أقيمت في مدينة غزة اليوم (الخميس)، مباراة نهائية لمبتوري الأطراف ضمن بطولة محلية نظمت لهم برعاية اللجنة الدولية للصليب. وبحماس كبير دخل اللاعبون ممن بترت أطرافهم السفلية بفعل استهداف إسرائيلي أو حوادث مختلفة أرض ملعب فلسطين على عكازين، وسط تشجيع حار من الجماهير الحاضرة. وقال اللاعب محمد أبو بيض الذي فقد قدمه اليسرى في قصف إسرائيلي لمنزله شرق مدينة غزة عام 2014 لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مشاركته في رياضة كرة القدم البتر "تجعل منه إنسان سوي يمارس حياته بشكل طبيعي". وأضاف الشاب الذي بدا عليه الفرحة عقب انتهاء المباراة وفوز فريقه بينما يرتكز على عكازه، أنه خاض تجربة احتراف لفترة قصيرة في تركيا، وأن ممارسة الرياضة "رسالة للعالم بأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أصحاب إرادة وعزيمة قوية وباستطاعتهم التميز والإبداع في كافة المجالات". وأعرب أبو بيض، عن حلمه في تشكيل منتخب فلسطين للعبة والمشاركة في كأس العالم المقرر إقامته عام 2022 القادم ورفع العلم الفلسطيني في كافة المحافل". وتشكو مؤسسات تعنى بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة من عدم وجود ملاعب مخصصة لكرة البتر ولا أدوات ومعدات رياضية بسبب كثرة المصابين وقلة الدعم المالي. من جهته قال جلال سكيك مدرب كرة القدم البتر لـ((شينخوا))، إن إقامة بطولات بهدف تنشيط الأشخاص ذوي البتر في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي منذ عام 2007. وذكر سكيك، أن البطولات والدورات التأهيلية رسالة لدول العالم بأن الإنسان الفلسطيني من حقه ممارسة حياته الطبيعية أسوة بالآخرين، داعيا إلى تشكيل اتحاد كرة قدم لذوي البتر والارتقاء باللعبة من أجل المنافسة في المحافل العربية والدولية. ودأبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ عامين على إقامة بطولات محلية في القطاع لذوي البتر في محاولة تحدي إعاقتهم ودمجهم في المجتمع الفلسطيني. وفي أبريل من عام 2019 زار الأمين العام لاتحاد كرة القدم لذوي الإعاقة في العالم سيمون بيكر غزة بدعوة من اللجنة الدولية وأشرف على دورة تدريبية للاعبين والمدربين والحكام بهدف تأهيلهم للوصول إلى عضوية الاتحاد. وقام بيكر المدرب الدولي المحترف ويستخدم طرفا صناعيا لقدمه اليمنى المبتورة جراء سقوطه من بناية عام 2004، بتأهيل 15 مدربا و12 حكما وثمانين لاعبا معظمهم يعانون من بتر بسبب الإصابة بنيران الجيش الإسرائيلي، تشكيل ست فرق تتنافس فيما بينها في القطاع المحاصر. ويوجد في غزة قرابة 49 ألف شخص من ذوي الإعاقة بما يعادل 2.4 من إجمالي سكانه يعيشون أوضاع "صعبة لا يكاد يحتملها نظراؤهم من ذوي الإعاقة في المجتمعات الأخرى الموجودة في العالم" بحسب مسئولون في جمعيات فلسطينية.
مشاركة :