في ظل الحملات المضللة التي تشنها القنوات الحاقدة والجهات الحاسدة على وطننا الغالي وقيادته الرشيدة، نستنتج من ذلك شيئين، أولا: لم يستطع إعلامنا مواجهة تلك الحملات المسعورة، إذ يرتكز المحتوى الإعلامي لمخاطبتنا نحن في الداخل، وهنا يتوجب على إعلامنا أن يتجاوز هذه الإشكالية ليأخذ مسارا أوسع ونطاقا جغرافيا أكبر وبلغات متعددة. الجانب الآخر: أن الموتورين ينظرون بعين الحسد لتلك القفزات التنموية التي يشهدها وطننا، وكم المشروعات الضخمة التي شملتها «رؤية 2030» مثل «نيوم» والبحر الأحمر، والمشروعات السياحية و«ذا لاين» والصناعة الترفيهية، واستقطاب الشركات العالمية، وحتى يتم دحض تلك الافتراءات والمغالطات نحتاج إلى رسم سياسة اتصالية عالية الجودة وآلية إعلامية ضخمة، توضح التنامي الحضاري الذي يشهده وطننا في كل المجالات وعلى مستوى جميع الأصعدة. وهنا يمكن لوزارة الإعلام وهي المعنية بالدرجة الأولى، أن تضيف في استراتيجيتها ما يتعلق بالاتصال الخارجي، ليكون الصوت مسموعا ومؤثرا، دحضا للافتراءات وتوضيحا للحقائق، لتأخذ الرسائل الإعلامية صفة الديمومة، إذ إن الإعلام الاحترافي أكثر قوة وأبلغ تأثيرا، وهنا يمكن أن تكون آلية العمل تتأسس على دراسة المرحلة الآنية والمستقبلية. إعلامنا إذا بقي محصورا يخاطبنا نحن فقط، فلن يكون ذا فاعلية للخارج، وسوف تستمر الحملات المغرضة التي يشنها الحاقدون مستمرة، بل تكون مشوشة لذهن المتلقي، والقوة الإعلامية في تصوري، إن لم تكن أكثر قوة، على الأقل تكون ندا مكافئا، وذلك باحترافية العمل الإعلامي وتقديم المحتوى الواعي والرسائل الدامغة، وهذا يحتاج إلى وضع استراتيجية وخطط وبرامج، والأهم وجود الإمكانيات التقنية والكفاءات البشرية القادرة على تحريك هذه المكنة بكل اقتدار. الإعلام ليس فقط عمليّة نشر الحقائق والمعلومات بهدف التقرير والإقناع، وليس التعبير المكتوب بموضوعيّة للتعبير عن الجمهور وعقليته وعاطفته وميوله واتجاهاته المختلفة، كما يقول «أوتوجرت» بل هو أكثر شمولية من هذه التعريفات، الإعلام أحد الأسلحة التي توظفها بعض الدول لمحاربة الغير، ويمكن رؤية ما تسخره بعض الدول من مبالغ مالية طائلة في سبيل تأسيس قناة، ليس الهدف الجانب الإعلامي فحسب، بل الهدف فتح نافذة من خلالها تبث سمومها على الآخرين.
مشاركة :