لم يكن مفهوم الشراكة إلا وليدًا في رحم العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، والذي دشنه معالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الموقر 2006م، وتجسيدًا للشراكة في العمل الوطني بين المواطنين ورجال الأمن من منطلق أن المواطن هو خط الدفاع الأول لتعزيز الأمن تنفيذًا لواجبات المواطنة وحقوق الوطن في الانتماء والولاء، والمحافظة الشمالية لم تألُ جهدًا من استخدام مفهوم الشراكة المجتمعية كغاية ووسيلة لتحقيق رؤية واستراتيجية المحافظة من خلال برامجها ومشاريعها على مدار التحولات في الأعوام الماضية. فقد شكلت الشراكة المجتمعية أرضًا خصبة من خلال إقامة المعسكرات الشبابية في العطل الصيفية؛ من أجل تنشئة الشباب والناشئة لاستغلال أوقات الفراغ لإكسابهم المهارات وتحصينهم من الفكر المتطرف واحترام القانون، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمجتمع المدني، تحت شعار «يدك بيدنا لأمن بلدنا». كما شكلت في مبادرة أخرى حلقة وصل في تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية مع الأهالي والقرى للاحتفال بالعيد الوطني المجيد وعيد الجلوس تحت شعار «قائد وشعب... فرحة وطن» لدعم الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وقيم المواطنة، وقد تبلورت هذه الشراكة المجتمعية بين النظرية والتطبيق في الاحتفالات الوطنية من خلال المسابقات الرياضية، لتأكيد مبادئ المنافسة الشريفة والمثابرة وإشاعة السلام وترسيخ قيم الموروث الشعبي تارة في سباق القوارب اليدوية، وتارة في مسابقة صيد السمك وتارة في السباقات الشعبية. كما شهدت الشراكة المجتمعية في تجسيد الحسن الوطني من خلال شراكة المحافظة الشمالية مع نادي عبدالرحمن كانو الاجتماعي للوالدين في إقامة الاحتفالات على مدى السنوات الماضية، والتي شهدت مشاركة شعبية كان للشعر والقصائد ورقص العرضات وعرض المنتجات اليدوية والحرفية للنادي فرصة بروز المهارات التي تبعث على الفخر والاعتزاز بدور كبار السن في خدمة المجتمع وحبهم للوطن الغالي ووفائهم وولائهم لمليكهم في هذه المناسبة الوطنية. وأما في موسم عاشوراء، فقد أصبحت الشراكة المجتمعية منهجًا للتعبير عن الحريات الدينية المسؤولة التي تتمتع به المملكة في ظل العهد الإصلاحي بالتعاون والتنسيق مع رؤساء المآتم ومديرية شرطة المحافظة الشمالية تحت شعار «عاشوراء محبة وسلام»، والتي أفرزت عن نتائج باهرة في تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والمحافظة على هذه الشعيرة من عبث العابثين للنيل من الحريات الدينية ومنع استغلال الحريات الدينية في العمل السياسي، والتي أكدت أن المسؤولية الأمنية هي مسؤولية الجميع، وأن الشراكة المجتمعية هي وسيلة وغاية لتحقيق الأمن في ربوع مملكتنا الحبيبة. وعلى الصعيد الخيري، فقد كانت للشراكة المجتمعية نصيباً في معاونة الأسرة المتعففة في مشروع بيوت الخيري، وهي التي لا تستفيد من الخدمات الاسكانية في دعم الاسر المتعففة، ولا ننسى دور الشراكة المجتمعية بمبادرة المحافظة الشمالية بالتعاون مع الأهالي والبلدية الشمالية في تحسين الواجهة الساحلية لتصبح متنفسًا بيئيًا سيما للأهالي. والذي يبعث اليوم على الفخر والاعتزاز أن أصبحت الشراكة المجتمعية مواكبة للأحداث والتطورات ملامسة احتياجات وظروف المجتمع ونحن نشهد الاقبال الشديد على المنصة الوطنية للتطوع في مجالات حملات التعقيم والتمريض لدعم الحملة الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، والذي يشكل دعامه فارقة لنجاح الحملة الوطنية لمكافحة جائحة كرورنا، والتي أظهرت أبرز مشاعر الحب والولاء والانتماء والتلاحم في إدارة هذه الأزمة بكل حكمة واقتدار. ويبقى أن نقول بعد 14 عامًا، إن الشراكة المجتمعية قد أصبحت روحًا وطنية وفلسفة إدارية، ليس في وزارة الداخلية فحسب بل في جميع الوزارات الحكومية والمؤسسات الاهلية كقيمة كبرى من أجل الوصول إلى الشراكة الأمنية في ظل العهد الزاهر. فشكرًا لمعالي وزير الداخلية، ونهنئكم في هذا اليوم.. وكل عام والشراكة المجتمعية بألف خير في ظل العهد الزاهر.
مشاركة :