قام «كوماندوز» من حركة «طالبان» بتحرير مئات المعتقلين الذين يشتبه بأنهم مقاتلون أمس الاثنين (14 سبتمبر/ أيلول 2015) إثر هجوم دموي على سجن بوسط البلاد وبفضل نفق بطول كيلومتر حفر منذ عدة أشهر لتسهيل عملية الفرار الجماعية هذه. والعملية التي استهدفت السجن بولاية غزنة تذكر بأخرى مماثلة تمت في العام 2011 حين قام «كوماندوز» من «طالبان» بتحرير 500 مقاتل في ولاية قندهار (جنوب)، معقل التمرد المسلح وهو ما وصفته السلطات المحلية آنذاك بأنه «كارثة» أمنية. وقال مساعد حاكم ولاية غزنة محمد علي أحمدي لوكالة «فرانس برس» إنه في وقت باكر صباح أمس «هاجم ستة من متمردي طالبان يرتدون بزات عسكرية سجن غزنة حيث فجروا أولاً سيارة مفخخة أمام البوابة ثم أطلقوا صاروخ (آر بي جي) قبل أن يقتحموا السجن». وأعلنت وزارة الداخلية في حصيلة رسمية أن 355 معتقلاً على الأقل من أصل 436 موجودين في هذا السجن قد لاذوا بالفرار. ولم تحدد السلطات الأفغانية هوية السجناء إلا أنها أشارت إلى أن نصفهم تقريباً متورطين في «جرائم أمنية». وأشار مسئولون آخرون إلى أن هذا الهجوم الواسع النطاق أوقع أربعة قتلى من عناصر الشرطة الأفغانية وسبعة جرحى. وأشار مسئول المستشفى المدني في غزنة، باز محمد همت أن 14 جريحاً هم 10 عناصر من الأمن وأربعة سجناء نقلوا إلى المستشفى للعلاج. وسارعت حركة «طالبان» إلى تبني الهجوم مؤكدة نقل عشرات المعتقلين إلى مناطق خاضعة لسيطرتها. وأعلن المتحدث باسم الحركة في بيان «نفذت هذه العملية الناجحة» في وقت مبكر أمس مشيراً إلى أن السجن «سقط تحت سيطرة» المتمردين في ختام ساعات من المعارك. وأضاف أن المعتقلين وكلهم من المتمردين وبينهم مئة قائد بحسب التمرد «طالبان»، سلكوا بعدها نفقاً «بطول كيلومتر» واحد حفروه على مدى «خمسة أشهر» بهدف الفرار من السجن. وتابع «في هذه العملية أطلق سراح 400 شخص من مواطنينا، كلهم أبرياء. ونقلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة» المتشددين. وهذا الفرار الجماعي يأتي في وقت كثف فيه المتمردون هجماتهم ضد القوات الحكومية والأهداف الأجنبية على أمل ترسيخ سلطة قائدهم الجديد الملا أختر منصور الذي لم يحظ تعيينه سريعاً بإجماع ضمن التمرد، بحسب ما يرى محللون. وخلف الملا منصور رسمياً الملا عمر بعد إعلان وفاته في نهاية يوليو/ تموز، على إثر عملية «سريعة جداً» «وغير توافقية» ندد بها بعض القادة الذين يأخذون على الملا الجديد قربه من باكستان. إلى ذلك، قال ابن الملا عمر في تسجيل صوتي إن والده توفي بأسباب طبيعية داعياً للوحدة ومبدداً الشائعات بشأن وفاة والده الغامضة في ظل نزاع على قيادة الحركة. وقال الابن الأكبر للملا عمر، الملا محمد يعقوب في تسجيل صوتي نشر مساء أمس الأول (الأحد) وأكدته مصادر في «طالبان»: «أريد أن أؤكد لكم أنه توفي بشكل طبيعي». وتابع «كان مريضاً لبعض الوقت لكن حالته تدهورت. استشار الأطباء ويبدو أنه كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي». وتابع قوله «ظل في أفغانستان حتى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان. وتوفي ودفن هناك». ورفض يعقوب في الشريط - وهو أول تسجيل علني له - فكرة أن والده عين خليفة فيما يبدو ضربة موجهة لمنصور. وقال «لم يعين أحداً خليفة له».
مشاركة :