أيام معدودات في عدتها وأيام خالدات في ذكراها لمريض السكري. وكما قيل، لتكن أياما خالدات بالخير والفرح والسرور، وليست أياما خالدات بالتعب والإرهاق والهموم. وكما هي العادة من كل عام، نسرد لكم بعض النصائح لمرضى السكري كبارهم وصغارهم و بنوعيه، مرض السكري النوع الأول ومرض السكري النوع الثاني. ولعلي دوما أقول ان مريض السكري يتمتع دون غيره من المرضى بأنه من أكثر الناس التزاماً بالنظام وأقدرهم على التحكم برغباته وشهواته. وهذا الذي يكسب صاحبه مقومات النجاح في الحياة ألا وهي التعود على الانتظام، فمريض السكري منتظم في مأكله ومشربه وتعاطيه للعلاج وتحليله لسكره مما ينعكس إيجاباً على جميع أمور حياته. ولكن قد تتخلل حياة مريض السكري أمور تحول دون الاستمرار في انتظامه أو تجعله يحيد عما اعتاد عليه من انضباط علاجي أو غذائي ومن هذه الأمور السفر أو المرض أو غيرها من الطوارئ أو المتغيرات الحياتية المتعددة. وقد تكون فريضة الحج وما يتخللها من مناسك إحدى هذه الفترات التي يصعب أثناءها التحكم الدقيق في مستوى السكر لذا ينصح أطباء مرضى السكري مرضاهم بمراجعة الطبيب بفترة كافية قبل الاستعداد لأداء فريضة الحج لمناقشة الأمور الأساسية لعلاج السكري والحالات الطارئة المختلفة التي قد تواجه المريض أثناء هذه الرحلة الروحانية. نصائح لمرضى السكري من الأطفال بالنسبة للأطفال المصابين بمرض السكري والمستخدمين لحقن الأنسولين، فيفضل عدم ذهاب الأطفال عامة وأطفال السكري خاصة للمشاركة في مناسك الحج، وذلك لعدة أمور منها أن الطفل ليس مكلفا بالحج في هذا العمر ومن ناحية أخرى أن الازدحام وارتفاع درجة الحرارة تشكل تحدياً حقيقياً للمصاب بمرض السكري، ولكن لو افترضنا ذهاب طفل السكري للحج فننصح بالتالي: التأكد من زيارة الطبيب وقد تكون هذه أول نصيحة لطفل السكري، كون الطبيب العام هو القادر على تقييم حالة الطفل الصحية وهو الذي يكون بمقدوره تحديد من من الأطفال عموما يستطيع المشاركة في الحج ومن لا يستطيع. وتعتبر زيارة الطبيب العام وغير المختص بالسكري مهمة لمراجعة ولتعاطي التطعيمات اللازمة والخاصة بمريض السكري أولا ومن ثم التحدث والتعرف على الأمراض السارية في ذلك الوقت من الحج، فقد يحتاج مريض السكري إلى التعرف أكثر على أعراض هذه الأمراض السارية وكيفية تفاديها والوقاية منها، ولا بأس من أخذ بعض الأدوية التي تمكنه من التخفيف من أعراضها إن حدثت. إن زيارة الطبيب العام مهمة أيضا للفحص العام الذي قد لا يقوم به الطبيب المختص والذي دائما أي الطبيب المختص ما يركز على تخصصه فقط ويقوم عادة الطبيب العام بعمل الفحوص المخبرية المبدئية والتي تؤكد أو تنفي قدرة المريض على أداء مناسك الحج، وقد تكون زيارة الطبيب مهمة جدا لمرضى السكري من الكبار أكثر من الصغار حيث أن البعض منهم يعاني قصوراً في وظائف الكلى أو من مشاكل قلبية ونحوها وجميع هذه الأمور لا بد أن تراجع من قبل الطبيب العام قبل طبيب السكري. قراءات السكر خلال الشهر المنصرم أو الأشهر المنصرمة إن زيارة الطبيب المختص مهمة جدا أيضا لأنه خلالها، أي خلال هذه الزيارة، يتم مراجعة قراءات السكر خلال الشهر المنصرم أو الشهريين السابقين وكذلك مراجعة معدل السكر التراكمي وهو المؤشر الذي يدل على مدى تحكم المريض بسكر الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. بطبيعة الحال لا بد أن تكون هذه القراءات في المستوى المطلوب وإلا سيكون هذا الأمر من دواعي عدم السماح لمرضى السكري من الأطفال من المشاركة في الحج والتي لا يرغب أصلا مشاركة الطفل فيها. إن مناقشة طبيب السكري عن عدد مرات انخفاض السكر مهم جدا وكذلك عدد مرات انخفاض السكر الشديد وهو انخفاض السكر المصاحب للتشنج أو الغيبوبة وأيضا عدد مرات الارتفاع المصاحب لحموضة الدم أو الملزم لدخول المستشفى، إن تاريخ المرض المفصل مهم جداً لتحديد امكانية مريض السكري من إتمام مناسك الحج ولا يقف الأمر عند أخذ تاريخ مرضي مفصل ولكن أيضا محاولة علاج الأمور الصحية العالقة قبل السفر لأداء فريضة الحج. العلاج أثناء تأدية مناسك الحج أخذ الكم الكافي من حقن الإنسولين أو أدوية السكر والقدر الكافي من شرائح تحليل السكر وكذلك أخذ جهاز أو أكثر من أجهزة تحليل السكر