«يعتقد العديد من المحللين أن هناك مجموعة عوامل يجب أن تساعد في تعزيز انتعاش الإنفاق الاستهلاكي، الذي يعتبر محركا قويا للنمو الاقتصادي الشامل» «استمر طرح لقاح «فيروس- كوفيد» 19 بشكل أسرع من المتوقع، مما جعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات الاقتصادية في النصف الثاني من العام الجاري» سجلت الأسهم الأمريكية معدلات إغلاق قياسية، يوم الإثنين الماضي، لتعوض بذلك الخسائر التي منيت بها في بداية جلسة التداول.وساعدت أسهم الشركات الحساسة اقتصاديًا في استمرار صعود سوق الأسهم للأعلى هذا الشهر، وهو اتجاه قال المستثمرون إن السبب فيه هو الرهانات على أن النمو والتضخم سوف يرتفعان.أيضًا، استمر طرح لقاح فيروس كوفيد- 19 بشكل أسرع من المتوقع، مما جعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات الاقتصادية في النصف الثاني من العام الجاري، كما أقر الكونجرس الأمريكي حزمة تحفيز إضافية بقيمة 1.9 تريليون دولار يتم تقديمها في شكل حوافز مالية، وذلك بهدف المساعدة في تعزيز الاقتصاد.ويعتقد العديد من المحللين أن هناك مجموعة عوامل يجب أن تساعد في انتعاش الإنفاق الاستهلاكي، الذي يعتبر محركا قويا للنمو الاقتصادي الشامل، خاصة في النصف الثاني من العام الجاري، وهذا بدوره ينبغي أن يكون بمثابة نعمة لأرباح الشركات.وقال كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي لأبحاث الماكرو في شركة آي إن جي جروب: «مع إعادة فتح الاقتصاد، سيكون لصرف حزمة التحفيز المالي في شكل شيكات تأثير أقوى على الاستهلاك».وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 174.82 نقطة، أو ما يعادل 0.5 ٪، ليصل إلى 32953.46، مسجلا مستوى الإغلاق القياسي الرابع عشر له هذا العام.وفي نفس السياق، أضاف مؤشر ستاندرد آند بورز نحو 500 25.60 نقطة، أو ما يعادل 0.6 ٪، ليسجل بذلك مستوى إغلاق قياسيا عند 3968.94، كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنحو 139.84 نقطة، أو ما يعادل 1 ٪، ليصل إلى 13459.71.وساعدت أسهم التكنولوجيا على دفع المؤشرات للأعلى يوم الإثنين الماضي، حيث ارتفعت الأسهم التقنية في فترة ما بعد الظهيرة، بعد أن بدأت اليوم بشكل أضعف في الغالب.وقفزت أسهم شركة نيفيديا بنحو 13.41 دولار، أو ما يعادل 2.6 ٪، لتصل إلى 527.65 دولار، بينما صعدت أسهم شركة أكامي تكنولوجيز بنحو 2.44 دولار، أو ما يعادل 2.5 ٪، لتصل إلى 99.99 دولار.على الجانب الآخر، أدى انخفاض أسعار النفط إلى الضغط على قطاع الطاقة.وخسرت أسهم شركة أوكسيدنتال بتروليوم 1.33 دولار من قيمتها، أو ما يعادل 4.3 ٪، لتصل إلى 29.30 دولار، بينما انخفض سهم شركة كونوكو فيليبس بنحو 1.03 دولار، أو ما يعادل 1.7 ٪، لتصل إلى 58.16 دولار. وتراجع سعر النفط الخام الأمريكي بنسبة 0.3 ٪ ليصل إلى 65.39 دولار للبرميل، ليواصل بذلك سلسلة خسائره، وذلك بعد أن سجل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ شهر ديسمبر الماضي.وعلى النقيض، ارتفعت أسهم شركة إيه أم سي إنترتينمنت بمقدار 2.88 دولار، أو ما يعادل 26 ٪، لتصل إلى 14.04 دولار، وجاء ذلك الارتفاع مدعومًا بالأخبار التي تشير إلى إعادة افتتاح دور السينما في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية هذا الأسبوع.وفي غضون ذلك، ارتفعت حفنة أخرى من الأسهم بعد أن قالت مؤشرات ستاندرد آند بورز داو جونز في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي إنها ستنضم إلى شركة ستاندرد آند بورز 500 شركة اعتبارًا من 22 مارس الجاري.وارتفعت أسهم شركة سيزرز إنترتينمنت بمقدار 58 سنتًا، أو ما يعادل 0.6 ٪، لتصل إلى 101.20 دولار، بينما أضافت شركة إن أكس بي لصناعة أشباه الموصلات نحو 16.44 دولار إلى قيمة أسهمها، أو ما يعادل 9 ٪، لتصل إلى 199.91 دولار، وربحت أسهم شركة بين ناشيونال جيمينج 6 دولارات، أو ما يعادل 4.6 ٪، لتصل إلى 136.47 دولار.وفي إطار متصل، عززت السندات الحكومية الأمريكية من قوتها، وذلك في ظل انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.609 ٪. وأغلقت السندات يوم الجمعة الماضي عند مستوى 1.634 ٪، والذي يعتبر الأعلى منذ 6 فبراير 2020، بينما تراجعت العوائد مع ارتفاع أسعار السندات.وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيقوم المستثمرون بتحليل بيان السياسة النقدية التي سيصدرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بهدف الحصول على إرشادات حول آراء صانعي السياسات حول التوقعات الاقتصادية.وقال برزيسكي: «من الواضح أن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكون حاسمًا وضروريًا، من حيث زيادة معرفة الأسواق بما يخطط له بنك الاحتياطي الفيدرالي».ويشعر بعض مديري الأموال بالقلق من أن صرف حزمة تحفيز مالية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة التضخم بشكل حاد، مما يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما اقترحه صانعو السياسة.وقال جيمس آشلي، رئيس إستراتيجية السوق الدولية في شركة جولدمان ساكس أسست مانجمنت: «يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إرسال رسالة هنا مفادها بأنه لا يزال مدركًا للتقدم الكبير المطلوب قبل عودة الاقتصاد إلى ظروف ما قبل الوباء، ولكن أيضًا تلك العودة لن تكون قوية للغاية لأن بعض هذه التحركات يجب أن تتم على ركائز واضحة». وأضاف: «وإذا كان الأمر كذلك، سيتوجب على البنك ضبط هذه الرسالة بطريقة ليست لينة للغاية ولا متشددة جدًا».وفي خارج الولايات المتحدة، أنهى مؤشر ستوكس يوروب 600 القاري التداول بدون تغيير.ولكن أداء مؤشرات الأسهم الرئيسية في آسيا كان متباينًا، حيث انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1 ٪ تقريبًا، وأغلق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية منخفضًا بنسبة 0.3 ٪، بينما ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.2 ٪، وصعد مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 0.3 ٪.
مشاركة :