناك عامل آخر هو انخفاض كثافة الألياف العصبية الحسية. يتسبب مرض السكري في ضعف الأعصاب الحسية في الجسم. ومن المعروف إن الصداع النصفي هو اضطراب صداع عصبي، وبالتالي، فإنه بسبب ضعف بعض الأعصاب الحسية المرتبطة بالصداع النصفي، ربما ينخفض انتشار الصداع النصفي النشط.
مشاركة :