عون يخير الحريري بين تشكيل فوري للحكومة أو إفساح المجال للقادرين

  • 3/18/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خير الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الأربعاء) رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، بين تشكيل فوري للحكومة أو إفساح المجال للقادرين، في ظل تأزم الأوضاع في لبنان. وقال عون في كلمة متلفزة مساء اليوم إنه "بعدما تقدم الرئيس المكلف سعد الحريري، بعناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوازن الوطني والميثاقية، ما أدخل البلاد في نفق التعطيل، أدعوه إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير". وتابع أنه "في حال وجد الرئيس المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد، فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف من منطلق مسؤوليته الدستورية وضميره الإنساني والوطني". وحذر عون من أن "المعاناة الشعبية لن ترحم المسؤول عن التعطيل والإقصاء وتأبيد تصريف الأعمال الذي تقوم به الحكومة المستقيلة". وكان رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، قد هدد في مطلع مارس الجاري بالتوقف عن تصريف الأعمال للضغط نحو تشكيل حكومة جديدة. ووصف الرئيس اللبناني دعوته للحريري بأنها "دعوة مصممة وصادقة للرئيس المكلف إلى أن يبادر فورا إلى أحد الخيارين المتاحين، حيث لا ينفع بعد اليوم الصمت والتزام البيوت الحصينة، علنا ننقذ لبنان". وحذر عون أنه "لا فائدة من كل المناصب وتقاذف المسؤوليات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط، حيث لا مفر له سوى الغضب". وكانت حكومة حسان دياب، قد استقالت بعد ستة أيام من كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس الماضي. وفي نهاية أغسطس 2020، كلف عون الدبلوماسي اللبناني مصطفى أديب، بتشكيل الحكومة، لكنه اعتذر بعد قرابة شهر إثر تعثر مهمته، فتم تكليف الحريري في 22 أكتوبر الماضي. وأعلن الحريري أنه قدم في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين، بحسب مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإنقاذ لبنان، لكن التشكيلة قوبلت باعتراض من عون بسبب عدم الاتفاق مع الرئاسة على تسمية الوزراء. وتقوم مبادرة ماكرون على تشكيل حكومة غير حزبيين لتنفذ إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية ملحة خلال ثلاثة أشهر، تمهيدا للحصول على دعم المجتمع الدولي، لكن القوى السياسية فشلت حتى الآن في تسهيل تشكيل الحكومة. ومازال التشكيل متعثرا بعد مرور 146 يوما على تكليف الحريري بسبب الخلافات على عدد الحقائب الوزارية وطريقة توزيعها. وردا على دعوة عون، أكد الحريري في بيان أن التشكيلة الحكومية، التي سبق وقدمها إلي الرئيس عون قادرة علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف انهيار لبنان. ودعا رئيس الوزراء المكلف، الرئيس عون الى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال عجز عن توقيع مراسيم التشكيلة الحكومية التي كان قد قدمها إليه. وقال الحريري "زرت الرئيس عون 16 مرة منذ تكليفي للاتفاق علي تشكيل حكومة اختصاصيين"، مضيفا سأتشرف بزيارته للمرة 17 لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع والوصول الفوري إلي إعلان تشكيل الحكومة. وأضاف "أما في حال وجد الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة الاختصاصيين (..) فسيكون عليه أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي، الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة البرلمان الذي اختار رئيس الوزراء المكلف، والذي يمنعه منذ شهور عن إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة". وتابع الحريري أن "الانتخابات الرئاسية المبكرة هي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة علي إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل 5 أعوام، تماما كما اختاروني رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة قبل 5 أشهر". ولا يحدد الدستور اللبناني لرئيس الوزراء المكلف مهلة زمنية لتشكيل الحكومة، لكنه ينص على تولي مسيحي ماروني رئاسة البلاد، وشيعي رئاسة البرلمان، وسني رئاسة الحكومة مع المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البرلمان والحكومة ووظائف الفئة الأولى. ويعاني لبنان من أزمات سياسية واقتصادية ومالية أدت إلى تعثره في سداد ديونه السيادية مع تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 وانهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة والتضخم. وتفاقم الوضع في لبنان بفعل تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وانفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من 200 قتيل و6 آلاف و500 جريح، إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار. ويشهد لبنان منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية.

مشاركة :