تُعد أساطين المسجد النبوي الثمانية، شواهد من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كانت من جذوع النخل، وكانت كثيرة، واشتهرت منها ستة أساطين، وهي في الروضة الشريفة، وأصبحت من ضمن اهتمام ولاة أمور المسلمين قديمًا وحديثًا، وحرصت حكومة المملكة على الاهتمام والعناية بها، إذ كستها برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد، وفرشت أرضها بالسجاد الفاخر.أعمدة حجريةوالأساطين هي الأعمدة الحاملة للقباب في الروضة النبوية الشريفة، التي استبدلت في عمارة المسجد النبوي، بعد أن كانت من جذوع النخل في العهد النبوي، لتحل محلها أعمدة من الحجارة.ولا تزال الأساطين تحمل الأسماء، التي سميت بها في العهد النبوي، وهي مرتبطة بأحداث في السيرة النبوية، ونُقشت فيها الأسماء بلون ذهبي وسط لوحة خضراء.موضع الجذعومن أهم هذه الأساطين، التي ارتبط موضعها بتاريخ وسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، الأسطوانة المخلقة، التي أُقيمت في موضع الجذع، الذي حَنَّ إلى رسول الله، فكان -عليه أفضل الصلاة والسلام- يستند إليه قبل بناء المنبر، ويُصلي إليه الفريضة، وتقع هذه الأسطوانة حاليًا مُلاصقةً للمحراب النبوي من جهة القبلة، ومكتوب عليها «هذه أسطوانة المخلقة»، وتسمى أيضًا «أسطوانة المصحف»، وقُدمت لجهة القبلة قليلًا، وأُدخل بعضها في المحراب النبوي الشريف.أسطوانة عائشةوتعد أسطوانة عائشة -رضي الله عنها-، وتسمى «القرعة» و«المهاجرين»، من أهم الأساطين بالمسجد، وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من جهة القبر، والثالثة من جهة القبلة، مكتوب عليها «هذه أسطوانة عائشة».التوبة والسريروثالث هذه الأسطوانات «أسطوانة التوبة»، وهي الأسطوانة الرابعة من المنبر، والثانية من القبر، والثالثة من القبلة، وتُعرف بأسطوانة «أبي لبابة»، وهو رفاعة بن عبدالمنذر -رضي الله عنه-، أما الأسطوانة الرابعة «السرير» فهي ملاصقة بالشباك المُطل على الروضة الشريفة، ولا تظهر حاليًا كاملة، لأن جزءًا منها يقع داخل الشباك.مقابل الخوخةوتسمى الأسطوانة الخامسة «المحرس»، وتقع خلف أسطوانة السرير من جهة الشمال، وهي مقابل الخوخة، التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج منها إذا كان في بيت عائشة -رضي الله عنها- إلى الروضة الشريفة للصلاة، كما تسمى أسطوانة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.مجلس القلادةوتقع أسطوانة «الوفود»، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين إليه، وكانت تُعرف أيضًا بـ«مجلس القلادة»، وكان يجلس إليها سروات الصحابة وأفاضلهم -رضوان الله عليهم-، ومكتوب عليها «هذه أسطوانة الوفود».
مشاركة :