اللهم أنت الشافي

  • 9/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

■قبل 36 سنة تقريباً، وصل إلى دار الحي الزميل العزيز رفعت بحيري، للعمل في هذه المؤسسة الصحفية العريقة البيان، وتحديداً قبل ظهور العدد الصفر، وبدأ العمل في ابريل من عام 1980 ليشكل ظاهرة جديدة في الصحافة الرياضية. حيث ظل يهتم برياضات جديدة وفردية، نجح في إبرازها مثل البولينغ والطاولة والطائرة والسلة والبحر والكراتيه وغيرها، وعمل بكفاح وبكل هدوء وإخلاص، حتى ترقى وأصبح سكرتيراً للتحرير، ثم رئيساً للقسم الرياضي لخمس سنوات، حققت فيها الصفحات الرياضية قفزة هائلة، وحقق الزملاء في الملحق الرياضي العديد من الألقاب، واليوم زميلنا هو طريح الفراش في مستشفى دبي منذ عدة أيام، نتيجة وعكة صحية طارئة مفاجئة، ندعو الله أن يشفيه ويحفظه، فمنذ انتقاله للعمل كمعد في قناة دبي الرياضية، وهو رجل خبير يعمل بكل إخلاص وتفان، ويعد العديد من البرامج، وكان مستعداً لعمل البرنامج الجديد هنا الإمارات عبر شاشة دبي، إلا أن الأقدار منعته، لكي يواصل تألقه ويتحول إلى غرفة 518 في مستشفى دبي، وقد زاره العديد من القيادات الرياضية والزملاء، والذين أكدوا على الدور الكبير والأخلاقي الذي يتمتع به في خدمة الصحافة الرياضية، فكان بو وائل محباً لعمله ونشيطاً في التكليفات التي تولاها في التغطيات المحلية والخارجية. حيث شارك في العشرات من البطولات الإقليمية والقارية والدولية، ولعب دوراً كبيراً في إصدار العديد من الكتب عن أمراء البحار فريق الفكيتوري تيم، وساهم في إبراز الرياضات البحرية فهو من الجيل الذي حفر في الصخور وعمل مخلصاً في العمل الصحفي. ■ عمل رفعت بحيري مع البيان سنة التأسيس عام 80، عندما كانت تصدر صفحة يومية قبل أن تتحول إلى جريدة متكاملة، وفي فترة الثمانينات اشتهرت أقلام وأسماء صحفية في المجال الرياضي، وظلت محفوظة في الذاكرة من الصعب أن تنساها بسهولة، لأنها بالفعل كانت مدارس مهنية في الأخلاق والقيم، ومن الصعب تكرار هذا الجيل، تميز بالأداء النوعي والكيفي في التعامل مع الجانب الخبري والتحليلي وتقديم الاستشارات لأصحاب صناعة القرار الرياضي، بل كانوا يسألون في كل القضايا الرياضية اليومية، وكانت لهم كلمتهم المسموعة بحكم التجربة الغنية التي يتمتعون بها. ■ هناك العديد من الزملاء الأوائل الذين جاؤوا للعمل هنا واستقروا لمدة طويلة، وأصبحت الإمارات بلدهم ولا يستطيعون أن يتركوها مهما دار بهم الزمن، فعاشوا منعمين مع أبنائهم وقدموا عصارة جهدهم خلال فترة الغربة، التي لم يشعروا بها، فأصبحت بلادنا دار حنان ورعاية لكل هؤلاء المخلصين، الذين نعتز بالدور الذي لعبوه في مسيرة العمل الرياضي، ومن بين هذه الأسماء هو الزميل العزيز الذي يرقد حالياً في مستشفى دبي، وعندما أزوره أتذكر عطاءه وأخلاقياته الإنسانية والمهنية، أدعو الله أن يشفيه ويشفي مرضانا ومرضى جميع المسلمين، وأن يعود إلى قواعده سالماً، ليساهم مجدداً في مسيرة الإعلام الرياضي كما عرفناه ..والله من وراء القصد.

مشاركة :