موسكو - اتفقت حركة طالبان والحكومة الأفغانية اليوم الجمعة على السعي لتسريع محادثات السلام وذلك في ختام اجتماع استضافته موسكو أعقب مؤتمرا دوليا لدفع عملية السلام في أفغانستان، وفق مسؤول أفغاني كبير وقيادي في وفد طالبان. ودعت الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان الطرفين المتناحرين في أفغانستان للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في المؤتمر الذي انعقد في روسيا قبل ستة أسابيع فحسب من الموعد النهائي المتفق عليه في العام الماضي لسحب القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية. وقال عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان لوكالة الإعلام الروسية "عبرنا عن استعدادنا لتسريع عملية السلام... وكذلك فعلوا هم أيضا (طالبان)"، مضيفا أن الجانبين لم يناقشا أي قضايا معينة عندما اجتمعا في موسكو اليوم الجمعة. واستضافت موسكو المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان أمس الخميس وأصدرت خلاله الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان بيانا مشتركا دعا الجانبين الأفغانيين إلى التوصل لاتفاق سلام ووقف العنف وحث طالبان على عدم شن أي هجمات في الربيع. وذكرت الدول أيضا أنها "لا تؤيد عودة الإمارة الإسلامية". وقال المتحدث السياسي باسم حركة طالبان محمد نعيم لوسائل إعلام في موسكو إن اختيار نظام الحكم في أفغانستان يعود إلى الأطراف الأفغانية وإنه يجب أن يكون نظاما إسلاميا، مضيفا "ما نص عليه الإعلان يتعارض مع كل المبادئ وهو أمر غير مقبول". وأكد سهيل شاهين عضو المكتب السياسي لحركة طالبان على تصريحات عبدالله المتعلقة بوجوب تسريع عملية المفاوضات، محذرا واشنطن من إبقاء جنودها في أفغانستان بعد موعد الانسحاب المتفق عليه. وقال "بعد ذلك، سيكون هذا انتهاكا للاتفاق. ولن يكون ذلك الانتهاك من جهتنا بل من جهتهم، لذلك في تلك الحالة إذا كان هناك فعل فمن المؤكد أنه سيكون هناك رد فعل". وسعى المؤتمر إلى إحياء المفاوضات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان والتي تعثرت إلى حد كبير بسبب اتهامات الحكومة للمقاتلين بعدم وقف العنف. وكان مؤتمر موسكو هو الأول الذي يشارك فيه ممثل كبير للولايات المتحدة في المحادثات بشأن أفغانستان في إطار صيغة أطلقتها روسيا في 2017. واتفقت واشنطن مع طالبان في العام الماضي على سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار بعدما ظلت في البلاد لقرابة 20 عاما. وتتطلع الولايات المتحدة إلى دعم القوى الإقليمية لخططها المتعلقة بعملية السلام. وتتردد غدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في سحب القوات الأميركية في مايو، مشيرة إلى صعوبة تنفيذ ذلك في الموعد المحدد. ولا تملك إدارة الرئيس الديمقراطي إستراتيجية واضحة إزاء الملف الأفغاني، حيث وجدت نفسها عالقة في اتفاق وقعته إدارة سلفه دونالد ترامب مع طالبان في الدوحة ومن أهم بنوده أو هو مفتاح التهدئة والتوصل لاتفاق سلام أفغاني هو سحب القوات الأجنبية. ودخلت موسكو بقوة على خط الأزمة الأفغانية وسط آمال بدفع عملية السلام المتعثرة وذلك في خضم توترات مع الولايات المتحدة. وأي انجاز روسي في الملف الأفغاني قد يعتبر نكسة كبيرة للولايات المتحدة التي لم تحرز تقدما يذكر باستثناء اتفاق هش مع طالبان مرشح للانهيار في أي لحظة.
مشاركة :