نظراً إلى أن تدابير الإقفال حرمتها فضلات الطعام، التي يتم إلقاؤها في مستوعبات القمامة خلف المباني أو في الشوارع التي باتت مهملة، كثفت هذه الحيوانات الليلية الخوّافة وتيرة خروجها من حياتها السرية.شاهد: "مشاركة الماعز" لتلطيف أجواء اجتماعات العمل الافتراضية في بريطانياشاهد: اختبارات مجانية للكشف عن فيروس كورونا لدى الحيوانات الأليفة في سيول"الذئب" و"الأشقر" و"الماعز الصغير" ... انطلاق أكبر محاكمة منذ عقود لعناصر من المافيا في إيطاليا وباتت الجرذان تغامر في التسلل إلى المكاتب الفارغة للحصول على ما تيسر من بقايا الطعام المتروكة، ولا تتردد في محاولة غَرف ما أمكنها من مخزونات المطاعم المغلقة موقتاً، أو حتى المجازفة، في وضح النهار أحياناً، في البحث عن قوتها في الأحياء السكنية، حيث تفيض مستوعبات القمامة أمام منازل السكان المحجورين. وقال بول بلاكهورست: "إذا غيّرنا سلوكنا، فمن المحتمل جداً أن تغيّر الجرذان أيضاً سلوكها، لأنها حيوانات تتمتع بقدرة عالية جداً على التكيف". وتسترشد الجرذان بحاسة شم متطورة جداً في بحثها عن الطعام، ولا شيء يستطيع مقاومة قواطعها الحادة التي يتباطأ نموها المستمر بفعل مواظبتها على القضم، لا الخشب ولا الطوب ولا الأسلاك الكهربائية. وقد تحمل هذا القوارض الأمراض، وهي كفيلة بالتسبب في أضرار يمكن أن تؤدي إلى الحرائق أو الفيضانات. وقال كريس شريف من شركة "بيفر بيست كونترول" لوكالة فرانس برس، بينما كان يعمل على تصليح الأنابيب "المكسورة" تحت الفناء الأمامي لمنزل في شمال لندن، إن الجرذان "شقت طريقها إلى الداخل بواسطة القضم"."رواية ستيفن كينغ" ولوحظ أن هذه الظاهرة امتدت إلى أبعد العاصمة. وروَت المديرة الفنية لجمعية مكافحة القوارض البريطانية ناتالي بونغاي لوكالة فرانس برس، أن صاحب مطعم في غرب بريطانيا واجه خلال فترة الحجر غزو الفئران للمرة الأولى. وقالت بونغاي: "عندما فتحوا أبواب المطعم، كانت المعلّبات متناثرة في كل مكان. فالفئران تقضم المعدن اللين، ولا شكّل ذلك عائقاً أمامها". ومن الشركات الأعضاء في هذه المنظمة المهنية، بلغت نسبة تلك التي أبلغت عن زيادة تعرضها لاقتحامات الجرذان 78 في المائة في تشرين الأول/أكتوبر الفائت. ولاحظ ديفيد لودج من "بيفر بيست كونترول" أن الأمر لا يقتصر على تزايد عدد الجرذان وازدياد قدرتها على مقاومة السموم المبيدة، إذ أنها أصبحت "أقل خجلاً" و"أكثر ظهوراً" في الشوارع، مضيفاً على سبيل المزاح أن الأمر "يشبه إلى حد كبير رواية لستيفن كينغ"، الكاتب الأميركي الذي اشتهر روايات الرعب. وأضاف لودج أن ثمة عاملاً آخر يتمثل في أن "الكثير من الناس باتوا يعملون من منازلهم"، وأصبحوا أكثر "إدراكاً" لما يحصل. وقد نمت إيرادات شركة لودج بنسبة 33 في المائة في سنة، بفضل تزايد انتشار الجرذان التي وصل بها الأمر إلى أنها باتت تميل إلى المكوث في الداخل خلال فصل الشتاء. بعدما رمى كولين سيمز الجرذ الميت في كيس قمامة تمهيدا لحرقه ، صعد إلى شاحنته ليتوجه إلى مهمته التالية في فناء خلفي لمجموعة من المحال التجارية، انتشرت فيه الجرذان، وتوقع أن تكون 2021 التي انطلقت بحجر ثالث سنة جيدة هي الأخرى.
مشاركة :