ألقى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خطاباً قبل نحو أسبوعين في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي عقد في ولاية فلوريدا، حدد فيه خصومه علناً، حيث كان هذا الخطاب شبيهاً تماماً بخطاب ألقاه الرئيس الراحل صدام حسين عام 1979 في بغداد. ولمن لم يَرَ خطاب الرئيس العراقي الراحل، دعوني أوضح لكم الصورة. في 22 يوليو عام 1979، ألقى صدام حسين، الذي كان لتوه قد أصبح رئيساً للعراق، خطاباً أمام المسؤولين الكبار في حزب البعث، وبعد أن أعلن أنه كشف عن مؤامرة تهدف إلى إطاحته، طلب من أحد قادة الحزب أن يصعد إلى المنبر، وينادي أسماء 50 رجلاً من الحاضرين، قال إنهم يتآمرون عليه، وتم إخراجهم من القاعة مخفورين برجال الشرطة. وبعد ذلك، أخرج صدام منديلاً جفف به دموعه، ثم قام جميع الجمهور بفعل الأمر ذاته. ووقف أحد أفراد الجمهور الحاضرين، وهتف قائلاً: «يعيش الرئيس صدام»، وبعد ذلك أخذ جميع من في القاعدة يكررون ما يقول ذلك الرجل. وهنا لابد من القول بأنني لا أشبه ترامب بالرئيس العراقي السابق، لكن خطاب الرئيس السابق ترامب في فلوريدا استند إلى المبادئ ذاتها التي استند إليها صدام حسين، والتي تتجلى في التخلص من الخصوم أمام الملأ، وإبعادهم عن مناصبهم، واستخدام الخوف لإزالة الشك، والمطالبة بولاء يصل إلى حد العبودية من الاتباع. واستدعى ترامب السيناتور الجمهوري، ميتش ماكونيل، مشككاً في تأييده زعيم الأغلبية الجمهورية بالكونغرس. وكذلك السيناتور ليز تشيني، وقال إنها «محبة للحروب»، وإنها شخصية ترحب برؤية جنودنا يقاتلون دائماً، ومن ثم السيناتور ميت رومني «المحب للفت الانتباه لنفسه فقط»، وتضمنت قائمة ترامب أعضاء الكونغرس الجمهوريين: بن ساسي، وريتشارد بار، وبيل كاسيدي، وسوزان كولينز، وليزا موركفسكي، وآدم كينزنجر، وآخرين. وكان المحافظون أمثال كينزنجر وساسي، وغيرهم، يشكلون القلق بالنسبة للديمقراطيين، باعتبارهم سياسيين مهمين. محافظون حقيقيون وعليَّ الاعتراف، من وجهة نظر حزبية، بأن أقوى هؤلاء الذين ذكرهم ترامب على قائمته، هم: كينزنجر، ورومني، وتشيني. فهم محافظون حقيقيون، يذكرون الناخب الأميركي في السياسة بقوة أفكارهم التي تتضمن الميزانيات المتوازنة، وكرامة العمل، وقوة الإبداع في السوق الحرة. إنهم المحافظون الذين يدعمون النهج المحافظ تقليدياً في السياسة، بصورة تدريجية ومدروسة وحزبية، لكن ليست شعبوية. وفي الحقيقة، إن مشاهدة خطاب ترامب ربما أثارت سعادة الديمقراطيين. وربما ستكون لمصلحة حزبي على المدى البعيد (الديمقراطي) أن تحدث مثل هذه العملية القبيحة لتطهير الحزب الجمهوري. ومشاهدة أعضاء الحزب الجمهوري يقتتلون في ما بينهم، وينفرون منهم الناخبين المعتدلين، والجلوس في المدرج والاستمتاع بالصراع بين ترامب وماكونيل، و16 آخرين من الحزب الجمهوري على قائمة أعداء ترامب. وفي الحقيقة، إن نظام الحزبين يحتاج إلى حزبيين حقيقيين. والحزب السياسي يحتاج إلى قادة سياسيين، يستطيعون زرع الانضباط في صفوف الحزب، بهدف تطوير الأفكار التي تجذب الناخبين. لكن خطاب ترامب يؤكد أنه لا ينوي إعادة بناء الحزب الجمهوري، وإنما يريد إعادة تشكيله على الهيئة التي يريدها وتلائمه. ويمكن هناك استعارة جملة لأحد الجمهوريين، عندما قال: «إنه يريد الإلغاء والاستبدال»، والتخلص من أي جمهوري يمكن أن يسأله عن تحركاته، ويستبدله بأشخاص يعدون بالولاء المطلق لشخص ترامب، دون التساؤل حول أي شيء. • الحزب السياسي يحتاج إلى قادة سياسيين، يستطيعون زرع الانضباط في صفوف الحزب، بهدف تطوير الأفكار التي تجذب الناخبين. لكن خطاب ترامب يؤكد أنه لا ينوي إعادة بناء الحزب الجمهوري، وإنما يريد إعادة تشكيله على الهيئة التي يريدها وتلائمه. ستيف إسرائيل - ممثل مدينة نيويورك في مجلس النواب 8 مرات تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :