تقرير إخباري: محتجون يقتحمون القصر الرئاسي الذي تتخذه الحكومة مقرا لها في عدن جنوبي اليمن

  • 3/17/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم محتجون اليوم (الثلاثاء) القصر الرئاسي في مدينة عدن الذي تتخذه الحكومة اليمنية مقرا لها، وذلك غداة اقتحام محتجين مقرا حكوميا في محافظة حضرموت شرقي البلاد. وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن محتجين اقتحموا القصر الرئاسي في منطقة "معاشيق" في مديرية كريتر بمدينة عدن، أثناء تواجد رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة في الداخل. وأضاف أن المحتجين اقتحموا البوابات الرئيسية للقصر وعددها أربع بوابات، دون أن يتم اعتراضهم من قبل الحراسة، ووصلوا إلى مبنى القصر والفلل التي يسكنها رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة. وبحسب المصدر فإن المحتجين بقوا لساعات في القصر، قبل أن يغادروا المكان. وأشار المصدر، إلى أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، وأعضاء الحكومة بقوا محاصرين من قبل المحتجين داخل القصر الرئاسي لعدة ساعات. وقال العميد أبو بكر جبر، نائب مدير أمن محافظة عدن، في وقت سابق اليوم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن محتجين اقتحموا الحواجز وإحدي البوابات الرئيسية الخاصة بمنطقة "معاشيق" الرئاسية. وأضاف حينها أن المحتجين لديهم مطالب تحسين الأوضاع المعيشية واصلاح الكهرباء والخدمات، وتم ابلاغنا بالوقفة وتم الترخيص لها على أن تكون في ساحة "الشهيد الجندي" في مدينة كرتير والتي تبعد نحو نصف كلم عن بوابات القصر. وأوضح أن المحتجين تجاوزوا ما تم التصريح به، وذهبوا للإحتجاج في ساحة القصر الرئاسي، بعد تجاوزهم الحواجز والبوابة الخارجية. وأشار المسئول الأمني جبر، إلى أن القوات المكلفة بحماية القصر، هي كتائب تتبع الوية الحماية الرئاسة وكذا قوة سعودية، وأن قوات الأمن ليس لها تواجد في القصر أو في حواجزه وبواباته. وتتخذ الحكومة اليمنية من عدن، مقرا رسميا لها منذ عودتها في نهاية ديسمبر الماضي إلى المدينة. وتشكلت الحكومة الجديدة برئاسة معين عبدالملك في ديسمبر الماضي، مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية، وفقا لـ"اتفاق الرياض" الذي رعته السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال. وتضمن الاتفاق إلى جانب تشكيل الحكومة، إعادة دمج القوات الأمنية والعسكرية تحت قيادتي وزارة الداخلية والدفاع الا أن ذلك لم ينفذ حتى اليوم. وما تزال قوات المجلس الانتقالي تسيطر على مدينة عدن ومعظم مدن الجنوب اليمني، منذ أغسطس العام 2019. ولم تعلق الحكومة اليمنية رسميا على حادثة إقتحام القصر الرئاسي اليوم في عدن، لكن مصدر في الحكومة اعتبر أنه "تصعيدا خطيرا". وأكد المصدر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن اقتحام القصر الرئاسي مقر وسكن الحكومة يعد تصعيدا خطيرا، لمن يتحمل الأمن في مدينة عدن، في إشارة للمجلس الانتقالي الجنوبي. واعتبر المصدر أن افتعال هذا العمل، محاولة لإرباك المشهد، خاصة في ظل الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية في محافظتي مأرب وتعز. وندد المصدر، بعملية اقتحام القصر الرئاسي والمجمع الحكومي في سيئون، مؤكدا على ضرورة الالتزام بتنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض الأمنية والعسكرية. من جانبه، هدد قيادي بارز في الإنتقالي الجنوبي بما أسماها "قلب الطاولة" وإعلان البيان الأول. وقال اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان على حسابه الرسمي بموقع (تويتر) "غدا سنقلب الطاولة ولا مجال للمراوغة والبيان رقم (1) من ساحة التحرير بخور مكسر(عدن) سيكون بعد فترة وجيزة لاحقاً". وأضاف "شعب الجنوب ملتف حول قيادته في المجلس الانتقالي". وأشار بن بريك، قائلا "عدن تثأر لأبنائنا في سيئون". وكانت قد أقتحمت مجاميع من المحتجين يوم أمس الإثنين مقر السلطة المحلية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، وأسفر الاقتحام عن عدد من الجرحى. وقالت اللجنة الأمنية في حضرموت في بيان، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن التظاهرات التي نظمتها بعض المكونات تحولت من الإطار السلمي إلى إطار تخريبي. وأضافت في بيان "اقتحم المتظاهرون مبنى المجمع الحكومي وحدث تخريب متعمد تمثل في تحطيم زجاج عدد من السيارات وتهشيم الأبواب والشبابيك وتكسير كاميرات المراقبة وتخريب شبكة المياه للمجمع". وتابع البيان "حدث اشتباك بالايادي مع جنود من الحماية مما أضطر الوحدات الأمنية والعسكرية المكلفة بالحماية التدخل وفض الشغب وأعمال التخريب". وأشارت اللجنة الامنية في بيانها، إلى أن الحادثة "تسببت باصابة 3 جنود من حماية المجمع إثر قذفهم بالحجارة وإصابة 4 متظاهرين بشظايا طفيفة". وكان وكيل محافظة حضرموت عبدالهادي التميمي، قد قال الإثنين، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن محتجين اقتحموا مبنى السلطة المحلية في مدينة سيئون، مدينا في الوقت ذاته أعمال العنف والتخريب. وأكد المسؤول المحلي أن القانون يؤكد على الحق في التعبير عن الآراء من خلال الاحتجاجات السلمية دون سلاح، على ألا يترتب على ذلك إضرار بالممتلكات والمصالح العامة أو الخاصة. وعلى خلفية احتجاجات سيئون، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي وقوفه مع أبناء حضرموت في سبيل تمكينهم من إدارة مديرياتهم. وقال علي الكثيري المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان بثه الموقع الرسمي للمجلس، إن "قوات المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون باشرت الاحتجاجات السلمية والعصيان المدني الذي نفذه أبناء المدينة الإثنين بالرصاص الحي وحملات التنكيل القمعية ما أدى إلى إصابة عدد من الشباب واعتقال وملاحقة آخرين". وأضاف "أن هذه الأفعال الإجرامية المدانة لا تصدر إلا عن قوات إحتلال غاشم وهي امتداد لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي ظلت تلك القوات الباغية تمارسها تجاه أحرار وادي حضرموت"، على حد قوله. وأشار متحدث الانتقالي قائلا "نجدد دعمنا الكامل لأهلنا في وادي حضرموت ولن ندخر جهداً في سبيل تمكينهم من ادارة مديرياتهم وتخليصهم من إجرام هذه القوات العسكرية الغاصبة الراعية للإرهاب"، على حد تعبيره. وجاءت إحتجاجات اليوم في عدن، وأمس في سيئون، امتدادا لاحتجاجات مماثلة بدأت منذ عدة أيام في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. ويطالب المحتجون في الظاهر بتحسين الخدمات المتردية المعيشية والاقتصادية والأمنية، ويرفعون لافتات منددة بالفساد وكذا أعلام شطرية، يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي. وتشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر 2014، بين القوات الحكومية والحوثيين، وتسببت بتدهور كافة مناحي الحياة.

مشاركة :