جنيف - أوصت منظمة الصحة العالمية الأربعاء بمواصلة استخدام لقاح أسترازينيكا ضد كوفيد-19 بعدما علقت دول عدة استخدامه خوفا من آثار جانبية محتملة، كما دعت إلى استخدام لقاح جونسون آند جونسون الأميركي. أعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان الأربعاء أنها "تعتبر في الوقت الحالي أن منافع لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره وتوصي بمواصلة حملات التطعيم". وأشارت إلى أن خبراءها الذين يُترقب صدور رأيهم، يواصلون "تقييم" البيانات المتعلقة بالمشكلات الصحية التي أصيب بها بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح. وبعدما اوقفت أكثر من 12 دولة أوروبية استخدام اللقاح هذا الأسبوع، قالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها تحقق في تقارير عن 30 حالة إصابة باضطرابات غير معتادة في وظائف الدم من بين خمسة ملايين تلقوا اللقاح. وجرى توزيع 45 مليون جرعة في الإجمال من لقاح أسترا زينيكا في أنحاء المنطقة. ومن المقرر أن تعلن الوكالة الأوروبية، وهي الجهة التنظيمية المعنية بإجازة الأدوية واللقاحات، النتائج التي توصلت إليها الخميس لكن رئيستها إيمير كوك قالت إنها لا ترى سببا لتغيير التوصية المتعلقة بلقاح أسترا زينيكا وهو أحد اللقاحات الأربعة التي أقرت الوكالة استخدامها حتى الآن للوقاية من المرض. وبعد أن وافقت عليه الجمعة، أوصت المنظمة كذلك باستخدام لقاح ناقل فيروسي آخر هو جونسون آند جونسون الأميركي، حتى في البلدان التي ينتشر فيها الفيروس المتحور الشديد العدوى. وفي مواجهة الشكوك والمخاوف حول سلامة لقاح استرازينيكا السويدي البريطاني، دعا وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأربعاء إلى مواصلة استعمال اللقاح المضاد لكورونا. وكتب مات هانكوك في مقال بصحيفة "ذي صن" البريطانية "لا توجد أدلة على أن اللقاح يسبّب جلطات دمويّة". وأكد الوزير البريطاني أن ذلك ليس مجرد رأي شخصي، بل هو أيضا وجهة نظر الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأدوية. لكن السلطات الصحية الإسبانية أعلنت أنها تحقق في ثلاث حالات لأشخاص أصيبوا بجلطات دموية بعد تلقيهم لقاح استرازينيكا، وتوفي أحدهم. استعادة الثقة من أجل استعادة الثقة بهذا المنتج، الذي أظهر 22% من الفرنسيين فقط ثقتهم به، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد إيلاب، تعهّد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس مساء الثلاثاء بأنه سيتلقى "قريبا جدا" جرعة من لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 ما أن يُرفع تعليق استخدامه. وألمح كاستيكس بشكل واضح إلى احتمال إعادة فرض الإغلاق خلال عطلة نهاية الأسبوع أو الأسبوع بأكمله، على سكان باريس وضواحيها، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في فرنسا، التي تواجه تفشيا سريعا للوباء. ويتعين على الرئيس إيمانويل ماكرون اتخاذ قرار بشان هذا الإجراء الذي يسري خلال عطلة نهاية الأسبوع في مناطق أخرى. ومن المتوقع صدور الاعلان الخميس. وفيما تواجه نقص اللقاحات، هددت أوروبا عبر المفوضية الأوروبية الأربعاء بتشديد شروط تصدير اللقاحات المضادة لكورونا المنتجة داخل الاتحاد الأوروبي إلى خارج التكتل وذلك لضمان "المعاملة بالمثل" مع الدول التي تنتج لقاحات، ودعت خاصة المملكة المتحدة إلى تصدير جرعات باتجاه القارة. وكانت فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى قد علّقت استخدام أسترازينيكا في حملات التلقيح في إجراء احترازي بانتظار قرار يتوقّع أن تصدره الوكالة الأوروبية للأدوية الخميس بعد تقارير عن تعرّض اشخاص تلقوا اللقاح لتجلطات دموية. إلا أن أستراليا طلبت الأربعاء من استرازينيكا والاتحاد الأوروبي الحصول بشكل عاجل على مليون جرعة من اللقاح الذي اشترته من أجل تسليمها إلى بابوا غينيا الجديدة، التي تواجه ارتفاعا في عدد الإصابات بكوفيد-19. وكانت روما قد منعت في أوائل آذار/مارس، تصدير لقاحات أسترازينيكا المضادّة لكوفيد-19 أُنتجت على الأراضي الاوروبية، والمخصصة لأستراليا. وعزت هذا الإجراء إلى عوامل عدة من بينها "النقص المستمرّ في اللّقاحات والتأخير في الإمدادات من جانب المختبر.
مشاركة :