أعني بالأراضي البيضاء تلك المنتشرة داخل الأحياء السكنية بحاضرة الدمام، وهي أراض تقبع وسط بيوت السكان أو على جوانبها، وهي كثيرة، أضرب مثالا بالأرض الشاسعة الواسعة بحي الحمراء بالدمام، وبالتحديد في الشارع الثامن (ب) وبالقرب من مسجد الأبرار، فهي حينا تتحول الى ملعب كرة قدم رغم عدم صلاحيتها لهذا التحول، وحينا تغدو مرتعا للقوارض والقطط والحشرات، وحينا تتحول الى مقرات للسيارات غير الصالحة للاستخدام. هذه الأراضي أظنها حسب ظني المستقى من أقوال سكان الحي تابعة لجهات حكومية، أحيانا يقال إنها تابعة لوزارة الصحة وسوف تقام عليها مراكز صحية، وأحيانا يقال إنها تابعة لوزارة التربية والتعليم لاقامة مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنين أو البنات عليها، وأحيانا يقال إنها تابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية لاقامة حدائق عامة عليها لتغدو متنفسا لسكان الحي. هذه أقوال لا أدري مدى صحتها، وما يهم هنا هو ضرورة استثمار هذه القطع الشاسعة من الأراضي البيضاء سواء كانت مملوكة للقطاع العام أو الخاص، فالابقاء عليها بهذا الشكل لسنوات طوال لا يخدم سكان الأحياء السكنية في حي الحمراء أو غيره من الأحياء السكنية بحاضرة الدمام، فاستثمارها كمراكز صحية أو مدارس وحدائق عامة أفضل بكثير من تركها على أوضاعها الحالية. تلك الأراضي البيضاء تحولت بالفعل الى مراتع للقوارض والقطط والحشرات، وتحول بعضها الآخر كما نوهت الى مقار لسيارات (الخردة) أو الى (سكراب) كما يحلو للبعض أن يسمي الأراضي المليئة بالمركبات التي انتهى عمرها الافتراضي وأضحت غير صالحة للاستخدام، وأظن أن الفرصة سانحة لمن يريد قطعة غيار لسيارته القديمة أن يسأل عن أصحاب تلك السيارات في أماكن تواجدها بتلك القطع من الأراضي البيضاء فسوف يعثر على ضالته المنشودة فيها. أما المسألة الثانية التي أود طرحها في هذه العجالة فتتعلق بالدوارات على امتداد شارع الخليج الذي يحلو للبعض تسميته بشارع (الكورنيش) والذي يبدأ تحديدا من أقصى الشرق المحدود بمياه البحر وينتهي عند مدخل محافظة القطيف. هذا الشارع أو الطريق المهم – سمه ما شئت – لا توجد به من الدوارات التي حظيت بالاهتمام والرعاية الا الدوارات الثلاثة، وأقصد بها دوار الزهور ودوار الأشرعة ودوار الصدفة. أما بقية الدوارات في هذا الطريق الحيوي فهي مهملة تماما، وأهمها الدوار القابع عند مشارف حي العزيزية وقبل الدخول الى مدينة سيهات، فمساحته كبيرة للغاية، ويمكن استغلالها لانشاء المجسمات عليه، وزراعة محيطه بما يمكن زراعته من ورود كما هو الحال في الدوارات التي نوهت عنها، وقس على هذا الدوار بقية الدوارات المهملة على امتداد هذا الطريق. تلك الدوارات تمثل في جوهرها نقاطا جمالية يمكن اضافتها الى نقاط عديدة على امتداد طريق الخليج الذي يعد من أهم طرق الدمام، فهو يخدم سكان حاضرة الدمام ومحافظة القطيف وقراها ومدينة سيهات، ويمكن لتلك النقاط الجمالية أن تضفي على هذا الطريق أهمية اضافية الى أهميته، والاعتناء بدواراته يمثل منطلقا لتحسين طرق المنطقة الشرقية وتجميلها. المنطقة الشرقية كما نعلم تعج بأدوات تراثية هامة كسفن الصيد والأشرعة وأدوات الغوص التي كان يستخدمها الأجداد قبل اكتشاف النفط، وان لم تنصب تلك الأدوات في المتاحف فمن المستحسن أن تنصب داخل تلك الدوارات لتذكر الأبناء بمهنة الأجداد ذات العلاقة بصيد الأسماك، أو تلك المتعلقة بالبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحر قبل أن يغزو أسواقنا اللؤلؤ الصناعي الذي عطل تلك المهنة وأوقف ممارستها دون رجعة.
مشاركة :