والمستلزمات الأخرى من إبر أقلام الإنسولين والمسحات الطبية ونحوها من أهم الأمور التي يجب مراعاتها. ولعل البعض من مرضى السكري مدرك لهذا الأمر ولكن يجب أيضا مراعاة أخذ إبرة انخفاض السكر وهي إبرة الجلوكاجون والتي تستخدم في حالة الإغماء أو التشنج المصاحب لنقص السكر وينصح أيضا بشرب كميات كبيرة من الماء على فترات متقاربة وبجرعات صغيرة وتجنب أماكن الازدحام إن أمكن وكذلك أوقات ذروة الحرارة والتعرض المباشر للشمس. الحلقة المنسية مراجعة مرشد السكر أو مثقف السكر وهي من أهم الزيارات والتي لا تقل أهمية عن زيارة الطبيب نفسه وذلك لمراجعة جدول تحليل السكر والتعرف على أوقات التحليل والتي يجب أن تكون بصورة أكثر تكررا، فنحن لا نكتفي بتحليل السكر قبل الوجبات فقط ولكن يجب التحليل أيضا بعد الوجبات وعند اللزوم كذلك إن التحليل المبكر والمتكرر يمكن الكشف بواسطته على الارتفاع المبكر لسكر الدم أو الانخفاض المبكر لسكر الدم وليس هناك وسيلة أخرى سوى تحليل سكر الدم بصفة متكررة وخاصة في أوقات المرض والتعب. زيارة الأخصائي التغذوي زيارة مرشد أو أخصائي التغذية من الزيارات المهمة لعلاج ومتابعة مريض السكري من الأطفال، لأن الغذاء وأنواعه وتنوعاته قد تكون مختلفة أثناء المناسك فقد لا يجد مريض السكري النوعيات الغذائية التي اعتاد عليها في الحج وأثناء تأديته وننصح دوما بتناول الفواكه والإكثار من السوائل وذلك لتعويض الجسم مما قد يفقده حيث أن الجفاف هو أهم أسباب ارتفاع السكر وتدهور حالة مريض السكري وتعريضه لما يعرف بحموضة الدم. نصائح لعلاج مرضى السكري من الكبار قد لا تختلف النصائح المقدمة لمرضى السكري من الكبار عن مرضى السكري من الأطفال، إلا أن هناك أمورا يجب إضافتها ومنها العناية بالقدم أثناء تأدية الحج وأخذ القدر الكافي من الراحة واللجوء للظل وعدم تأدية المناسك في أوقات الذروة. وهناك بعض النصائح المعتادة منها: زيارة أخصائي التغذية زيارة مختصي التغذية مهمة جدا وإن لم يكن الشخص من متعاطي الإنسولين وذلك لمراجعة تفاصيل الحمية الغذائية. فعلى مريض السكري أثناء الحج الاستمرار باتباع النظام الغذائي الموصوف له وهو الغذاء المتوازن الذي يحوي 50% من الكربوهيدات و30% من الدهون و20% من البروتينات. ويجب على الحاج المريض بالسكري أيضاً الالتزام بالانتظام بمواعيد الوجبات سواء الأساسية منها أو الخفيفة كماً ووقتاً ونوعاً خاصة إذا كان هذا المريض ممن يتعاطى الأنسولين. وكما هو معروف بأن من أهم أسباب التذبذب في مستوى السكري في الدم هو عدم الانتظام في كمية أو نوعية أو وقت الوجبات المتناولة. تغيير جرعات العلاج يجب على مريض السكري الراغب في الحج مراجعة الطبيب لمناقشة النظام العلاجي معه أثناء الحج والسؤال عما إذا كان هناك تغيير في الخطة العلاجية أثناء أداء المناسك. وعادة ما يحتاج مريض السكري إلى خفض كميات الأنسولين المتعاطي بما يتناسب مع المجهود المضاعف الذي يقوم به أو خفض كمية وجرعات حبوب خفض السكر أيضاً. تحليل السكر المتعاقب يتساهل عادة مريض السكري من الكبار والذي يتعاطى أقراص خفض السكر في عملية تحليل السكر المنزلي. إلا أن هذا الأمر وهو تحليل السكر المتعاقب يصبح أكثر أهمية أثناء الحج. فيجب على مريض السكري تحليل السكر بصفة متكررة ودائمة وخاصة الفترات الحرجة، لما يصاحب هذه الفريضة من مجهود عضلي مختلف عمّا اعتاد عليه الإنسان. فلا يمكن عادة التنبؤ بمستوى السكر. لذا يجب على المريض التأكد من حمل كمية كافية من أشرطة التحليل والتأكد من فترة صلاحيتها وأيضاً التأكد من صلاحية عمل جهاز التحليل والمحافظة عليه وعلى نظافته. كيفية التعامل مع الطوارئ التعرف على كيفية معالجة الطوارئ المتعلقة بمرض السكري كانخفاض السكر المفاجئ أو ارتفاعه من الأمور المهمة لمريض السكري والمحيطين بمريض السكري. فينصح دوماً بأن يرافق مريض السكري شخص على علم بهذه الأمور وكيفية التعامل معها. فمثلاً في حالة الانخفاض عادة ما ينصح بتناول السوائل أو المشروبات المحلاة كالعصائر أو غيرها ويتبع ذلك تناول وجبة خفيفة تحوي سكريات. أما في حالة التشنج أو الغيبوبة التي تكون بسبب انخفاض السكر فينصح بإعطاء المريض حقنة الكلوكاجون العضلية التي تحدثنا عنها من قبل.
مشاركة :