برنامج حكومي طموح لتشكيلة تليق بدولة تتمتع بكامل سيادتها، إلا أن 10 سنوات كانت منهكة للدولة الليبية، وتجعل عمل عبد الحميد الدبيبة أقرب للمستحيل منه إلى الممكن. لأول مرة منذ سنوات يتقاطع الإجماع الداخلي وِالخارجي على حكومة في ليبيا، ولعله أكبر نقاط قوة حكومة الدبيبة للتحضير إلى انتخابات شاملة في ديسمبر المقبل. فهِذا الِتحضير يمر بالضرورة بالوضع الأمني الذي تسيطر عليه الميليشيات والمرتزقة، فبحسب الأمم المتحدة يوجد في ليبيِا 20 ألف مرتزق ولم تقدم أي دولة على سحب هذه العناصر وأكثر من 29 مليون قطعة سلاح. من جانبه يرى الدكتور عبد الحميد النعمي وزير الخارجية الليبي الأسبق أن المرتزقة الأفريقيين يعدون أخطر من التواجد التركي في الأراضي الليبية، مشيرا إلى أهمية خروج الأفارقة تزامنا مع خروج الوجود التركي والقوات الأجنبية الأخرى بشكل يدفع لتوازن البلاد، لافتا إلى أن الليبيين يريدون مغادرة جميع الأجانب الأراضي الليبية. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وشددت مجموعة العمل السياسي التابعة للجنة المتابعة الدولية على ضرورة الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط لجميع قوات المرتزقة من ليبيا، فيما أكد المبعوث الأممي يان كوبيش أن جميع الليبيين متفقون على ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن. الأمم المتحدة تعول على وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي على ردم الهوة فوق رؤوس المرتزقة ومن يقفون خلفهم، وهو عمل منوط باللجنة العسكرية 5+5، كما نص الاتفاق الفوري لإطلاق النار وإن كان البند الرابع أصعب بنوده حيث يحث على حصر وتصنيف المجموعات المسلحة في كامل التراب الليبي لتفكيكها. عبد الحميد الدبيبة اللاعب الجديد ومنذ تكليفه رفض استعداء أي دولة حاضرة في الشأن الليبي، فبحسب المراقبين، الدبيبة يواجه فوضى الميليشيات في العاصمة الليبية، ولا يملك أوراقا لإجبار تركيا أو غيرها بإخراج مرتزقتها. فبأي آلية تريد الأمم المتحدة إخراج المرتزقة من ليبيا؟ وما الدور المنتظر من الدبيبة الذي يتحسس طريقه في حقل ألغام سياسية وامنية خلفتها سنوات الفوضى؟ وماذا عن طبخة إقليمية ودولية لخروج المرتزقة من ليبيا؟
مشاركة :