في عام 2014، تعرض مطار العاصمة الليبية طرابلس إلى التدمير والإغلاق بشكل كلي، وكان هذا حافزا للطالبة، طيبة نصر الدين اللولبي. وطيبة تبلغ من العمر (22 عاما)، وهي طالبة في قسم الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني بجامعة طرابلس الأهلية. وتمكنت طيبة من تجهيز صميم جديد للمطار تستشرف فيه المستقبل، حظى بانتشار لافت في أوساط الليبيين عبرمواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة. وكان لسان حال الطالبة الليبية "أتطلع لخدمة بلدي"، ولذلك سخرت جهودها من أجل المشاركة في إعادة إعمار ليبيا ، بعد عقد من الحرب والأزمة الداخلية التي أفضت إلى تدمير كثير من معالم البلاد. مغزى التصميم وتميز تصميم طيبة بمظهر جمالي أخاذ على هيئة "فراشة" لما لذلك من دلالات مهمة، على الخفة والجمال والأجنحة القوية. وتقول إن التصميم الذي قدّمته لمادة بكليتها (تصميم معماري 5)، استوحت فكرته الرئيسية من أحد أنواع الفراشات النادرة، موضحة أن تصميم المطارعلى شكل فراشة بهذا الحجم له دوافع أو إسقاطات معنوية وجمالية في آن واحد، مشددة على أنها قامت بدراسة المكان والمساحة، واعتمدت بشكل رئيسي على الأبعاد الفعلية للمطار. تحمل الفتاة الليبية أحلاماً لمشاريع وأفكاراً لتطويرالبني التحتية في ليبيا ، من أجل عودة بلدها مرة أخرى بعد سنوات الحرب التي غيرت معالمها كلية وأسهمت في تدمير بنيتها التحتية. وتستهدف الطالبة الليبية من التصميم الذي استُقبل بحفاوة شديدة "المساهمة في تعويض المدينة بمطار جديد عن المطار الذي تدمر جراء الحرب. ماذا يبرز التصميم؟ ويبرز التصميم القيم الجمالية ويراعي العلاقات الوظيفية ويبسط حركة المسافرين داخل المطار ويواكب تطورات العصر الحديث ويستوعب الازدياد والنمو في الحركة الجوية، يعطي انطباعاً جميلاً لنظرة الزوار الأولى للمدينة، بما يعود على الدولة بالمنفعة الاقتصادية والسياحية والاندماج في برامج العولمة والاستثمار على المستوى الشخصي للأفراد والدولة الليبية بصفة عامة. يبرز تصميم الفراشة الاعتماد على ألواح زجاجية بأسقف بعض الأجزاء لحفظ طاقة الشمس نهاراً، واستخدامها في الليل، لتوفير الطاقة. وتقول صاحبة التصميم إنها ركزت على فكرة الاستدامة. ماذا عن المستقبل؟ وتابعت: "أتمنى المساهمة في إعمار ليبيا وهذا ما ينص عليه واجبي الوطني وحبي الشديد لهذا البلد الذي أطلب من الله أن ينعم عليه بالأمن والاستقرار و الإعمار". وتحدثت طيبة اللولبي عن التكلفة المتوقعة للتصميم حال تنفيذه على أرض الواقع والوقت المستغرق، بقولها: "مقترح المشروع الذي قمت بتصميمه كان ضمن أحد المواد الدراسية حسب البرنامج المعماري و المساحي الذي ينصه المنهج الدراسي". وأضافت "تقديري لتكلفة ووقت هذا المشروع على الأقل 500 مليون دينار ليبي وباستخدام طرق التنفيذ الحديثة يمكن تنفيذه في وقت من سنة إلى سنتين على الأكثر". وأردفت: "ولكن إذا تم فعليا تبني الفكرة على أرض الواقع يفترض تطوير حجم المشروع، حيث يستوعب عدد أكثر من الركاب وتشغيل عدد أكبر من الطائرات في آن واحد، وبالتالي سيزداد الوقت والتكلفة، بالإضافة إلى أن أحد مزايا الشكل التصميمي قابلية الزيادة المستقبلية". وتقول اللولبي إنها لديها مشاريع وأفكار مختلفة للمساهمة في إعادة إعمار ليبيا، مردفة: "بالتأكيد كمعمارية أملك الكثير من الخطط والأفكار لاستحداث وتطوير المؤسسات الوطنية و المرافق العامة والمساهمة في حل مشاكل البنية التحتية بصفة عامة".
مشاركة :